سبقني الكثير في الكتابة عن هكذا موضوع وان كان بابتعاد عن جوهره ولكنهم نجحوا في تعريف الناس بدور المرجعية الدينية عامة بحماية الدين والمجتمع , واليوم انا هنا اناقش الكيفية التي اعتمدتها المرجعية الشاهدة والرشيدة في حماية الدين والفكر والمجتمع خلال فترة مابعد التغيير والتي اتسمت بالكثير من الاضطراب والفوضى وكيف نجحت وماهي نسب نجاحها.
اعتمدت المرجعية الدينية الرشيدة والشاهدة في صميم عملها على الحفاظ على ثلاث اتجاهات رئيسية وهامة وهي بحسب مالاحظناه (الدين والفكر والمجتمع ) وقد حاولت في كل اتجاه بكل قوتها املها في تجاوب الناس والمؤمنين معها لتنتظم الحياة من جديد ويعود الوعي المطلوب لاهله ,ففي المجال الديني وطدت المرجعية العلاقة بين الناس والخالق وجعلت سمة الايمان والمعرفة هي الغالبة على جميع طروحاتها واكدت من خلال العديد من الممارسات على ان النجاح في الحياة مقترن بتنفيذ طاعات الله تعالى ولزوم امره واتباع اولياءه الصالحين المكلفين بقيادة الامة الى برالامان وابعادهم عن غضبه جل وعلا .فعمدت الى بث الوعي الديني والتدخل في كل مفاصل الحياة باعتبار ان القران الكريم وضع حلا ناجعا لكل امور حياتنا من خلال زيادة المدارس الدينية في اغلب مناطق العراق وخصوصا المناطق الهادئة نسبيا واعتمدت الجامعات الدينية معلما لكل هذه المدارس والحوزات وضخت الكتب الكثيرة الفكرية منها والعقائدية والتربوية وحتى الاجتماعية والتاريخية لتبني اساسا يعتمد العلم الحقيقي ولايكتفي بالعلم المنقول المتوارث الذي من الممكن ان يشوبه التزييف والتحريف ,ثم اعتمدت على النهج القرآني الواضح في تبيان قرب الانسان من خالقه وكيف ان التوفيق لايصيب الانسان ان لم يقرض خالقه قرضا حسنا بالطاعة والتعامل الانساني وتنقيذ الواجبات بحسب الاحكام القرآنية ,ايضا اعتمدت اللقاء المباشر بالمواطنين وعلى مدار الاسبوع وهذا مما ربط الناس بالمرجعية اكثر ووطد العلاقة اكثر وجعل الناس يسالون عن دينهم ومقتضيات العبادة عن قرب ومعرفة ,كذلك اصدرت المرجعية الرشيدة والتي يمثلها خير تمثيل المرجع الشيخ محمد اليعقوبي العديد من الكتب والبحوث والتي تعاملت مع مستجدات الامور حديثا ووضعتها في قالب الفهم البسيط للناس بحيث بات الكثير من الناس يعلمون اسرارا كانت خافية على الجميع في العلاقة بين مفردات الحياة الدينية والعلمية وبين العبادة وضروراتها وهكذا اصبح الاقبال على تناول هذه الافكار والكتب مؤشرا لنجاح سير عمل المرجعية في هذا الوقت الهام ,كذلك لم تبخل المرجعية على طلبة العلوم الدينية بشيء فاوصلتهم الى مستوى كان يسمى صعبا سابقا ولكن بفضل انفتاح المرجعية على الامة اصبح يسيرا وبسيطا وهذا الوصول جعلهم يمارسون دورهم في توعية الناس بحسب تكليفهم الشرعي .
