9 أبريل، 2024 12:15 ص
Search
Close this search box.

كيف أثر غياب الحكيم على العملية السياسية؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أهم حدث شهدته الساحة العراقية، بعد الإطاحة بنظام صدام، هو التفجير الذي حدث بباب مرقد الإمام علي(عليه السلام)، وأودى بحياة عشرات العراقيين، بينهم السيد محمد باقر الحكيم، ويعد هذا الحدث من أهم منعطفات العملية السياسية الوليدة في العراق، ولا نبالغ إذا قلنا، أن هذا التفجير غير كل مسارات السياسة العراقية الجديدة، والتي كان الحكيم محورها الأساسي وعمودها الفقري.
كان الحكيم يمثل الثقل الأكبر من المعارضة العراقية لنظام صدام، وهو الذي دَخل العمل السياسي منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، بجانب أخيه السيد مهدي الحكيم، والسيد محمد باقر الصدر، وهم الثلاثة أسسوا نواة حزب الدعوة، ومن ثم خرجوا جميعهم منه، واستمروا في عملهم السياسي حتى استشهاد السيد الصدر، الذي اعدمه صدام، وحينها غادر الحكيم العراق بعد حكم الإعدام الصادر بحقه من قبل السلطة، ومن هناك أسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وانشأ جناحا عسكرياً سمي بفيلق بدر.
كان الحكيم يمثل نموذجا فريداً، للسياسي العراقي الوطني، فهو رجل دين مجتهد وابن مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم، إضافة إلى كونه مؤسس المجلس الأعلى وفيلق بدر، وعدد من الجمعيات الخيرية والإنسانية والعلمية، هذه الامتيازات التي امتاز بها الحكيم، جعلته فريدا من نوعه، حيث كان أو أراد أن يكون، حلقة الوصل بين المرجعية الدينية والعملية السياسية، بحيث ينقل ويتبنى رؤى ومتبنيات المرجعية، ويعكسها على العمل السياسي والحكومي العراقي.
الحكيم كان متميزاً أيضاً بعلاقاته الدولية، فهو قائد المعارضة ضد النظام الصدامي، فكان يستقبله الرؤساء والملوك؛ ليتحاورا معه كزعيم وطني مؤثر في الشأن العراقي، في حين نجد أن أغلب قادة العملية السياسية الآن، لم يكونوا يحلموا بمقابلة مع رئيس دولة أو ملك مملكة ما!
استهداف الحكيم في بداية تغيير النظام، وبداية العملية السياسية  الجديدة، مثل أكبر انعطافاً في هذه العملية السياسية، وأثر بشكل كبير على المرحلة التي تلك ذلك اليوم، بحيث تغيرت موازين القوى السياسية، وتشتت آرائها، مما أنتج قادة مغمورين، لم يكن لهم شأنا يذكر عندما كان الحكيم سيداً للمعارضة، فتسلم هؤلاء زمام السلطة والحكومة العراقية، والنتيجة قرارات خاطئة، وانتكاسات متعددة ،والسبب هو غياب الحكيم، وتغييب مشروعه وتحييده عن مركز القرار!
 وأدَّ حلم العراقيين؛ عندما غُيّب قائداً ذو كاريزما خاصة، ومقبولية واسعة لديهم، وليس هذا فقط، بل هُمّش مشروع الحكيم، ورجاله أبعدوا عن صنع القرار ودفة القيادة، وعندها غابت الحكمة بغياب حكيمها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب