23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

كيف اجبر الأمريكان القوى الوطنية على التفاوض -2 

كيف اجبر الأمريكان القوى الوطنية على التفاوض -2 

أن تختار التفاوض أو تجبر على هذا الاختيار فهو سببا من أسباب انعدام أو ضعف الوسائل الأخرى , وهذا ليس عيبا فنحن يوميا نتفاوض في حياتنا اليومية إن أردت أن تشتري سيارة او كومبيوتر او حتى سلعة صغيرة او مأكول فستجري غالبا بينك وبين البائع مفاوضات ان كنت راغبا بالشراء, الذين قرروا التفاوض مع المحتل الذي قارعوه الند بالند ورفضوا التفاوض معه أثناء توفر القوة إلا أن يقر صاغرا بخطأه بالحرب ضدنا وان يتحمل كل التبعات ويدفع التعويضات وهذا المبدأ لا يمكن التنازل عنه بل سيتحول من الطريق العسكري الى المحاكم والمحافل الدولية والدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية ..
لكن كما قلنا للأسف فان المقاومة العراقية لم يكن لها سند أو ظهير يمدها بالمال والسلاح  وبقت المقاومة تفاوض او بصورة أصح ترفض التفاوض مع المحتل الا وفق هذه الشروط طيلة ال14 عاما المنصرمة ..امريكا تحملت خسائرها المادية والبشرية وامتصتها وانابت مقاومتها وخسائرها الى أتباع الفرس الطائفيين المخدرين ثم عمدت على تجفيف المصادر الداخلية والخارجية واستمرت تحارب المقاومة الشعبية من بعيد, كان ولا يزال المحيط الخارجي للعراق اما عدائي او لديه اطماع في العراق او من العرب من كان يعتقد انه ذكيا فارادوا تطبيق مصطلح سمعوه اِسمه الاحتواء المزدوج ! مثلهم كمثل الذي يتعاجز عن الصعود لسطح الباخرة كي يجلب ماء فاختاروا ام يحفروا بالاسفل ليحصلوا على الماء غير حاسبين فرصة ان يتوسع هذا الخرم ثم يغرقهم ..
هم اناس غالبا لا خيار لديهم غير التوسل للحصول على فسحة في الحياة يظنون انها التي تجعلهم سعداء بالحياة ولا بأس لديهم بالتنازل عن جزء من الكرامة او غالبية الاموال او حتى الدِين والعادات من اجل تلك السعادة المصطنعة التي ما ان يصحى الغالبية من المخدوعين منهم اللاهثين وراء الترف الزائل ,,الذين يشعرون بوجوب اقتناء هذه الحاجة وتلك كي يتميزوا عن اقرانهم ممن يعيشون على نفس البقعة كي يسمّوا انفسهم سعداء حتى يصحوا ليجدواانفسهم يعيشون كما يسمى بالغرب (بالماينس) .أي غرقى في الديون .
واحدهم تجده يركب افخر انواع السيارات ويلبس الجديد ويسافر للبلد البعيد وربما يضع ابناءه في اغلى المدارس حتى ليخال لك انه يمتلك عدة شركات يصرف من فائض ارباحه , في الحقيقة بعد ان يتجاوز نصف الشهر لا تجد ولا بيزة بجيب غالبيتهم  بسبب استقطاعات الديون فيبدؤوا  مرحلة الصيام والحسرة هذه هي الخطة المرسومة لاجيال المستقبل العربية – الاقطار التي تسمى مرفهة !_ ان يبقى الغالبية غرقى بالديون ؟ – عبيد الماينس – ولان الهبات لن تشمل الكل ولان الوظائف العالية ستصبح محدودة ومميزة وفرص العمل ضيقة ولا يمكن ان يكون الجميع مدراء او تجار فكثيرون هم المجبولون ليكونوا موظفين ولا يعرفون او يفضلون غير هذا الأداء فسيتحولون الى عبيد للماينس .! 
