سأل ألأمام علي صف لنا ألعاقل ؛فقال {هو ألذي يضع ألأمور في مواضعها؟!!فقالوا له ؛صف لنا ألجاهل ؛فقال لقد وصفته؟!!وهناك مثل شائع يقول {ألما يعرف تدابيره حنطته تاكل شعيره}!!.قصة تراثيه تتناقلها ألأجيال عبر ألعصور ؛مفادها أن أحد ألأباء ؛بعد أن بلغ من ألعمر عتيا؛جمع أولاده ؛واحضر عصي بعدد أولاده ألعشرة؛وزعها لكل ولد عصى؛وطلب منهم أن يكسروها؛
قام كل واحد منهم بتكسيرها بسهولة؛أخرج حزمة أخرى بنفس ألعدد ولكنها على شكل مجموعة واحدة ؛وطلب من كل واحد منهم أن يقوم بتكسير ألحزمة ؛ففشلوا في ذلك.توجه أليهم بالكلام!!أذا أجتمعتم فلن يستطيع أحد أن ينتصر عليكم ؛وأذا تفرقتم فمن ألسهولة أن ينتصر عليكم ألعدو؟!!وهذه هي وصيتي لكم ؟!!ويقال أن الذئب تأكل من ألغنم ألقاصي عن ألقطيع؟!!بعد هذه ألمقدمة ألسريعة ؛دعونا ننظر الى مايحصل في عالمنا ألعربي من تمزق وضياع في مختلف بقاعه؛ليس بفعل قوى خارجية ؛بل بأيادي عربية خالصة ؛تستعدي ألأجنبي وألمرتزقة ؛لتمزق ألبلدان ألعربية وشعوبها الى ملل ونحل ؛وتسمح لدول ألجوار غير ألعربي وألدول ألأجنبية تسرح وتمرح وتحتل وتدمر في مشارقها ومغاربها؟!!
مدعومة بأموال ألنفط ؛لحرق كل شيئ ؛وهدفها بقاء حكام أنتهى مفعولهم وأصبحوا خارج ألتاريخ وألجغرافية ؛يعتمدون في بقائهم على عنصر ألدين ألمحرف وألمال ألمسروق من أفواه ألجوعى وألثكالى واليتامى.ففي ألوقت ألذي تتجمع دول ألعالم ألتي حاربت بعضها في حربين دمويتين ؛في منظومات أتحادية ؛كالأتحاد ألأوربي مثلا؛يسعى خرفان ألعالم ألعرب ألى تمزيق ألعالم ألعربي ألى كانتونات وأثنيات ومذاهب ؛تتناطح مع بعضها الى أخرة قطرة من دمائها ؛على مبدأ أقتلوني ومالك!!
1-ألعراق:صرفت أموال طائلة من قبل قوى عربية وخارجية وداخلية ؛لتمزيق ألروح ألوطنية ألتي سادت ألعراق لعقود طويلة من ألزمن ؛من نتائجها على أرض ألواقع؛تكونت حدود وفواصل بين مكوناتها {دولة شيعية ؛دولة سنية ودولة كردية}وضاعت ألأقليات التي تعيش بينها ؛واصبحت اسيرة نوايا هذه ألدولة ألمصطنعة؛في نهاية ألأمر؛ وألكل سيكون خاسر ؛واصبح ألعراق وتاريخه في مهب ألريح؛والسودان أفضل دليل وبرهان على ماسيحصل مستقبلا في ألعراق بين ألكانتونات ألمتناحرة ؛حيث تتقاتل مليشيات وقبائل جنوب ألسودان منذ أستقلالها عن شماله ؛على ألمكاسب ألسلطوية وألمادية منذ سنين ولن تتوقف حتى ينتهي ألنفط فيها؟!!.
وهذا هو مصير ألعراق لاسمح ألله؛مالم يعود ألحكام ومن يتبعهم ألى رشدهم وألتفكير بعقلية ألمنطق وألعقل وألحكمة!!2-سوريا:هي بالفعل مقسمة الى ثلاثة دويلات ؛كردية ؛وسنية وعلوية؛تتدخل في شؤون كل منها دول أقليمية مثل تركيا ومشايخ ألخليج وأيران ؛وخارجية أمريكا وأوربا وروسيا ؛وكل يغنى على ليلياه!!وألشعب ألسوري يذبح يوميا ومن هرب من ألقتل وألذبح ؛يعيش في خيام ؛يستجدي لقمة عيشه وينتظر دولا تستقبله كالأجئين في أية بقعة في ألعالم حتى وأن كانت ألصومال؟!!3-ليبيا .لم تعد هناك دولة قائمة ؛مليشيات قبلية ؛أقامت دويلات على اسس عشائرية ؛أو مجموعات مسلحة أرهابية ترفع شعارات أسلامية ؛سيطرت على موارد ألنفط ؛وتتقاتل فيما بينها على جني أرباح صادراتها؛ووضعها في حسابات خارجية في ألغرب وأمريكا؛ولم يعد أحد مهتم بالشعب ألليبي ؛فقد ذهب في طي ألنسيان مثل قرارات ألأمم ألمتحدة ومجلس ألأمن بأقامة دولة فلسطينية وحل ألدولتين ؛ألتي ترفع لذر ألرماد في ألعيون وألضحك على ألذقون!!
