8 أبريل، 2024 9:51 ص
Search
Close this search box.

كيف بنيت الدولة العراقية بعد التاسيس عام 1921..

Facebook
Twitter
LinkedIn

رب سائل يتحدث الى نفسه وهو يجد بلده يتجه من السيئ الى الاسوا وفي كل مناحي الحياة  السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية ، ويشخص امامه السؤال الازلي ، كيف اذن بنى العراقيون دولة ما بعد الاحتلال البريطاني للعراق عام 1914_1917 ، ولم يك العراق في ذلك الوقت يحتكم على برميل واحد من النفط، والجواب مرهون بقراءة التاريخ ، من يرجع اليه يجد ان العراق ومنذ مغادرته احضان الدولة العثمانية ، تكفلت به رغم اي عامل اخر ايادي كانت هي الاخرى في احضان الدولة العثمانية ، ولكن رغم تاثرها بالثقافة العثمانية الا انها جاءت وفق مفاهيم جديدة تؤمن بالعصرنة بعد ان كانت تحس بوقع ظلام وتخلف تلك الدولة عليها وعلى شعوبها ، ولقد اختلف البريطانيون نزعة وسلوكا في احتلالهم للعراق عن نزعة وسلوك الامريكيين في احتلالهم الاخير لهذا البلد ، فالكولنيالية البريطانية تختلف في نزوعها عن النزعة الامبريالية الامريكية فالاولى تستعمر الارض المحتلة وتعمرها لتستفيد ،اما الثانية فتدمر الارض المحتلة وما عليها لتستفيد  من اموال اعادة بناءها ، العسكرية البريطانية اكثر تقربا من اناس الدول المحتلة في حين العسكرية الامريكية تراها بعيدة عن الشعوب وتكون مغلقة على نفسها  العسكرية البريطانية اهدا من عنجهية الكاوبوي الامريكي ، ولما كانت بريطانيا بحكم قواعد القانون الدولي، هي دولة محتلة فهي المسؤولة عن امن البلد المحتل وسلامة شعبه واراضيه في حين ان الويلايات  المتحدة رغم كونها دولة محتلة لم توفر الامن للعراق، وسمحت للنهاب والسراق من سرقة امواله ونهب ممتلكاته بل وشجعت على ذلك اضافة الى تركها حدود البلد مفتوحة لكل من هب ودب ، كما ان من تصدى للعمل الحكومي بعد سقوط بغداد عام 1917 هم من السياسيين  والعسكريين اللذين كانت لهم الخبرة والممارسة ، وازدادوا وهم يعملون من خبرة وتجارب البريطانيين ، ولقد ساعد الانكليز على بناء الدولة الوليدة وذلك بنقل واستنساخ النظام الاداري البريطاني الى العراق ، وقد كان نتيجة لذلك ان بنيت الوزارات والمصالح الحكومية في ضؤ ذلك وكانت التجربة ناجحة جدا في التحول الهائل من ولايات الدولة العثمانية الى متصرفيات الدولة الناهضة ، وقد كان السياسيون ابناء المرحلة ولم يك اي منهم مثل سياسي اليوم يطالب بالحقوق قبل تنفيذه للواجبات  وقد تميز الكثير منهم بالبساطة، اذ يقول الفريق جعفر العسكري في مذكراته عندما صدرت الارادة الملكية باستحداث وزارة الدفاع وتم تعيينه وزيرا لها لم يكن للوزارة مقر مما اضطرني الى الجلوس في وزارة الداخلية وذلك لوضع مسودة النظام الداخلي لوزارة الدفاع ، وللتاريخ فان النظم والضوابط الادارية لكافة وزارات العهد الملكي كانت في ذلك الحين  تعتبر متقدمة ، وكان لنظام وزارة المالية ضوابط للصرف تعجز عن خرقها اية محاولة للتلاعب ، وان التمسك يقانون الميزانية هو من اولويات العمل الحكومي ، وان الرقابة البرلمانية كانت شديدة الباس على الحكومة ، ويقول الاستاذ المرحوم  حسين جميل في كتابه  الحياة النيابية في العراق ص314 _ 315 ان وزارة ياسين الهاشمي صرفت واحد وعشرين الف  دينار لم يؤذن لها بالصرف  ومن غير ان تصدر مرسو ما بصرفها وذلك في زمن الحركات العسكرية عام 1936 مكافات نقدية الى قسم من منتسبي الجيش والشرطة بنسبة راتب شهر واحد لكل  واحد منهم. ،  وعندما جاءت وزارة حكمت سليمان الى الحكم  قدمت الى مجلس النواب.
لائحة قانون يجيز هذا الصرف ، اعلن رئيس المجلس  في جلسة 16/3/1937 ورود لائحة هذا القانون فاحالها الى اللجنة المالية ، وفي جلسة 25/3  اجازت اللجنة صرف المبلغ وعرض الموضوع للنقاش ، فسال النائب عن الكوت ذيبان الغبان عن زمان سحب المبلغ موضوع القانون وصرفه فجاء الجواب  من وزارة المالية انه صرف في عهد الوزارة السابقة ، فقال الغبان ان االمجالس النيابية اساس تشكيلها   هو المحافظة اموال الدولة والميزانية هذه المبالغ صرفت بلا مرسوم وليس لها في الميزانية فصل او مادة او باب ، فهذا المال اي(21)الف دينار يجب تضمينه الوزارة  السابقة مشتركا ومنفردا لان المادة 97 من الدستور  لا تجيز الصرف الا بقانون والوزارة السابقة خالفت الدستور، عليه ومما تقدم تظهر الواقعة النيابية ان النائب متابع وحريص على المال العام كذلك يوضح مبدا التمسك بقوانين الصرف واصول تنفيذ الموازنات ، وهذا يدلل بالمقابل  مدى الرقابة البرلمانية على اعمال الحكومة  ، فبالرغم من كل الماخذ على النظام الملكي السياسية فان ما تم بناءه هو دولة مؤسسات وان نتاج هذه الدولة هو وجدة العراق بعد ان طالبت الدولة التركية الاتاتوركية بولاية الموصل  فتصدت لها حكومة بغداد وبمساتدة بريطانية وتم التفاوض  بعد ان وعدت بغداد بتزويد تركيا مجانا بالنفط لمدة 25 عاما  ووقعت معاهدة بقاء الموصل  جزءا من المملكة العراقية ، وبعد قليل من السنين لم يعد العراق يزود تركيا بالنفط ، ان بناء تلك الدولة جاء نتيجة جهود كل السياسيين ابتدا من جعفر ابو التمن  وهبة الدين الشهرستاني مرورا بالمرحوم محسن السعدون  وحسين جميل وصولا الى عائلة الباججي ومحمد رضا الشبيبي وانتهاءا بعميد الدبلوماسية العربية د، فاضل الجمالي . على جميع السياسيين والاقتصاديين والاداريين ممن تصدوا للعمل الحكومي دراسة تجربة بناء الدولة ما بعد زوال العهد العثماني المظلم …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب