23 ديسمبر، 2024 11:00 م

كيف اختارت السمــاء .. خاتم الانبيــاء !

كيف اختارت السمــاء .. خاتم الانبيــاء !

احد الاسئلة التي تخطر، غالبا، في البال، كيف يتم اختيار السماء للأنبياء..؟ وبشكل عام، كيف تقرر السماء.؟ وكيف تنصب الافراد..؟ أو ما هي الصفة التي يتقرب بها الانسان الى السلطة الالهية؟

كيف يستطيع الفرد ان يكون من المقربين..؟ وكيف يشارك في ادارة الكون..؟ والجواب هو ما قاله الخبير في ذلك، الرسول الاكرم (ص واله).. وقد روي عنه:.. ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻘﻼ ﺃﺧﻮﻓﻬﻢ ﻟﻠﻪ ﻭﺃﻃﻮﻋﻬﻢ ﻟﻪ، ﻭﺃﻧﻘﺺ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻘﻼ ﺃﺧﻮﻓﻬﻢ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎﻥ ﻭﺃﻃﻮﻋﻬﻢ ﻟﻪ. (انتهى)

ويمكن ان نفهم من قول سيد العقلاء (ص واله) الامور التالية:

اولا: ان الاساس في الاختيار هو (الكمال العقلي).. لانه ينتج (الطاعة) و (الخشية) المطلوبة من الخالق تعالى..

ثانيا: ان العقل يشد الى (الله).. بينما (نقصان العقل) يبعد..

ثالثا: ان العقل يرتب الاولويات.. لذلك يضع طاعة الخالق قبل طاعة المخلوق..

رابعا: ان نقصان العقل، يلازمه قوة (الشهوة) و (الغريزة) .. وينتج من ذلك الخوف من السلطان (البشري) .. وطاعة السلطة المادية.. واشياع اخرى نتركها لفطن القاريء.. ولكن ما هو العقل؟ وكيف كان النبي الاكرم هو الاكمل عقلا..؟

يبدو ان العقل هو عالم من العوالم(1)، الموجودة، وما نقصد به من (كمال العقل) هو شدة الاتصال والارتباط بذلك العالم..! ويمكن الاستدلال على ذلك مما ورد .. فقد روي: .. لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن احب، أما إني إياك آمر، وإياك أنهى وإياك اعاقب، وإياك اثيب. وللحديث بقية.

الهوامش:

الاصل في هذا الطرح هو ما فهمته من كتاب (فقه الاخلاق).. للشهيد محمد الصدر (رض).. وفيه قسم العوالم الى اربعة. العالم المادي والروحي والنفسي والعقلي..ونص ذلك: كيف ولماذا وجد العقل ووجدت الذاكرة. وكيف ولماذا وجد الإنسان وسائر الحيوان. وكيف ولماذا كانت خلقة الإنسان على هذا التكوين اللطيف. إلى غير ذلك من الأسئلة. ثم اضاف سماحته: أنَّ الفلاسفة والعارفين ذكروا أنَّ مراتب الخلق أو الكون على أربعة أقسام: المرتبة الأولى: عالم الطبيعة أو الناسوت]، وهو عالم الأجسام وهو عالمنا الذي نعيشه. المرتبة الثانية: عالم الملكوت، وهو عالم النفوس. المرتبة الثالثة: عالم الجبروت، وهو عالم العقول. المرتبة الرابعة: عالم اللاهوت، وهو عالم الروح. وقالوا: إنَّ الإنسان مكونٌ من كلِّ هذه المراتب الأربعة، لأنَّ له جسماً ونفساً وعقلاً وروحاً، وكلٌّ منها ينتمي إلى أحد هذه العوالم أو المراتب