ما يلمح به البعض ممن يحسب نفسه على نطاق العمل السياسي وفي الساحة العراقية المكتظة بالفوضى وتشابك الاراء وغموض النتائج وتعقيد المحصلات لا يرقى الى أحاديث أطفال يجلسون في إستراحة بين درسين ! فالسياسي الحقيقي هو الذي ينقل وجهة نظر الشريحة التي يمثلها على الأقل لا بد له من التأني قبل أن يتحدث أو يدلي بأي تصريح وبخاصة بعد المواقف التي تشهد تشنجا وتوترا على الساحة العراقية اليوم .. غالبية العراقيين يتمنون أن يصبحوا أعضاء في مجلس النواب .. الفقراء والعمال والفلاحون والمثقفون وأساتذة الجامعات والموظفون والكسبة والعسكريون والعاطلون عن العمل ونسبة أقل من النساء العراقيات .. فحين يتقلد أحد ما مركزه كنائب في البرلمان العراقي تنقلب معه حياته وتبدأ سلسلة تحقيق الأحلام في أربع سنوات .. راتب أكثر من خمسة ملايين دينار وسيارة شخصية من أرقى المناشىء.. بيت فاخر يؤجر له داخل المنطقة الخضراء أو أحد الأحياء الراقية في العاصمة بغداد وقطعة أرض زراعية مع سلفة لزراعتها بالبابنك ! مخصصات حمايات ووقود وإطعام.. سفرات وإيفادات وحج وعمرة على المزاج .. قطعة أرض في بغداد أو في مسقط رأسه حسب إختياره لبناء دار سكنية وتأثيثها مجانا .. مسدس وبندقية مع إجازة ترخيص بالحمل .. علاج مجاني له ولعائلته .. سلفة بدون فوائد ( يعني حلال ) لا تقل عن خمسين مليون دينار، ومخصصات أخرى لرؤساء اللجان وأعضاء اللجان والوفود والمشاركة في المؤتمرات الدولية ومخصصات وحوافز تنسيه حتى إسم أمه ! هذا الحلال أما الحرام فلا أعتقد أن أحدا من أعضاء البرلمان يمد يده أو يفكر بالسرقة والنهب من أموال العراقيين بعد هذه النعم ! لكن هناك من توسوس له نفسه بالسوء فيأخذ ( على سبيل المثال والحصر والنهب ! ) ملايين الدولارات عن بعض العقود وحصص من شركات ومقاولات وتدخل في أعمال الوزارات ودوائر محافظته وتدخل في تعيين القادة العسكريين والسفراء ( وكل شيء له ثمنه ) عضو في البرلمان العراقي معناه أنك ستتحول إلى رجل أعمال ومالك لعمارات وأراض وبيوت وأرصدة وبعضهم لمواخير وآخرون عملاء من الدرجة الأولى برواتب مقاربة لدول معادية .. أما نحن الفقراء من مواطني هذا الشعب المظلوم فقليل منا لا يحلم بهذا المركز رغم حمله القلم الأحمر ( صلاحيات الوزراء فما فوق ) لأنه قنوع واكتفى بما قسمه الله له .. البقية إذا أرادوا التحول من مواطن عراقي عادي صابر محتسب إلى عضو في البرلمان في دقيقة ! ولله – الأمر