الملفت للنظر في المشهد العراقي السياسي ان كل ازماته المتعاقبة تبدا بسبب بسيط وتنتهي بلا شيء ,وتعودنا ان يجلس الشركاء ليصفوا حساباتهم بينهم بينما يدفع الشعب المسكين ضريبة الخلافات ومهما يكن الثمن ,والاغرب ان اي حدث يحدث ونتائجه لايعجب البعض ممن ينصبون انفسهم ممثلين لطائفة دون اخرى والطائفة منهم براء وتلعنهم لانهم تسببوا بايقاف الحياة وتعطيل العمل .واليوم ومع استمرار مظاهرات ماتسمى باهل الانبار وهم منها براء وانضمام بعض الرهط الذي وجد فيها ضالته لينفس عن ما في جعبته من حقد وكره لابناء الشعب العراقي ,مع استمرارها يستمر الحديث عن محاولات لحل الازمة من جذورها وعدم تكرارها مستقبلا ,اقول ان استمرار البحث عن حلول هو امر جيد فيه الخير للجميع ولكن كيف تكون الحلول ونحن نكن النوايا السيئة لبعضنا ولانحترم بعضنا ولانتفق فيما بيننا على ابسط الحلول الممكنة .
ارى ان كل حل يجب ان يبدا من صدق النية والعمل بروح الجماعة ككل بلا استثناء وتمييز ,وان نعرف اصل كل مشكلة لحلها فاذا كانت اصلاحية الجميع معها واذا كانت غير ذلك فعلينا الحذر منها والتاني في اطلاق الاحكام بشانها .
لنعد الى طلبات المتظاهرين والتي البعض منها مشروع وعظيم وهي مطالب كل الشعب لينهض ويتقدم مثل اصلاح الاحوال الخدمية والعناية بالمواطنين واعادة البنى التحية للعمل والقضاء على البطالة ومحاربة الفساد بكل اشكاله واعطاء كل ذي حق حقه واحترام حقوق الانسان والتعامل مع الجميع بصورة متساوية ,وهذه لعمري طلبات مشروعة يقرها كل وطني وعاقل وتقدم بشكل رسمي لا لبس فيه .القسم الاخر من الطلبات هو غير شرعي دسه الذين يتصيدون بالماء العكر مثل اطلاق سراح جميع المعتقلين ونحن نعرف ان قسما منهم قد عاثوا بالدم العراقي وشربوا منه حد الثمالة وانهم قد خربوا البلد وهاجموا كل مؤسساته بل ولم يعترفوا بالتغيير الذي حصل ,ثم اين رفع علم النظام البائد وعلم الجيش السوري الحر الذي يذبح ابناء شعبه بدم بارد ورفع صور اردوغان الطائفي المجرم والدعوة الى حمل السلاح بوجه الدولة ,الفرق بين الطلبات المشروعة وغيرها واضح بلا لبس ,ثم ان بعض السياسيين الذين هم جزء من الحكومة والدولة والبرلمان يتظاهرون وهذه نكتة اخرى تضاف الى سفاهة عقول الشر فكيف يتظاهر من بيده القرار والحكم يتظاهر على نفسه ويحشد الجموع وهو يعلم ان الارهاب عنده وفي حماياته وانه السبب في تعطيل القرارات في البرلمان ,اي سخف هذا واي استهانة بعقول الناس هذه .
ان الاستجابة السريعة لطلبات المتظاهرين المشروعة واجب وطني يمليه ضمير كل سياسي ومسؤول في الدولة وان يكون تحسين مستوى المعيشة هو الهدف الاول وان لايضام العراقي وكفى به تعبا وارهاقا ,وان لانترك مجالا للمتصيدين وخالطي الاوراق الذين لم ولن يقتنعوا بالتغيير مهما قدم لهم من اغراءات ومنصب بل همهم القضاء على الكل وابقاء انفسهم فقط ومن يتبعهم ليفعلوا مايشاءوا بالشعب والبد لان ليس لديهم حس وطني ولاغيرة انسانية ولااحترام لمشاعر الناس .
ان الحكمة تدعو الجميع للعب دورهم على اتم وجه والتاخي والوحدة لقطع الطريق على كل مجرم وفاسد يحاول الركوب على مشاعر الناس وتوريطهم وجرهم الى محرقة انسانية يخسر فيها الجميع .
تحية الى كل اهلنا في الانبار والموصل والبصرة وبغداد وميسان والناصرية والنجف على وقفتهم بوجه الغادرين ودول الاقليم المجرمة (تركيا وسعودية الشر وقطر الرذيلة)وتحية لكل مؤمن بشعبه وقيمه وتاريخه ,واخر قولنا نساله تعالى بان يعم السلام والخير والمحبة والامان ربوع بلدنا الحبيب .