23 ديسمبر، 2024 5:12 ص

كيف السبيل إلى إيقاف نزيف الدم ؟؟

كيف السبيل إلى إيقاف نزيف الدم ؟؟

الأمم المتحدّة تدين تفجير بابل الذي استهدف الزوار العائدين , واشنطن تدين الهجوم الإرهابي على الزوار الشيعة في العراق , الرئاسات الثلاث تدين أيضا وتستنكر الحادث الإجرامي , اتحاد القوى السنّي هو الآخر ينظّم إلى قائمة المستنكرين لهذه الجريمة البشعة التي استهدفت زوار الحسين العائدين من كربلاء , الفعاليات الرسمية والشعبية كلها تدين وتستنكر , والقائمة تطول , لكن في المقابل ماذا بعد هذا الاستنكار والإدانة ؟ هل سيتوّقف مسلسل الموت والدمار والقتل على شيعة العراق ؟ كيف السبيل إلى إيقاف نزيف الدم في المدن والشوارع ؟ وكيف السبيل إلى إزالة شبح الموت من مدننا وشوارعنا ؟ ولماذا يستهدف زوار الحسين بهذه البشاعة وهذا الكم  الهائل من الحقد والإجرام ؟ فهل لهؤلاء الزوار الأبرياء العائدين إلى مدنهم علاقة بالتهميش كي يعاقبوا بالموت وتقطيع الأشلاء ؟ لو أنّ جهة مستقلة غير عراقية أرادت تصنيف هذا الحادث الإجرامي , فبأي خانة ستضع جريمة الشوملي البشعة ؟ هل ستضعها في خانة التهميش والصراع السياسي أم في خانة الصراع الطائفي ؟ فإذا كان استهداف زوار الحسين هو جزء من حملة طائفية هوجاء تقف ورائها أجندات طائفية قذرة وفتاوى دينية منحرفة , فهل سيوقف الاستنكار والإدانة هذا الحقد الطائفي الذي يملأ الصدور وهذه الرغبة في القتل من أجل الفوز بالجنة والحور العين ؟ .

أنا شخصيا وبكل صراحة لا أدين ولا استنكر , بل أطالب بفعل وإجراء يوقف هذا القتل الطائفي في المدن والشوارع , واعتقد أنّ الإدانة والاستنكار مقبولين فقط من غير العراقي كتعبير عن الحزن والرفض لهذه الجريمة , أمّا أن يستنكر رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النوّاب من دون أي فعل أو إجراء يوقف مسلسل القتل والدمار في المدن والشوارع , فهذا النوع من الإدانة والاستنكار لا يساوي عندي عفطة عنز , ولا أرى سبيلا لإيقاف مسلسل الموت والدمار الطائفي سوى العمل بمبدأ الردع المقابل , يسقط مئة قتيل وجريح من الأبرياء , ينّفذ حكم الإعدام بمئة إرهابي مدان في السجون صادرة بحقهم الأحكام القطعية , لو أنّ الحكومة قد عملت بهذا المبدأ منذ البداية لما استمرّت هذه المفخخات تحصد أرواح الأبرياء وتدّمر المنشآت والمدن , ولحلّ السلام والأمن للجميع , فالقتل يجب أن يواجه بالقتل , وشتّان ما بين قتل الأبرياء في الشوارع وتنفيذ القصاص العادل بالمجرمين المدانين بالإرهاب والصادرة بحقهم الأحكام القطعية , بيان واحد من الحكومة تعلن فيه أنّ كل شهيد أو جريح يسقط في عملية إرهابية , سيكون مقابله مجرما مدانا , سيوقف مثل هذا البيان كل هذا القتل والدمار الطائفي , وستختفي رائحة الموت والدم من مدننا وشوارعنا , وسيتوّقف المجرمون عن إجرامهم , فدماء وأرواح الضحايا والشهداء الأبرياء لا يطفأ نارها بيان إدانة أو استنكار .