9 أبريل، 2024 10:42 م
Search
Close this search box.

كيف استثمرت حكومة الكاظمي قضية العابرين من ليتوانيا الى بيلاروسيا إعلامياً؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

من تناقضات حكومة السيد مصطفى الكاظمي التي نرى وزراءها غالباً متفقين متى يرتدون الأقنعة أمام الرأي العام (العراقي والعالمي) ومتى يطرحوها جانباً، الاهتمام المبالغ فيه بقضية الشباب الخمسة الذين عبروا حدود ليتوانيا الى بيلاروسيا، فالكاظمي ووزير الخارجية ووزيرة الهجرة وبقية الوزراء أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بسبب هؤلاء الشباب الذين هاجروا بطريقة غير شرعية وتعرضوا لمعاملة سيئة، وكأن حكومتنا الرشيدة تهتم بكل إنسان عراقي وتجعله تاجاً فوق رؤوس الوزراء والمسؤولين ومستعدة لطرد السفراء ومقاطعة دول وخوض حروب من أجل إنسان عراقي واحد تعرض للإساءة من قبل عناصر أمن تابعين لدولة معينة .
هل تريدون منا أن نصدق ذلك؟ السيد الكاظمي أمر بتشكيل لجنة تضم ممثلين عن عدة وزارات للنظر في قضية هؤلاء الشباب، وزير الخارجية قلق جداً، أما وزيرة الهجرة، فهذه لوحدها بحاجة أن أكتب عنها عشرات المقالات، فقد أصدرت بياناً مخزياً كررت فيه أنشودة (العودة الطوعية العودة الطوعية العودة الطوعية….) ، نفس الأنشودة التي اعتادت ان تكررها بشكل هستيري منذ ان وبّختها الامم المتحدة بسبب قيامها بطرد النازحين من المخيمات وقطع الماء والكهرباء عنهم والتضييق عليهم بمختلف الوسائل لطردهم من المخيمات وارسالهم الى الموت في مناطقهم .
ومع خالص احترامي للشباب العراقيين الذين هاجروا هرباً من جحيم العراق، هل تريدون منا ان نصدق بأن حكومتنا مهتمة بالعراقيين المهاجرين الى هذه الدرجة؟
اقول للسذج الذين تنطلي عليهم هذه الألاعيب الاعلامية المفضوحة، ان العراق يموت فيه يوميا العشرات بل المئات اثناء التعذيب في المعتقلات والسجون، العراق تحكمه فصائل مسلحة وتسيطر على كافة موارده بقوة السلاح، ووزيرة الهجرة ايفان فائق جابرو عضوة في فصيل مسيحي مسلح محظور دوليا وتم ادراجه على قائمة العقوبات الدولية وهي مرشحة للانتخابات عن هذا الفصيل، العراق لاتوجد فيه كهرباء ودرجات الحرارة فيه صيفاً تتعدى 60 درجة مئوية، العراق فيه مدارس طينية والتلاميذ يفترشون الأرض، العراق يعاني انهياراً في القطاع الصحي والمرضى يذهبون الى المستشفيات ليموتوا حرقاً، التعليم في العراق منهار وغير معترف به عالمياً والشهادات العليا تباع وتشترى بأثمان بخسة، العراق نصف شعبه يعيشون تحت خط الفقر بسبب الفساد المالي وسرقات الأحزاب، جواز السفر العراقي هو الأسوأ عالمياً، بغداد عاصمة العراق هي الأسوأ عالمياً…. ثم يأتي مجموعة ممثلين يتظاهرون أمام الرأي العام بأنهم على وشك اعلان حالة الطوارئ بسبب خمسة شباب عراقيين عالقين بين ليتوانيا وبيلاروسيا؟؟؟؟
شكرا يا سادة يا مسؤولين على هذه المسرحية السخيفة، فالإنسان العراقي المسكين يُداس بالبسطال في عراقنا العظيم، وأقول لكم باختصار شديد: عندما تقبضون على قتلة آلاف المتظاهرين والناشطين منذ ثورة تشرين ولغاية اليوم، وعندما يتجرأ السيد الكاظمي ويمتلك ذرة شجاعة ويقول على الملأ ان القتلة ينتمون الى الحزب الفلاني أو الدولة الفلانية، في ذلك الوقت ربما من الممكن أن نصدق مسرحيتكم الخائبة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب