قلنا سابقاً لا نعمم على مجتمع كامل بل البعض، وعندما يكون عنوان مقالنا في مجتمع يحب العنف هنا القصد الذين يتجهون للعنف بدل السلام والمحبة، إذاً نرجع نسأل هل نستطيع نشر العدل في بلادنا؟ بصراحة تجد صعوبة كبيرة في ظل الانفلات الامني وانتشار الميليشيات الكثيف في العراق وضع أسس ايجابية للعدالة ونشرها، لكون الحكومة وميليشياتها ليس لديهم اولوية او نية لنشر التسامح والسلام، بل العنف الطريق الامثل لتحقيق اهدافهم الغير إنسانية، بل يفضلون القوة والسيطرة بذلك هم ضد تحقيق طموحات ورغبات الشعب العراقي من الناحية المعيشية او الاجتماعية او حرية الجماعة والفرد، والاستقرار ورفاهية الشعب يفقدهم هيبة السلطة وهيبة القوة، ولأنهم متجردين من الإنسانية فليس من اولياتهم رفاهية الشعب والاستقرار الأمني والدليل انتهاك حقوق الإنسان لأغلبية الشعب العراقي.
إذاً كيف تحقق العدالة؟ وما فائدة كتابة المقال بدون ايجاد حلول لنشر العدالة؟ اكيد المتتبع لأخبار العراق وآلية عمل الميليشيات المسلحة ولوجستية عملها المعقد تحت اشراف حكومة ايران، سيتأكد يحتاج نضال شعبي لأسقاط كل الفساد والظلم ويحتاج تضحيات جسيمة، ولأننا ندعوا للسلام والمحبة ونبذ العنف نحن في نفس الوقت ضد اي نضال يتخللَ العنف، واكيد هذه المجاميع المسلحة حاضنتها بعض الشعب المؤيد الى عمليات العنف في البلاد، والشعب العراقي منقسم بالتأييد إلى المجاميع المسلحة، التي نفسها الحكومة والبرلمان من صميم هذه المجاميع المسلحة، الذي قدمت صورة سيئة عن العراق عالمياً وعربياً من خلال انتهاكها لجميع قيم حقوق الإنسان، فأذن لا نحتاج إلى العنف لتحقيق العدالة، فالعنف بمواجهة العنف يسبب دمار وانهار من الدماء وتدخل دول اقليمية حسب مصالحها ونحن نوهنا طريقنا السلام والإنسانية، إذا هنا يبرز دور الكُتاب والمثقفين برسم خارطة الطريق للعراق، بالتثقيف وآلية السلام ووضع صورة واضحة عن مخلفات العنف والجهل مقابل صورة للإنسانية والمقارنة بينهم، دور الفنان والموسيقى برسم لوحة تقارن بين عنف السلاح وبين صورة للسلام والإنسانية، وستكون واضحة للقارئ ان طريق الإنسانية هو البناء والتقدم، يجب القضاء على خطاب العنف والخوف الذي استخدمته المجاميع المسلحة المتحكمة في العراق سياسياً وامنياً واجتماعياً، خطاب العنف والطائفة الذي استخدمه رجال الدين المؤيدين لهذه الميليشيات، ليغسلوا عقول الموالين لهم ولتربيتهم على طريق العنف والقوة والموالاة وانتهاك كل حق للإنسان بأن يعيش بأمان وحرية.
رجال الدين ينادون الفقراء قاتلوا في سبيل الله وسبيل الله لم يبقي شيء للفقراء، وكأن سبيل الله خلق للفقراء في القتال والتسول ومد اليد كمحتاجين، وينادوهم لتحقيق العدل في امة الإسلام ، هذا عدلهم قتال ودماء وفقراء، ورجال الدين يعيشون في قصور وابناءهم في الجامعات العالمية ويغرفون لهم من اموال الشعب ويقولون من فضل الله، إذاً هنا ترى الظلم الواضح، وبلدنا مقيد من مجاميع مسلحة وحكومة ورجال الدين لصوص يتاجرون بأسم الله، والفقراء لهم سبيل الله للقتال، يجب كشف زيف دجلهم وفضح مفاهيمهم وهو هذا النضال السلمي عندما ينهض الشعب يزول الظلم وتتحقق العدالة، عندما تمسك قلمك وتكتب لنصرة بلدك وكشف زيف الحكومة وميليشياتها هو هذا النضال الحقيقي، الرسام والمغني والموسيقي وشيخ عشيرة وداعية إنساني، دورهم بتكثيف نضالهم بالنشر والكلام ورفض كل المجاميع المسلحة الذي تتخذ طريق العنف لتحقيق مآربها ورسم سياسة حكومة إيران داخل بلادنا، ايران نجحت بتعقيد الخريطة العراقية بأدواتها من الموالين لها بشبكة معقدة جداً مع ميليشياتها التي اعلنت الولاء لها، وما على الاحرار سوى النضال السلمي، وتوجيه الشعب استخدام سلاح الثقافة لاستيقاظ العقول المغيبة عن الواقع العراقي والمغيبين بأسم خطب الدين وسبيل الله وتحويل مجتمع المغيبين من العنف اللاعنف.
اكررها انا لم اعمم على جميع المجتمع، وعندما اقول مجتمع يحب العنف، هم معروفين لدى الشعب العراقي الموالين واتباع الميليشيات وكل من يؤمن بالعنف والطائفية، واما دعاة السلام والنشطاء الاحرار الذي رسموا لهم طريق النضال سلمياً، الف تحية لهم لنضالهم من اجل الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان ومناصرة اخوهم الإنسان بعيد عن التمييز والعنصرية، ليس هدفنا التسقيط بل هدفنا تعميم فلسفة الإنسانية بين المجتمع، والإنسانية الطريق الأمثل لرسم سياسة العدل، ولا يوجد من لا يحب وطنه فحبنا لوطننا يدفعنا لنصرته ونبذ كل العنف والتطرف وهدر دم الإنسان، وحرية الرأي مصانة وهذا ما نعبر به في كتاباتنا لنصرة وطننا ونصرة الإنسان، لا نريد نكون شعب لا يستحق الحياة والعيش الرغيد، ولا نريد نكون مثل المغفلين الذي يتخاصمون ويتقاتلون من اجل سياسيين ساكنين بالقصور، واتباعهم يسكنون العشوائيات، نراهم ايام الحملات الانتخابية يهتفون باسمهم، وبعد الانتخابات يبدؤون بالبكاء والنحيب ويلعنون انفسهم لانهم انتخبوهم، تلك الساعة سيطلق علينا شعب لا يستحق الحياة ويتخلى العالم من سماع صوتنا.