6 أبريل، 2024 8:27 م
Search
Close this search box.

كيف إذا كان من يغش بالامتحان مسؤول حكومي ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كيف يمكن أن تأمن على بيتك ومستقبل أولادك ووطنك إذا كُنت تعيش في وسط بيئة سيدها ومولاها والمسؤول عنها غشاش ؟

هل يمكن لك أن تطمئن في مثل هذا الوضع ؟

كيف يمكن أن تنام وأنت مرتاح البال اذا كان المسؤول عن حراسة الحي الذي تسكنه غشاش؟

والمدرسة التي يدرس فيهاابنائك،الغش فيها أمرٌ شائع وكأنه مفروغ منه ؟

كيف يمكن أن تجد في البلد الذي تعيش فيه وتحمل هويته،ملاعب للأطفال يمرحون فيها،ومستشفيات نظيفة يتعالج فيها الناس على نفقة الدولة من غير ان يفكروا بالمال؟

كيف يمكن أن تجد هذا مثل الوضع الطبيعي اذا كان الغش متفشيا بين ادارات مؤسسات الدولة؟

البعض سوف يسأل: ماذا تقصد بالغش هنا ،في هذا المقال ؟

لاشيء جديد في ماأقصده،فالمعنى نفس المعنى،لكن الاساليب والاشكال والصور قد تغيرت..فالغشاش الذي نعنيه هو من يدخل الى قاعة الامتحان ولايحمل اية معلومات عن المادة التي سيمتحن بها،فيعتمد على الغش حتى يحصل على اجوبة صحيحة وبالتالي سيحصل على ورقة النجاح ..فكيف اذا كان هذا الغشاش مسؤولا امنياً بالدولة أو مسؤولاً ادارياً أراد أن يحصل على شهادة جامعية لكي

يرتقي بدرجته الوظيفية،ولربما قد حصل على الوظيفة نتيجة المحاصصة الطائفية أو الحزبية مع انه لايملك المؤهلات العلمية التي يتطلبها هذا المنصب،لكنه ونتيجة لذلك لايتردد في أن يلجأ الى وسيلة غير مشروعة عبر الغش مثلما هي المحاصصة غير مشروعة يتم بها استبعاد اصحاب الكفاءات بسبب عدم انتمائهم للحزب الفلاني صاحب النفوذ الاقوى والاعلى أو لانهم ينتمون للطائفة الاكبر الممسكة بالسلطة،فيصبح بسبب ذلك اصحاب الكفاءات خارج دائرة المشروعية والعدالة.

هذه اكبر صور الغش لان القانون الحاكم هنا ليس العدالة وليس المشروعية،انما المحاصصة،أي بمعنى الاتفاق على المغاششة،على الطّمْطَمَة،يعني بصريح العبارة(أسكت حتى أني أسكت،غمِّض حتى اني أغمّض،طنّش حتى اني اطنش،مَشّيها حتى أني أمشيها،كَنسلها حتى أني اكنسلها).

مناسبة هذا الكلام مانشرته بعض المواقع الالكترونية وماتم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي من اخبار قادمة من محافظة ميسان العمارة والتي تقول:بأن كليه الامام الكاظم في محافظه ميسان جنوب العراق تطرد ثلاثه من اعضاءمجلس المحافظه بسبب الغش في امتحانات قسم القانون،ومعهم احداعضاءمجلس محافظه البصرة الذي كان يؤدي الامتحانات هو الآخر في ميسان.

المشكلة ليست في كونهم قد ارتكبوا جريمة الغش،بل لانهم يغشون وهم طلاب في قسم القانون،هنا المشكلة،فأي قانون هذا الذي سوف يتم تطبيقه عندما يتولى تطبيقه مسؤولون غشاش لم يقرأوا ولم يدرسوا ولم يفهموا القانون.

مسؤولون اعتمدوا على قانون الغش لكي ينجحوا في درس القانون، هذا نموذج صغير من واقع كبير يتفشى فيه الغش،ليس بين الناس العاديين بل بين المسؤولين عن تطبيق القانون والعدالة في المجتمع العراقي،ولكم أن تتصوروا كيف ستكون الحياة عندما يدير شؤونها اناس غشاشون .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب