يبدو من غير الوجيه إعادة دفع الاهتمام أو تصحيح المغالطات بين من يقف ضد الاحتلال الأمريكي والإيراني وبين اتباعه في زمن امسى فيه الاحتواء الأيديولوجي للشعب ومراقبتهم من السلطة تتم باّليات خفية لا تلجأ إلى الخطاب المباشراو المجادلة بشكل أساسي وكأنك ترى الملايين قد تم برمجتهم و غسيل ادمغتهم وسلب قدرتهم على التفكير بوضوح والحكم بشكلٍ مستقل.. افعلوا كذا وكذا..لا تفكروا ..اتركوا التفكير لنا !.فرغم تعدد وسائل الاعلام وتنوعها فلا زالت الالة السلطوية تستعمل التقنيات اكثر في توجيه الوعي والسيطرة على الجماهير فضلا عن كونها متعاضدة يسند بعضها بعضا ..لذلك فاصوات القوى الوطنية تكاد لا تعادل 10% ضد الاصوات السلطوية وابواقها وطباليها, نحن نحاول من خلال هذه الفسحة الصغيرة ان ندخل عقل الانسان العراقي لنحاول انارة بعض الغرف المظلمة التي يسمح لنا بها!, والتي هي على اتصال مباشر معه ,يعني يعيش حالتها ويتأثر بها .لذلك نرفض جملة لا فائدة ..(فلا تقولوا لي لا فائدة و لا ترددوها بينكم )!
نحن ( استعمل غالبا كلمة نحن لاني لا احب استعمال الأنا… ) لا نريد ان نغالط افكاركم وقناعاتكم فانتم احرار فيما تعتقدون ونحن نحترم ذلك كحق انساني لكم, وبالمقابل نطالب منكم احترام عقولنا ومحاولة فهم اعتقاداتنا كمدخل فلسفي يعارض العنف سواء كان بالكلمة او السلاح او استعمال قلة الادب! بل كلماتنا اليوم معكم ستكون خطاب العقل في مواجهة العنف . نحن وانتم متيقنين من ان العراق يغلفه العنف والعنف المتبادل رغم رجحان كفة فريق على الاخر .نحن هنا لا نريد ان نبين انكم على خطأ ونحن على حق أو انكم انتصرتم ونحن خسرنا فالدنيا يوم لك ويوم عليك فلا يغتر احدكم مثلما اغتر البعض بسقوط جزء من حلب وحلق في الفضاء محتفلا كما يفعل الايرانيون فلصغر عقليتهم يضنون انهم سيطروا على حلب وانتصروا وهم الذين كانوا يقاتلون عندها عدة سنين فشلوا فيها من احداث اي تغيير الا بعد ان تدخل الرووس اذن الفضل يعود للروس والخونة العرب !.. نسعى لنعرض عليكم قناعاتنا التي انتهجناها طريقا مميزا ومغايرا لكم , ثم نترك عقولكم تميز اين الخطأ واين الصواب ولا نغالطكم هنا بل سنترك لكم حرية التفكير..و اعقلها..
الان سنخبركم وجهة نظرنا من خلال فلسفتي الخاصة لتحليل الامور فعن كيفية استطاعة المحتل الامبريالي الامريكي اضعاف المقاومة الشريفة والعادلة في العراق وسوريا وثم كيف ادى ذلك لكي تختار القوى الوطنية مبدأ الحوار بدل السلاح رغم انها لا تدعوا من يحمل السلاح ضد المحتل لتركه فيبقى السلاح هو الخيار المتوفر لتحقيق الاهداف اذا ما فشلت وسائل اللا عنف , لكن تكونت مجموعة بالمئات ممن يعتقدون انهم لا غيرهم يمكن ان يمثلوا العراق والشعب العراقي او غالبيته فاجتمعوا واقروا اتباع نهج سلمي لحقن ماتبقى من الدماء وفق شروط لا تكسر كرامة العراقي وتسعى للتفاوض مع (الخيرين )من بقية الشعب العراقي .نحن لسنا خياليين ندعوا للمدينة الفاضلة بل نؤمن من ان الشرّ يجب أن يكون باعتبار أن وجوده ضروري حسب سنة الحياة ولكنه ليس بالضرورة خيارا يجب ان يلتزم به جميع العراقيين ونقول خيّرا.! خذوا رقم ثلاثة مثلا (شيعي سني كردي) هناك من يحاول التقسيم فيقول 2 رقم زوجي و واحد رقم فردي فمجموعهما = رقم فردي وزوجي فالثلاثة هي رقم فردي وزوجي ,بينما الواقع يقول ان رقم ثلاثة هو رقم فردي قائم بكيانه فاذن فلسفة التقسيم لا تنفع في شيء الا ايهام الاخرين بانها حالة واحدة .
