19 ديسمبر، 2024 12:20 ص

كيف تؤسس حزبا وطنيا دون معلم    

كيف تؤسس حزبا وطنيا دون معلم    

من المعروف ان الاحزاب التي قدمت طلباتها للمفوضية تجاوزت الثلاثمائة  ، وهذا يعني ان العدد تجاوز ما موجود في اكثر القارات فاعلية واتساعا ، والعدد في طريقه للتزايد فقد يعبر عدد الاحزاب في قارتين او أكثر . على الرغم من ان قانون الاحزاب وقانون الانتخابات وضع لخدمة احزاب الحجوم الكبيرة (الاكس فايف) بالقياس الاسلامي (شيعي و سني )  ولعله ليس بخاف على احد ان كل هذه الاحزاب لا تفصح في برامجها السياسية عن طائفيتها وعنصريتها عدا الاحزاب الكردية فعناوينها تحمل التوصيف الكردستاني وهكذا برامجها السياسية بينما الآخرين يرفعون شعارات الوطنية الخالصة ككتلة المواطن مثلا والتي رفعت شعار ( المواطن ينتصر) ومعها (الحسين منهجنا لبناء الوطن والمواطن) ونحن نعرف ان سيدنا الحسين يمكن ان يكون منهجا لبناء المواطن (الفرد) على مفاهيم التضحية والجود بالنفس برضا تام وبأصرارولكن الشهادة ادركته قبل ان يبني وطن فكيف يكون منهجا لبناء الوطن ،-جه9 ولم يجبنا الاخوة في المجلس الاعلى لماذا لم يكن ابوه الذي زرع هذه القيم فيه  (ع ) منهجا لبناء الوطن وهو الذي كان خليفة وقاد وطن ؟؟ وكذلك لم يجبنا لماذا لا يكون منهج جده محمد (ص) وهو الذي وضع وثيقة المدينة وقاد وطن ايضا ؟؟؟ وهو القائل ((انا مدينة العلم وعلي بابها))كم هو جميل ان نقول (حزب الدعوة الشيعي)

كما نقول (الحزب الاسلامي السني) ونكون صادقين مع انفسنا اكثر بالافصاح عن هويتنا المذهبية في التنظيم ، ونعترف ان كل حزب اسلامي بلا استثناء هو اما شيعي وأما سني ، وأن كل مرجعية اسلامية هي اما شيعية وأما سنية ، وأن كل تحالف احزاب اسلامية هو اما شيعي واما سني ،عدا استثناءات حصلت بعد ان فقد الاسلاميون جماهيريتهم رغم الشد الطائفي ، ورغم دعم  المرجعيات في بعض الاحيان فقامو بالتخفي تحت عباءات وطنية وعناوين وطنية ( الاحرار ، المواطن ، دولة القانون ، متحدون ، ..آلخ) اما ان ينزلوا باسمهم الصريح فهم يعرفون النتائج مسبقا كونهم خبروا الشعب والشعب خبرهم .قد يسألني سائل لماذا فشل معظمهم ، وجوابي قلته في لقاء متلفز عن اسباب فوز ترامب يوم فوزه ، وكانت اجابتي باختصار شديد (( لأنه عرف ان الاسلام والمسلمين غير مرغوب بهم في المجتمع الامريكي ، والغربي)) ولما استغرب المذيع هذا الجواب الملحد قلت له (( اقصد الاسلام السياسي بطبعاته الحالية الطبعة السعودية والطبعة الايرانية والطبعة العراقية والطبعة التركية)) ولعل اكثر الطبعات بروزا هي طبعة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) .

هنا سيبرز السؤال الاهم وهو الا يمكن ان يكون اي حزب اسلامي وطنيا ؟؟اقول  بالتأكيد كلا لأن الاسلام السياسي لا يؤمن بالآخر الشريك في الوطن كون مساحة الاديان ليست مساحة الاوطان ، ولأنه تمذهب بالضرورة وتطوئفت السياسة به ، ولكي يفوز اي حزب اسلامي لا بد ان يكون الشعب قد تطوئف ايضا وتضائلت قيم (الوطن والمواطنة ) تحت قرع الطبول الطائفية لخلق طائفية الرعب ، وهذا ما حصل بلا مجاملات على دماء العراقيين ، وهذا ما هو زائل رغم المال السياسي والنار السياسية طالما هناك شعب ونخب وهناك صناديق اقتراع .هناك حلول ترقيعية يتبعها البعض لبناء احزاب وطنية على الطريقة السنية والشيعية ، وهؤلاء يتصورون (ان الفروة حياكة) فيمكنك ان تبني حزبا من اهل السنة في الانبار مثلا  ولكن برنامجه وطني وليس طائفي وهذا امر مستحيل ..وليس الحزب فقط بل ان حتى الوفد السياسي الذي يقابل زعيما اجنبيا لا يمكن ان تكون طروحاته وطنية امام ذلك الزعيم اذا كان من دين او طائفة واحدةبات واضحا كيف نؤسس حزبا وطنيا؟ بأختصار مزعج اقول هو ان يكون الحزب ضاما للسنة والشيعة والمسيحيين والمندائيين والأيزيديين والعرب والكرد والتركمان والشبك – على ان لا يكون ذلك بصيغة ((فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)) التي خاطب بها الرب عباده وأن تكون الاهداف دون سرد وأطالة وفلسفة وتلاعب بالالفاظ كما جرى مع كل البرامج السياسية لاحزابنا الثلاثمائة والتي لو ادخلناها الحاسوب لظهرت بأنها تحمل برنامجا سياسيا واحدا في العلن مما يجعلنا نتسائل طالما الاهداف المعلنة هي الوطن والشعب فعلى ماذا هذا التعدد المفرط؟؟ والسؤال المحير لهم هو اذا كنتم كلكم تريدون (عراق لكل اهله) فلماذا احزابكم لا تضم من كل اهله  ؟؟ بل لماذا هي محصورة بدين واحد وطائفة واحدة تحديدا ؟؟ الجواب هو انهم يريدون خدمة طائفة واحدة أو بتعبير ادق يريدون ان تخدمهم طائفة واحدة يوم الاقتراع فيكون الدعاة منها واتباعهم في المفوضية منها والمزورين منها وحامين فسادهم بعد الانتخابات منها ..اخيرا فأن ذلك لا يكفي فهناك امور كثيرة لا يمكن ان يضمها مقال ومنها ان النظام الداخلي هو المعول عليه في تخليص الحزب من الامين العام الدكتاتور مدى الحياة ، وعندما تنصح ان يكون على رأس الحزب لمدة سنة واحدة كي لا يستقوي يجيبوك بسؤال وهو كيف سيكمل خطته بسنة واحدة فنجيب ان هناك قيادة جماعية هي تضع الخطة وهي تنفذها وما هو الا منسق يتبدل والقيادة تبقى ..