أيا قلبًا يشتعلُ بالشوقِ والجراحِ،
كيف تُبدّلُ الأنينَ لحنا في الصباحِ؟
كيف تُحوّلُ الأشواكَ وردًا في الحقولِ،
وتنسجُ من الألمِ بُردًا للغُيولِ؟
رأيتُ الشوكَ يمتدُّ في الأرضِ كالسياطِ،
يغرسُ جذورهُ في حلمِ الفُقراءِ والبُسطاءِ.
فقلتُ: سأجعلُ من كلِّ شوكةٍ وردة،
وأجعلُ من القسوةِ دربًا للأملِ وحده.
أبدأُ بزرعِ الحُبِّ في صُدورِ العابرين،
وأروي حقولَ القلبِ من دموعِ السنين.
أجعلُ العطاءَ نهجًا، والصبرَ أملًا،
وأهدي الأرواحَ النورَ بدلَ الظلالِ ثقلا.
إنّ الشوكَ ليسَ إلا حارسًا للحياة،
يحمينا من جرحِ الخيانةِ ومن الأذى.
لكنّهُ أيضًا دليلٌ على الطريقِ،
يُذكّرنا بأنَّ الورودَ تحتاجُ حريقَ.
سأغني معَ العصافيرِ لحنَ الحياة،
وأزُرعُ في كُلِّ أرضٍ بذرةَ النجاة.
وأحملُ الشوكَ بيدي كأنهُ أمانة،
وأحوّلهُ وردًا ببسمةٍ حنّانة.
ليسَ السحرُ إلا حُبًا ينبضُ في القلوبِ،
يجعلُ من المِلحِ عسلًا في دروبِ الغروبِ.
فإن أردتَ أن تحوّل الشوكَ وردًا،
اصنع من اليأسِ شعلةَ نورٍ تعدو.
وأختمُ قصيدتي بدعاءٍ للحياةِ،
أن تنثرَ الأملَ في كُلِّ الفُقَراءِ والبُسطاءِ.
وتحوّلَ قسوةَ الدنيا لحنانِ النخيلِ،
فتُشرقُ الحقولُ بالوردِ في كُلِّ سبيلِ.
ملاحظة(“بُردًا للغُيولِ” يعني جعل الصعوبات والمخاوف التي تشبه الغيلان ترتدي ثوبًا جميلاً، أي تحويل تلك المخاوف أو العقبات إلى شيء إيجابي أو جميل يمكن مواجهته. )