حين قلنا اجبار في عنوان المقال فنحن لم نعني كمن أُجبر فلان ان يجلس هنا صاغرا رغماَ عنه بتبسيط بعيد اغلب رموز المقاومة اوالقوى الوطنية موجودون خارج العراق و لا يمكن اجبارهم على شيء لا يريدوه ..اذن امريكا سعت ليكون امامنا اشبه بخيارين او ثلاثة فاي الخيار سنأخذه سيكون هو ما عملت عليه ادارة الصراع الامريكي على تهيئته وهذا اشبه بالاجبار لانه محدد وموجه من قبل الامريكان ..نحن فقط نكّبر ونطالب بالصبر باستحياء من رموز المقاومة المسلحة والقوى الوطنية التي تعيش في العراق فهم (اكرم منا جميعا) وتحملوا العبء الاكبر, و لا نسأل من لديه امكانيات المقاومة المسلحة على القاء السلاح بل نشد على عضده حتى تتحقق سعادة العراقيين بازاحة المحتلين ومخلفاتهم ثم اعادة حقوقنا.
أمريكا يا سادة باختصار سعت حثيثا على تحييد واضعاف المقاومة وعزلها عن حاضنها وسندها , بما ان المقاومة العراقية امتازت عن جميع اقرانها بان لا سند خارجي لها فعملت امريكا على ترسيخ ذلك عن طريق تحذير العرب من تقديم أي مساعدة لنا وقد صغروا كالعادة ثم عملت على ايقاف المد الشعبي العربي من نصرة العراق عن طريقين الاول تحويل المتطوعين بدل ان يذهبوا لاسناد المقاومة العراقية الى داعش والثاني جعلوا داعش ارهابية وجعلوها تعادي الجميع وجعلوا الجميع يقر بذلك ثم اختزلوا اعلاميا المقاومة بداعش فكيف يمكن لاي كان ان يعين ويساند المقاومة العراقية لا من الداخل و لا من الخارج لانه سيتهم بمساندة الارهاب !!.. فجلس الكثير ينظرون وينتظرون جلاء الامور ,هذه هي الاسباب الحقيقية لخلق داعش فامريكا لايسعدها ان تنتصر المقاومة في سوريا فتأتي للسلطة قوى اسلامية وقومية تكون خطرا على اسرائيل اللقيطة .وهذه كانت حال المقاومة تتقدم باتجاه دمشق فخلقوا فصائل كثيرة ختموها بداعش من اجل شيطنة المقاومة في سوريا ونفس الشيء عملوه في العراق .فجففوا مصادر الاسناد المادية والبشرية وجعلوا اهل النخوة والدين ينظمون لداعش ليكونوا حطب المحرقة بالقتال ضد السنة والشيعة .
ختاما اقول (الطنكورة) هي حالة نفسية ناتجة عن ضغوط متعددة يتوقف عندها المخ عن التفكير ويرتفع ضغط الدم مما يجعل الانسان يصر على موقفه حتى لو علم انه مخطأ فنتمنى ان لا تطنكر براسنا ايها القارىء العزيز وتصر على موقفك بل نتمنى منك ان تأخذ نفسا عميقا تعود به تدريجيا حالتك الذهنية لطبيعتها التي تمكنك من التفكير السوي ولا نبغي منك الا التمعن بما قلنا و تحديد زاوية النظر والعلاقة والكيفيّة التي قلناها فتحاول ان تتخيل ذلك وكأنك تشاهد فيلما اخذا المدّة الزمنيّة التي من خلالها تتمكن من فهم قولنا حتّى يتسنى لك التمييز بين الصح والخطأ ..انت تسعى للعيش بسعادة فلا تحرم الاخرين ان يعيشوا بسعادة من خلال سعيهم هم الاخرين على حرمانك !. وللحديث بقية.