9 أبريل، 2024 1:46 ص
Search
Close this search box.

كيف تدار الأحداث؟

Facebook
Twitter
LinkedIn
من لازال عالقا بذاكرته تزاحم الافلام المصرية يوم لم يكن أمام المشاهد غيرها من خلال قناة الحكومة الرسمية يتذكر كيف كان يحرص منتجوا تلك الافلام على حشر ممسوس او مسطول او حتى مجنون في أغلب الافلام ليضعوا على لسانه مايرغبون بقوله ويخشون حذفه من قبل الرقابة واليوم وبعد عقود من تألق الممسوسين في السينما المصرية نعيدهم نحن على أرض الواقع ولكن ليس في اشرطة تمثيل تعرض على المشاهد ومن شاهد محرقة مستشفى الناصرية وهو غير مغلب عاطفته على عقله لاحظ كيف تباكى الإعلام المغرض وغير المغرض على الضحايا وبرز تراجيديا المأساة من خلال سيارات تحمل نعوش لعوائل ذهب جميع أفرادها ضحايا للمحرقة ومن كان منها ناجيا ركز على نشر صوره وتصريحاته وكلل الفجيعة بنقل مواكب البكاء ومواسم الدموع والتعاطف الإنساني ومظاهر الحزن وقسوة النار وروائح الشواء البشري لكنه تجاهل عن عمد البحث عن من كان خلف الجريمة وتجاوز بذكاء عن مسبباتها وتناسى بدراية من انها حلقة في مسلسل إجرامي مترابط تتابعت حلقاته على مسارات زمنية محسوبة بدقة وحرص على ان يعيش الذين لم ياخذهم الموت بعد وفق ما خطط له في هذا المسلسل اللحظة دون ربطها بما سبقها او بما يليها وهذا قمة ما يسعى له المخططون والمجسدون لاحداث هذا المسلسل الدامي مع حرص قد يكون مبالغ فيه من خلال تزاحم الأحداث على النسيان لكل ما حدث في الماضي وفرض ضبابية على ما يأتي به الغد من كوارث وكانت حساباتهم التي جعلونا لاننتبه لها او نقف عندها هي الممر الذي ندخل من خلاله من كارثة إلى أخرى بذاكرة نظيفة تماما وخالية من اي صورة لكارثة الامس وللتاكيد على هذا نقول ان حفارو القبور لم ينجزوا مهمتهم بعد في دفن آخر ضحايا محرقة الناصرية إذ وضعنا الإعلام أمام كارثة كما صورها لنا حيث يرغب باشغالنا بها ودفعنا إلى نسيان ما جرى في الناصرية المنكوبة بعد أن أعلن عن انسحاب جهة مهمة من الانتخابات ولكي يضخم هذا الانسحاب وتأثيره على الوضع العام حشد له كل الإمكانيات وخوفنا من فشل الانتخابات واحتمال الاقتتال وتشرذم الأمة ثم رش الملح على النار وأعلن عن قيام رئيس الجمهورية الذي لم يتعاطف مع ما وقع في الناصرية ولم يرف له جفن أو يرسل ممثل عنه لزيارة الناصرية ومواساة المنكوبين فيها .. نعم قيام الرئيس بزيارة رئيس الكتلة المنسحبة من الانتخابات في محاولة لاقناعه بالعدول عن قراره والعودة للمشاركة في الانتخابات حفاظا على اللحمة الوطنية ووحدة الصف وتفويت الفرصة على أعداء الوطن .. وبذا أصبحت الناصرية وحرائقها في خانة النسيان حتى يشتعل حريق آخر..اننا شعب عشق النسيان وقفل باب العقل .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب