22 مايو، 2024 10:36 م
Search
Close this search box.

كيف تحدد الكتل السياسية خطابها  ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

طالما تجد صعوبة في الاجابة على هذا السؤال فقبيل كل انتخابات تلاحظ ان هناك من الاحزاب من تبحث عن صوره لخطابها السياسي مؤثرة او تبحث عن شعار ….اوخطاب يحفزعقلية الناخب فيدفعه لانتخاب هذه القائمة او تلك …وحينها يحصل تسابق كبير بين المختصين لدراسة ما يناسب هذه الكتلة الحزبية او تلك
وايضا تجد المختصين في هذا الملف داخل الكتلة السياسية يبحثون عن من يرشدهم او يساعدهم في تحديد صورة الظهور في الانتخابات وبما يتناسب وجمع الحشود من حولهم
ولكي نقف قليلا عند هذه الحالة نقول   ..ان الشعب العراقي ومنذ ان دخل الامريكان الى العراق عام 2003 هو في اشد حالات الاضطراب في الفكر السياسي وذلك لاسباب عديدة منها:
• تاثير ايدلوجيات الدول المجاورة والاقليمية على شرائح مختلفة من مجتمعنا
• الضغط الفكري للاحزاب ذات البعد الطائفي والعرقي
• دخول عراقيون مغتربون ومغربون مثقفون  سياسيا ومدعومون من شخصيات وجهات بعينها من الخارج
• تراكمات الحقبة السابقة والتي ابعدت المواطن كثيرا عن الحس الوطني
• طبيعة المجتمع العراقي العشائرية والقبلية
• الجهل الذي انتشر كثيرا في العقود الثلاثة الاخيرة وما صاحبه من تخلف وضيق في الرؤية
 كل ذلك وغيره ساهم ويساهم كثيرا في تشكيل الصورة الحقيقية للاضطراب الحاصل في توجه الفكر السياسي للناخب العراقي
هذا الاضطراب كان سببا في قيام الفتنة الطائفية التي حصدت مئات الالاف بعيد انفجار قبة الامامين عام 2006 وهو نفسه كان سببا في قيام المناطق الغربية بالنزول الى الشارع معتصمين مطالبين بحقوق انسانية ووطنية معتقدين ان اسباب الصراع الطائفي هو السبب فيما وصلوا اليه
ونتج عن هذا الاضطراب في الرؤيا السياسية للمجتمع ان انتشر الفساد بكل انواعه (الاداري والمالي والاخلاقي والوظيفي ….)
ونتج عنه تردي الخدمات (البلدية والصحية والتعليمية وغيرها ….)
ونتج عنه صور تفسخ النسيج المجتمعي العراقي ….
في ضل هكذا اضطراب وتشتت في توجهات العقلية الجمعية للمجتمع العراقي .. كيف تتمكن الكتلة السياسية ان تصيغ لنفسها خطابا سياسيا او تصنع شعارا مؤثرا لتدفع جمعا كبيرا لانتخابها ؟؟؟
الجواب على هذا السؤال صار سهلا جدا في ضل ما ذكرنا اعلاه…وعلى من يريد ان يصيغ خطابه السياسي ان يتبع الخطوات التالية:
• تحديد المناطق ذات التاثيرحسب كثافة مؤيدي تلك الكتلة الباحثة عن صياغة رسالتها الانتخابية وتقسيمها الى مناطق حمراء وخضراء وصفراء وحسب كثافة التاييد
• اجراء استبانات حقيقية ميدانية تعتمد على ملأ استمارات الاستبيان من قبل العاملين على الاستبانة انفسم ..ويكون التاكيد على الاسئلة الخاصة بهموم وتطلعات الناخب ويتم تسلسلها حسب الاولوية وتشمل ذلك جميع المناطق ذات الاهتمام (يمكن الاستعانة بمؤسسات متخصصة)
• يتم جمع نتائج الاستبانات الدقيقة ثم تصنف تصنيفا نهائيا وحسب الاولويات من الاعلى اهمية الى الاقل اهمية
• تصنف النتائج لتشمل (هموم المواطن ومعاناته واحتياجاته وتطلعاته واحلامه القريبة والبعيدة والحلول التي يحملها في ذهنه وما الذي يريده من الدورة القادمة….وغيرها)                                                                                    
• عند ذلك تتضح مجموعة من الاهتمامات والضرورات لدا الناخب يمكن اجمالها وفق توجهها فالاهتمامات الخدمية والبلدية تصنف كصنف والاحتياجات الامنية بجميعها صنف اخر والانسانية صنف ثالث وهكذا …..
• عند ذلك ستتوضح للجهة المستفيدة التالي:-
1. الملامح الرئيسية للرسالة الانتخابية التي تمثل حقيقة ما يختزنه العقل الجمعي وتوجهاته .
2. مفاتيح تحريك هذا العقل باتجاه معين دون اخر
3. الادوات المؤثرة في استخدام هذه المفاتيح
4. مدى طول ذاكرته التي عادة ما تكون قصيرة (لان لكل مجتمع خصوصية في هذا)
عند ذلك ستتمكن الجهة المستفيدة وهي الكتلة الباحثة عن صياغة الخطاب السياسي ومضمون الرسالة والشعار (اللوكو) المستخدم كشعار للحملة من الحصول على كل ذلك بالاستفادة من ترتيب البيانات المذكورة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب