تعد الطماطة من أكثر الخضروات استخداما في المائدة العراقية, فهي تدخل في أغلب الأكلات المطبوخة, وكذلك هي عنصر رئيسي في أغلب أنواع السلطات والمقبلات, كما إن الطماطة في عرف العراقيين, هي شاهد على مسيرة حافلة لأوضاع اقتصادية متقلبة مرت على العراق.
ارتفعت قبل ايام اسعار الطماطة الى معدلات عالية, وقد انشغل الرأي العام بهذا الارتفاع, واتخذ بعض المواطنين ارتفاع الاسعار فرصة للتندر والفكاهة, فيما اطلق بعضهم حملة لمقاطعة الطماطة لمدة ثلاثة ايام, فيما أخذت بعض القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية ببث الشائعات والتكهنات حول اسباب الارتفاع, كما تم استخدام الارتفاع كورقة اتهام وتخوين للحكومة, ولبعض الجهات السياسية او الدينية.
حقيقة امر الارتفاع ولمن له ادنى معرفة بالزراعة, يعرف ان الارتفاع بهذا الوقت بالتحديد ليس جديدا ولا غريبا, فهو يحدث كل العام, والسبب هو انتهاء الموسم الشتوي لزراعة هذا المحصول –الطماطم- بانتظار بدء الحصاد للموسم الصيفي, وان الارتفاع حدث ما بين الموسمين ولمدة لم تتعدى الاسبوعين, ومع بدء نزول المحصول الصيفي, لاحظنا الهبوط السريع في اسعار الطماطم, حيث بدأت الطماطة المحلية بالنزول للأسواق.
الواضح من الأمر إن ارتفاع أسعار الطماطم, اتخذه المغرضون وذوي المآرب الاخرى, كسلاح لبث الخوف في نفوس الناس, كون القضية تمس الأمن الغذائي, وكذلك الإساءة للدولة وللجهات المأمونة في البلد كالعتبات المقدسة في كربلاء, وهو جزء من الحرب الناعمة, وحرب الإشاعة, التي يستخدمها اعداء التغيير الحاصل بعد عام 2003, للإساءة للوضع الحالي, ولتجميل صورة النظام البائد.
المؤسف في هذا الموضوع كله, هو انسياق بعض المثقفين, وحملة الشهادات العليا, وكذلك بعض الاعلاميين والسياسيين, وراء هذه الدعايات, وعدم معرفتهم بأمر بسيط جدا, غير خافٍ على المتتبع والباحث عن الحقيقة.