18 ديسمبر، 2024 8:44 م

كيفَ ستؤرّخ هذه الحرب .. وآليّة توثيقها .؟

كيفَ ستؤرّخ هذه الحرب .. وآليّة توثيقها .؟

إذ لا مُحال ولابدّ أن تتوقّف هذه الحرب الدموية في قطّاع غزّة ذات يومٍ , وبالتراجيدا الدراميّة التي لم تسبقها سابقة في عصور التأريخ وبما يخجلون من أدائها وهم في قبورهم كل من < هولاكو وجنكيز خان وادولف هتلر , وسواهم من اعتى طغاة الأرض > … بعد ذلك التوقّف للحرب وما سيفرزه من مستجداتٍ يصعب تصوّرها , ستغدو هنالك فترة هدوءٍ متوتّر لتنخفض درجة حرارة الأعصاب تدريجياً من قبل التفكّر والتفكير حول بماذا وكيف ستغدو نقطة البداية لتؤرّخ هذه الحرب وتدوين تفاصيلها بحيادية , كيما تُقدّم وتُعرض للجيل القادم وللأجيال اللاحقة …. ايضاً ومن خلال عملية توثيق وتدقيق مطلوبة , فلابّد ايضاً لإنتظارٍ ما لظهور وكشف اسرارٍ ومعلوماتٍ خطيرة في خفايا وثنايا هذه الحرب – الحرباء , ودَور الأمريكان والأنكليز فيها , وحتى من مصادرٍ اسرائيلية .

ستتولّى عملية التدوين وكتابة التأريخ الجديد .! نخبة متميزة من كُتّاب وجنرالات وصحفيي دول الغرب اولاً قبل نظرائهم العرب الذين وكأنهم افتقدوا النظر والبصيرة في مواكبة والتغطية الإعلامية اللازمة التي يمكن عبرها التنوير الأكثر والأشدّ إنارةً واضاءة للرأي العام العالمي شبه المضلّل عبر ماكنة الإعلام الغربي – الصهيوني .

المهمة الأصعب والأكثر تعقيداً ممّا في اعلاه , انّما تكمن في كيفية إقناع الأجيال القادة ” وبعدَ عشراتٍ ومئاتٍ من السنين ” بأنّ الحرب الإسرائيلية على سكّان قطاع غزة < وليس على مقاتلي حركة حماس المختبئين في الأنفاق المحصّنة > , قد كانت في بعض جوانبها الستراتيجية حربٌ على المستشفيات والجرحى والمرضى .! ولتعزيز ذلك عبر استهداف سيارات الإسعاف .! وهل ستقتنع الأجيال القادمة بذلك .! , لاسيّما اذا ما اعقب او رافق ذلك تفجير المجمغات السكنية والأبنية على رؤوس اصحابها من العوائل , وسيرفق بذلك الأرقام النهائية اللاحقة لأعداد جثث الأطفال والمقطّعة اوصالهم والجرحى والمشوهين جسدياً جرّاء قنابل الفسفور الأبيض التي ترميها الطائرات الإسرائيلية عليهم وبدقّةٍ مختارة .! وهذا غيضٌ من فيضٍ لما يجري من مجرياتٍ خارج مجرى مفهوم الإنسانية والبشريّة .

كلتاهما عمليّتا الإقناع الفكري للأجيال القادمة ستغدو بالغة الصعوبة , والتدوين المنهجي لأحداث التأريخ الجديد , وبأمانةٍ وصدقيّةٍ مفترضة .!