23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

المسؤولية لا يتحملها إلا الشرفاء والأقوياء ومن يتحلون بالوطنية آي إن يضعون مصلحة بلدهم فوق مصالحهم وأهدافهم , إن تلك المواصفات نادرآ ما تجدها في العراق اليوم لان الغالبية العظمى ممن يحكم هذا البلد هم بعيدون عن الوطنية وذلك لأنهم عاشوا خارج حدود البلد لسنوات طويلة , ففقدوا هذا الإحساس كونهم أصبحوا مواطنين مزدوجي الجنسية , وكذلك لأنهم لم يتأثروا بما حصل لغالبية الشعب العراقي من ظلم وانتهاكات وقتل وتهجير وقمع لسنوات طويلة في زمن النظام البائد , مع سقوط هذا النظام عاد الكثير من العراقيين ممن كانوا معدومين في البلدان الأخرى إلى العراق  من اجل هدف واحد هو الحصول على نصيب من أموال الشعب العراقي الذي أصبح كالبنك لكل مسئول حصة فيه .
في السابق كنا نعرف ان من يستلم السلطة في العراق لا بد إن يكون بعثيآ أو من أسرة الطاغية أو من مؤيدة , وكانت الملابس  ذات ألون الزيتوني دلال على من يعمل في الحكومة العراقية , كانوا معروفون لنا , فأن كان لدى مواطن شكوى أو مشكلة فلا بد ان يذهب إلى آي مسئول بعثي وهو كفيل بحلها , كان من شروط الوصول إلى السلطة  في السابق الدرجة الحزبية فهي المؤهل الوحيد للوصول إلى ذلك المكان بغض النظر عن الشهادة او الخبرة في مجال العمل وطبعآ الوصول إلى مركز المسؤولية يكون بكتابة التقارير على أبناء المنطقة التي يسكن فيها أو أبناء المحافظة , تلك التقارير التي راح ضحيتها مئات الإلف من المظلومين من العراقيين , آي إن شرط الوصول للسلطة  أو الوصول لموقع المسؤولية هو إن  تكون بعثيآ . هذا في السابق إما بعد عام 2003 فتغير الأسلوب وتغيرت الوسائل أصبح الانتماء إلى احد الأحزاب الإسلامية سواء الشيعية او السنية هو الطريق الوحيد للوصول إلى السلطة , فعندما كنا نراجع دائرة من دوائر الدولة فلا يسمحوا لنا في الدخول لمواجهة المدير لكن عندما يأتي رفيق حزبي تفتح له كل الأبواب , أما اليوم فتفتح بواب المدير عندما يأتي شيخ , سيد , علوية , شخص من احد الأحزاب الحاكمة , ويترك المواطن البسيط ينتظر , تنجز معاملة المعمم العلوية أعضاء الأحزاب أما المواطن البسيط فلا حول ولا قوة يطرد ببساطة , وهنا أصبح لباس الدين أو الانتماء لأحزاب الإسلامية هو الأسلوب الجديد في العراق الجديد الذي يصل فيه كل عراقي للسلطة , إضافة إلى جانب أخر هو إن يستلم المسؤولية شخص عاش في الخارج لدية جنسه اخرى غير العراقية وهو نوع أطلق علية (المجاهد) له امتيازات خاصة وخدمة جهادية وقطعة ارض مميز يجمع كل ذلك مع ما يسرقه ويعود من حيث أتى . تغير الأسلوب الملبس لكن الهدف واحد ما بين الأمس واليوم هو سرقة أموال العراق تدميره وتشتيت وظلم  شعبة ووضع في مركز الضعف لكي يسيطر علية كل من هب ودب , إذن لا فرق بين بعثي وسيد وشيخ وعلوية وعضو في إي حزب إسلامي وغير إسلامي سني أو شيعي أو كردي لأنهم جميعآ هدفهم واحد وغاياتهم واحد والغاية تبرر الوسيلة هذا هو شعارهم , إذا تعددت الوسائل لكن الهدف واحد في كل وقت , والعراق هدفهم كان ولا زال , لذلك  من يريد إن يصل إلى السلطة في العراق يتبع تلك الأساليب ويلبس لباس الدين والتقوى ويحرق جبينه دلالة على كثرة الصلاة وستكون النتائج ايجابية إنشاء الله .