تعد عائلة الصدر من العوائل العلمية الكبيرة ومن البيوتات المهمة في الحوزات العلمية ولها مكانتها الاجتماعية الكبيرة ويعود لهم الفضل في تنشيط دور الحوزة واصلاحها طلبة ومناهج ” والنهوض بها واعادة بناؤها وفق منهج ال البيت “ع” وحسب العلوم الاكاديمية الحديثة وقد برز لا إل الصدر ثلاث شخصيات مهمة جدا كالصدر الاول الفيلسوف الشهيد محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة والشهيد الصدر الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر الذي قاد اكبر ثورة إصلاحية للمجتمع العراقي والسيد المغيب موسى الصدر في لبنان ودورة الكبير هناك ومساهمة اعادة وردم الهوة بين الفصائل التي كانت تتقاتل في لبنان آنذاك وحديثنا اليوم عن صاحب الذكرى الشهيد الثاني الذي نعيش اليوم ذكرى شهادته في شباط (1999 -1943) الموافق 4ذي القعدة 1419هـ
على يدى اشقى الاشقياء في زماننا هذا فالصدر الاول والثاني قتلوا بذات السكين فاذا كان الشهيد الاول قد انشغل كليا في محاربة الافكار والمدارس الماركسية وكتب العديد من الابحاث في هذا الخصوص رغم انه اسس تنظيما سياسيا
فالصدر الثاني ذهب الى اصلاح المجتمع عبر خطوات وحرّكات كبرى باتجاه الوسط الاجتماعي والعشائري، تطلّبت منة الخروج على “العُرف” المرجعي، وكانت له جولات وزيارات إلى العشائر العراقية، للاطلاع على أوضاعها، وبناء علاقات معها ومن ثمّ أخيراً وضع فقه خاص بها اندرج في هذا السياق, كما تطلّب بناء القاعدة الشعبية، تجاوز خطاب “الفقيه” المكتوب إلى خطاب الفقيه المسموع, متحديا جبروت السلطة آنذاك فلم يبالي بتلك القوة لأنه كان مؤمنا بقضاء وقدر الله , لقد تتلمذ على يد عدد من العلماء الشيعة الكبار ومنهم الخميني والسيد محمد باقر الصدر وآية الله العظمى الخوئي وآية الله العظمى الحكيم مرتديا الزي الديني مبكرا في الحادية عشر من عمره درس النحو على يد والده محمد صادق الصدر ثم على يد طالب الرفاعي وحسن طراد العاملي أحد علماء الدين في لبنان، ثم أكمل بقية المقدمات على يد محمد تقي الحكيم ومحمد تقي الأيرواني وقد دخل إلى كلية الفقه في 1957 ودرس على يد عدد من كبار علماءها وتخرج منها في دورتها الأولى عام 1964 م وباشر بتدريس البحث الخارج1990
وقد شارك السيد الصدر في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 كقائد لها لبضعة ايام، لكن سرعان ما تم اعتقاله من قبل عناصر من الامن.
وما يلفت النظر ويستحق الوقوف معه طويلا كيف اصبح هذا الرجل بعصاة ومسبحته وكفنة ان يحيي امة وينهض بها ويرفعها مكانا عليا ويصبح فيما بعد مصدر الهام روحي لاتباع هذا المذهب وكيف سيطر على عقول وقلوب الناس فهل الفطرة وحدها كافية ؟ام هنالك امر الهي ؟
وكيف سحب البساط من السلطة رغم جبروتها؟ وقال متحديا مقولة صدام(اذا قال صدام قال العراق) اذا ” قالت الحوزة اسكتوا فاسكتوا ؟وكيف وردم الهوة بين طبقات المجتمع عندما ذهب يصلي خلف السنة وموقفه من عبد القادر الجيلاني ردا على سؤال وجهه له الدكتور (أحمد ظفر الكيلاني – متولي الأوقاف القادرية) سنة 1994 قائلا فيه” انه رجل مصلح وتقي ووسطي وكان محبوبا ومحترما من قبل العامة والخاصة ومن الطائفتين ،
وهذا يدلل على انفتاح الشهيد الصدر على كافة المدارس الفكرية والفقهية في الإسلام واقفا منها موقف الناقد البصير والمحقق المدقق
وكيف تحدث بخلق رفيع عن الطوائف الاخرى كالمسيح والصابئة وشجع التواصل معهم وذهب الى مخاطبة الغجر “وفق مبدا حرية واحترام الاديان ضمن ضوابط الانسانية والشريعة السمحاء متمسكا بالوسطية ودين التقية طريقا لتحقيق هدف اسمى وهو اصلاح المجتمع وقد وضع السلطة في حرج كبير وهي التي كانت تقود ما تسمية بالحملة الايمانية معلنا اقامة صلاة الجمعة تلك الفريضة المعطلة منذ حكم امير المؤمنين علي “ع” او اكثر او اقل مرتديا كفنة وشاهرا سيفة ؟ لقد استطاع الصدر الثاني ومن خلال 45خطبة جمعة ان يحدث زلزلا مدويا ويقوم بثورة اصلاحية كبيرة جدا نجحت الى حد كبير حيث كانت استجابة المجتمع سريعة جدا فاقت كل التصورات واشعلت الحماسة عند المجتمع وكان غذاء صلاة الجمعة كافيا لسد رمق الجوع نتيجة الحصار الصدامي الامريكي على الشعب العراقي من اجل تركيعه وكان الصدر دقيقا جدا في كلامة المبني على الحقائق والادلة
واخرج الحوزة الى الشارع حيث وظيفتها وادخل المناهج العلمية الحديثة الاكاديمية في دراسة الحوزة من اجل النهوض برجل الدين وتزويده بالعلوم المهمة الاخرى ولم يقتصر على دراسة الحيض والنفاس والنجاسات كما اعتادت علية الحوزات التقليدية السابقة خارجا عن المألوف كثيرا؟ وعمد على اصلاح الحوزة من الداخل وانتقدهم بشدة وبما اننا نعيش ذكراه علينا ان نكتب للتاريخ على ان اعداء الصدر والمشككين بة هم من اطلق يد البعث الصدامي آنذاك من اجل ؤود ثورته قبل ان تكتمل وتحقق كل اهدافها ونحمل من وقف ضدة المسؤولية التاريخية جراء ذلك فلو ثنيت الوسادة لمشروع الصدر الثاني لكنا في واقع افضل من هذا والغريب ان أعدائه والمشككين به هم قادة البلد اليوم ولكن العار سيلاحقهم ما بقيت الحياة …فالسلام علية يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا…..