23 ديسمبر، 2024 5:01 ص

كيف أستخدم ” الإسلام السياسي ” لتخريب المجتمع العربي ؟ 1

كيف أستخدم ” الإسلام السياسي ” لتخريب المجتمع العربي ؟ 1

أولا : الغرب
كيف استخدمت الصهيونية ورقة ” الإسلام السياسي ” لتخريب المجتمع العربي ؟ ” للأستاذ حامد ربيع رحمة الله عليه، و التي قامت بنشرها مجلة ” كل العرب ” التي تصدر في باريس يوم الاثنين 25 صفر1410 هـ الموافق لـ 25 سبتمبر 1989، في عددها 370 ، وبين دفتي صفحة 20-25.

أهمية الدراسة أنها نابعة من أحد عمالقة علم السياسة ، وبالإضافة إلى ما ذكره الكاتب لم تزدها الأيام إلا تأكيدا و تعميقا ، و خير دليل على ذلك ما حدث في الجزائر في التسيعينات من القرن الماضي، ومايحدث الآن في بعض الدول العربية.

يقترح الكاتب في الجزء الأول من الدراسة ثلاثة أسباب جعلت العلاقة بين الإسلام و التطور المعاصر علاقة مضطربة،  وفي نظر البعض من لا يحتمل هذا التناقض و هي:

الأول : عدم وضوح مواقف بعض الأنظمة.

الثاني : التخلف الحقيقي الذي يرتبط بالواقع الإسلامي .

الثالث : طبيعة الظاهرة الإسلامية كحقيقة سياسية.

ثم يوضح الأستاذ كيف أستعمل الإسلام من طرف الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية، عن طريق التخريب الذاتي و الداخلي للمجتمعات العربية و ذلك عن طريق الأساليب التالية:

1 أن الولايات المتحدة استعملت الإسلام للتصدي للتطور الاشتراكي و لإيقاف المد الشيوعي، باعتبار أن العداوة للإسلام درجات و أن الإسلام و المسيحية (التي تحولت إلى صليبية ) كلاهما يعبر عن أديان سماوية تقف ضد الإلحاد.

2 إضعاف كل من الإسلام و العروبة رغم حقيقة العلاقة التي تربطها و كيانات غير إسلامية.

3 ووظفت العلاقة بين الإسلام و العروبة في أعقاب مجئ عبد الناصر لإضعاف جوهر هذه العلاقة و تحت تأثير الناصرية بدأت تظهر في الاستقلال الكامل في العلاقة بين العروبة و الإسلام ، و هو ما عمق الهوة التي فصلت بين العروبة من جانب و التيارات الإسلامية من جانب آخر ، فكانت النتيجة نكبة 67 .

وتمثلت النتيجة الكبرى في إضعاف كل من دعاة الإسلام و أنصار العروبة ، مع ما في ذلك من تمزق ليس لصالح أي طرف . و يتساءل الأستاذ بعد ذلك كيف صورت العلاقة بين الإسلام و العروبة؟.

فيجيب بأن القوى الاستعمارية الخارجية صورت العروبة على أنها في جوهرها قومية تستمد مصادرها من الأصول العنصرية و التمييز العنصري؟ !! و أن الإسلام دعوة عالمية. إذن حسب هذا الطرح  فالعلاقة بينهما  مختلفة ومتعارضة؟ !!                                     

ثم يقدم الكاتب ثلاثة أسباب جعلت من الإسلام أن يكون قوة للعروبة وهي:

1 إن الإسلام يقدم للعروبة نظاما للقيم و التعامل اليومي.

2  الإسلام يقدم للمجتمع العربي تفسيرا  لعلاقات ذلك المجتمع  للعالم الذي يحيط به و بقواعد واضحة  و صريحة للتعامل.

3  قوة الإسلام في وظيفته  الحضارية أي تصورا محددا لتحضير الإنسانية وهي:

ربط الماضي بالمستقبل عبر الحاضر.

تحديد وظيفة المجتمع.

وضع الدين كمتغير أساسي في عملية التطور .

ويستخلص بعدها الكاتب بأن العروبة تكتسب قوة من الإسلام، وعرفت كيف تصوغ مفاهيمها و تصوغ أهدافها و تنظم حركتها على ضوء هذه العلاقة.