وفي المجال الفكري التزمت المرجعية الشاهدة اسلوب حماية الفكر الديني الاسلامي الحنيف باتباعها اسلوب ضخ الفكر الاسلامي على صحته بلا تشويه او اضافة اللهم الا في مجال الشرح والتبسيط وهذا الفكر ماخوذ مباشرة من القرآن والسنة النبوية الشريفة وادواتها اهل البيت (عليهم السلام )وايضا عملت على التصدي لكل الافكار التي من شانها تشويه حقيقة الدين ونعته باسماء واوصاف لاتمت له بصلة ما ,ولو تابعنا المؤتمرات والمنتديات الثقافية والفكرية التي عقدت وكان للمرجعية الرشيدة حضور لها بشخصها او بمن يمثلها لراينا كيفية الاستماتة منهم في الدفاع عن بيضة الاسلام واهداف الدين الحنيف وكيف انه اتى متمما لما سبقه من الاديان السماوية وكيف الزم الله تعالى الخلق باتباعه وبحسب الدليل القراني الكريم ,وهذا الامر دفع الكثير من المفكرين والعلماء الباحثين في مجال الدين الى القيام باعمال مشابهة ليسجل لهم انهم دافعوا عن دين الله ولهم الاجر والثواب ,اما في مجالات حملات التسقيط والتشويه التي مورست على المرجعية الرشيدة فقد تجاهلت المرجعية هذه الحملات واستمرت بلا هوادة في عملها الذي ادى الى زيادة الوعي ومحاولة حتى المعاندين التعرف للفكر الاسلامي الصحيح ,واليوم يرى الجميع مدى نجاح المسعى الفكري الذي انتهجه المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي ومدى تلاحم وتجاوب الناس معه لانه اكد على العمل وليس الكلام فقط , وبملاحظة بسيطة نرى ان الحملات التشويهية ضد الدين الاسلامي ومحاولة لصقه بالارهاب بدات تقل وتختفي نتيجة الممارسة السلية التي يقوم بها ابناء الاسلام بسبب زيادة وعيهم .
وفي الجانب الاجتماعي نرى دور المرجعية الشاهدة الكبير والمؤثر فيه فلم تفرق بين الناس على اساس الدين والمذهب واعتبرت الناس سواسية تزكيتهم من الله تعالى اما واجباتهم فعليهم اتمامها والباقي يوم الحساب ,فاعتمدت هذا الاسلوب وجمعت الناس من حولها ولم تعتمد طريقة التقاطع مع احد حتى مع المسيئين لها ولتوجهاتها ,واذكرهنا مثلا ان احد المواطنين قال بانه ذهب لمكتب المرجع اليعقوبي لمناظرته واحراجه بامر ما وجلس ولم يستطع الكلام والمناظرة لانه اكتفى بسماع النصائح والارشاد المقدمة من المرجعية للناس وعندما حان وقته اعتذر وطلب السماح,اذن هنا مبدا الابوة الحنونة على الامة طبق باحسن وصف ,كذلك عمدت المرجعية الى عقد مؤتمرات اجتماعية وعشائرية ودينية لتقريب وجهات النظر بين ابناء الشعب الواحد وتفعيل دور الوحدة الوطنية والذي من شانه المساعدة في حل الكثير من المشاكل بين ابناء الشعب ,ايضا تقديمها المشاريع والمقترحات الى الدولة باعتماد راي الناس والحكماء والعقلاء في تسيير امور الدولة ونجاحها ,وقد لاقى هذا العمل الاعجاب والاطراء والقبول من قبل كل شرائح المجتمع ,ايضا اعتمدت المرجعية الشاهدة الشباب باحسن مايكون وطالبت الدولة بحمايتهم وفسح المجال لهم للقيام بدورهم في بناء البلد وتوفير المستلزمات الضرورية لذلك .
الموضوع واسع ولكني وودت القول ان مجتمعنا بحاجة ماسة لمعرفة قادته واتباعهم ليصل الى النجاح وبر الامان وبالتالي قطع الطريق على كل من تسول له نفسه ان يعبث بالعراق ويحوله الى بقرة حلوب له . حياكم الله تعالى