اذن عبيد الماينس لا يمكن ان تشحذ عندهم روح  الاخوة والتضحية والمقاومة واذا وصلت للاضطرار فانها سرعان ما تخبوا ويتوقف عن التقدم والمسير.. لم هذا العناء دع الناس تعيش ..هكذا يتم التفكير ..ومالنا ومالهم هي مشكلتهم ..! لكن الغريب ان تجد نزعة سوداوية تصاحب مثقفيهم من خلال تشجيعهم او تبريرهم وتمجيدهم للوطنية الضيقة التي تشمل القطر الذي يعيشون فيه مبتعدين عن كلمة الوطن الكبير في تناقض يتضاد بين الوحدة وبين الانفصال او التفرد . هذا التوجه يولد الانانية الفردية التي ستنعكس حتى على ما يملكون من تجمع صغير او تفاهمات… القوى الوطنية العراقية الناتج الفعلي للمقاومة العراقية المسلحة لن تنحدر لهذا المستوى لانها لم ترمي السلاح ولم تستبدله بالخنوع .. الدول العربية الغنية تخشى امريكا وتمشي طوع امرها وهم لا يفهمون ربما لماذا امريكا منعتهم مثلا من اعلان الاتحاد الخليجي لانه من الطبيعي في الاتحاد قوة فهي وزبانيتها لا يريدون القوة لنا بل الخنوع لذلك ترى انه مسموح لهم ان يعطوا المال المحدود على استحياء لفصيل او اّخر عراقي ممن يتوالف ولا يختلف كثيراعنهم فتحولت بعض القوى الى منظمات اغاثية بعد ان فشل السلاح او منعوا منه  في تحقيق المرجوا ولهذا ايضا لا ترى تصريحات حكوميةعلنية تساند المقاومة العراقية المسلحة خصوصا وانهم جيروها باسم داعش واتباع داعش يقولون لا مقاومة الا للدواعش وهكذا اتفق الجميع على ان يمنعوا الخير لان من سيتبرع بعدها سيتهم بانه يساند الارهاب .!وبذلك قتلوا الحاضن العربي للمقاومة العراقية  ولان أمريكا خارج سوريا نوعا ما فانه مسموح بالعون العسكري المحدد والمال والتموين للفصائل السورية بينما العراق منع عنه حتى الدعاء! ثم ولغرض اضعاف الروس ولي ذراع ايران .
ان أسس المفاوضات الناجحة معروفة للجميع وهي ايجاد البديل الافضل لما تم الاتفاق عليه ثم معرفة ما هو الثمن والمقابل من هذه المفاوضات ثم معرفة الخير والفائدة وتحديد ما الذي ستتيحه المفاوضات لاي اتفاق محتمل  ونحن الان في مرحلة المناورات التي يفترض من خلالها نسعى لجلب الطرف الاخر للمفاوضات ( وبما اننا نعتقد ان الطرف الاخر غير جدي رغم انه وغيره يدعوننا )فهذه المناورات قد تجبر العدو الامبريالي للجلوس للتفاوض فتهيء للمفاوضات بداية حميدة .اما القوى التي احترقت نتيجة أعمالها البائسة وسرقات المال العام وفشلهم طيلة 14 عاما فانهم الآن يلعبون في الوقت الضائع فهم لا جديد لهم يتفاوضون به غير ان يكرروا في كل عام دعوة للقوى الوطنية ان تشارك معهم وتدخل مفاوضات تمكنهم على الاستمرار في كراسيهم ولا نستغرب اذا ما شاهدنا تفجيرات جديدة خلال الأيام بعد داعش.. (مضى ثلاثة شهور ولم تستطيعوا إزاحة داعش يا من اعترضت بأسلوب غير سوي على تحديدي 6 شهور بمقال سابق! ) ومثل ما يقال فان الكرة الان في ملعبكم فالقوى الوطنية مستعدة لحقن الدماء والجلوس للتفاوض فيبقى على الاطرف الأخرى الساعية للخير وحقن دماء أبنائهم أن يستغلوا هذه الفرصة الذهبية و يتخذوا قرارا بالضغط وابعاد الجهة التي جعلته يقاسي طيلة ال 14 عاما التي مضت من اجل ان يجلس الخيرين ويصيغوا دستورا جديدا ينفع العراقيين بدل الدستور الطائفي الذي خطه الإمبريالي بريمر .  
رحم الله من عرف قدر نفسه ,,لا نريدها اذن مقاومة من أطرافنا ورفض من أطرافكم على الطريقة الجيفارية تؤدي للانتحار بل نستلهم العزيمة والقوة الالاهية في روح المفاوضات على طريقة اليوم خمر وغدا أمر!!