4-أليمن ألسعيد.تحركت ألة ألتخلف ألخليجية ؛بكافة أمكاناتها لسحق ألشعب أليمن وذبحه في وضح ألنهار!!تحت مرمى ومسمع كافة دول ألعالم ومؤسساتها ألدولية ؛وألغريب أننا ؛نلاحظ أستخدام أسلحة متطورة في قصف ألشعب أليمني وتدمير بنيته ألتحتية ؛ولكننا لم نراها في أية معركة مع مغتصبي فلسطين وألقدس ألشريف ؟!!فهل تم شرائها وتخزينها في دول ألمشايخ ألخليجية لتدمير أليمن وبقية ألبلدان ألعربية ؛وتحقيق مطالب بني صهيون وألعم سام في ألمنطقة العربية وألأسلامية؟!!
وهل أصبح تحرير أليمن من شعبها يتقدم على تحرير فلسطين من مغتصبيها؟!!5-دول ألمشايخ :ألحماية ألأمريكية وألغربية لن تدوم طويلا ؛وخاصة أن أوربا وأمريكا ؛لم تعد بحاجة للنفط كما كانت عليه في ألسابق ؛ويكفيها حليف مضمون في ألمنطقة وهي ألدولة ألعبرية ؛لتقوم بالنيابة عنها ؛لتأديب أو تقسيم دول ألمشايخ وتنصيب شيوخ جدد في نجد والحجاز وغيرها ؛فقد تخلت عن حليفها ألشاه في أيران ؛الذي كان شرطيها ألمهم في منطقة ألخليج؟!!.بعد هذه ألأطلالة ألسريعة ؛لما جنت على نفسها براقش!!.يمكن ألقول أن مايحصل هو تحصيل حاصل لتراكم ألأخطاء ألكارثية ألتي حصدها ألعرب ؛في فهم مايدور حولهم ؛وعودتهم الى جاهليتهم ألأولى ؛ألتي تستند ألى فكرة {ألأمارة ولو على حجارة}}.أخطر مايتعرض له ألعراق وبقية دول ألمنطقة هو مسح ذاكرتها وتاريخها ألعريق ؛حيث تم ألتركيز على تدمير أرثها ألحضاري ؛ألذي يعود ألى قرون طويلة ؛قبل ألأجهاز على دمائها وكرامتها ؛وماحصل من تدمير ممنهج ومركز للحضارات في بلاد الرافدين وسوريا ؛يمثل أمتدادا لهجمات ألفكر ألوهابي وتلميذه أبن تيمية وعلماء ألطين في مشايخ الخليج وماجاورها ؛ألذين كشروا عن انيابهم بالأطاحة بعالم التحضر والأنسانية ؛فالصحراء لاتنتج ألا ألعنف والقتل والسلب والنهب!!.لايوجد حل لهذه ألكوارث ألا بأعادة تركيب ألمجتمع ألعربي من جديد؛على أسس حضارية ؛وفي مقدمتها مساواة ألمرأة بالرجل ؛لتحرير ألأمة من ألعقلية ألذكورية ألتي أودت بنا ألى ألحضيض.أبعاد علماء ألدين
وجلاوزتهم عن ألتدخل في شؤون ألدولة وموؤسساتها كافة ؛لأنهم ساهموا في تخريب وتسخيف عقول ألناس ؛في قضايا أدت ألى تحويل ألبشر ألى وحوش كاسرة تقتل بعضها ألبعض ألأخر ؛معتمدة على تأويل أيات وأحاديث تصب في زرع ألحقد وألكراهية بين شعوب ألمنطقة ومكوناتها .أطلاق حرية ألتعبير وألتفكير ألحر دون حدود ؛ليتمكن ألفرد من صنع حياته ومستقبله ؛وليساهم في بناء بلده وألأبتعاد عن ثقافة ألقطيع ألتي نعيشها منذ فترة ليست بالقصيرة على مبدا{ بال حمار فأستبالت أحمرة}وهي سيادة ألفكر ألديني ألمتطرف وعقلية ألزعيم ألأوحد وألحزب ألقائد ؛وألنظام ألعشائري ألمتخلف وتوريث ألحكم ألأستبدادي ألعسكري أو ألمدني ؛وبعكس ذلك سنرى في ألقريب ألمنظور دولا في منطقتنا لاتختلف عن ألصومال وجنوب ألسودان وغيرها من ألدول ألفاشلة تلازمنا الى يوم يبعثون ؛وقد أعذر من أنذر