9 أبريل، 2024 6:39 ص
Search
Close this search box.

كيفية التحول إلى النظام العلماني في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد تحدثت في مقالتي السابقة والتي هي بعنوان (المشكلة العراقية وحلها) عن الصراع الديني في العراق وكيفية إنهائه من خلال إقامة نظام علماني في العراق يقف على مسافة واحدة من الجميع ولا يتعامل مع العراقيين على أساس مذهبهم ودينهم وطائفتهم مما يعني عدم ظلم أحد من العراقيين . ولكن كيف يمكن التحول لهذا النظام أي ماهي آليات العمل التي يمكن تطبيقها من أجل إقامة النظام العلماني في البلاد . إن هذه الأليات تعتمد في مجملها على تشريع قوانين تفصل الدين عن الدولة وهي كالأتي :

1- تشريع دستور جديد للبلاد قائم على مبادئ علمانية أو إجراء تعديلات دستورية على الدستور الحالي وتحويله الى دستور جديد قائم على أسس ومبادئ علمانية وبالتالي لن يبقى شيء من الدستور السابق والحالة الثانية أفضل من الحالة الأولى لأن تشريع دستور جديد يعني أن الدولة ستهدم وسنبدأ ببنائها من البداية أم الحالة الثانية فتعني إصلاح الخلل في الدولة وليس هدمها والبدء ببنائها من جديد كما في الحالة الأولى .

2- عدم اعتماد الإسلام كمصدر أساسي أو ثانوي للتشريع لأننا عندما نعتمد الإسلام كمصدر للتشريع فأي إسلام سنعتمد السني أم الشيعي .

3- منع رجال الدين و الاحزاب الدينية من دخول مؤسسات الدولة عن طريق الترشح للأنتخابات أو تولي مناصب إدارية أو سياسية في الدولة لان ذلك يعني أن إدارة الدولة ستكون على أسس دينية و مذهبية .

4- إعتماد قوانين علمانية في الدولة بعيدا عن الدين وهنا سأذكر مثالا للتوضيح فبدلا من أن يتم تشريع قانون الأحوال الشخصية على أساس المذهب الجعفري أو المذهب الشافعي أو أي مذهب آخر ينبغي تشريع قانون الأحوال الشخصية على أسس ومبادئ علمانية بعيدا عن الدين مما يعني عدم ظلم أي طائفة أو مذهب موجود في العراق .

5- قيام مجلس القضاء الأعلى بإلغاء أي تشريع أو قانون يقرعلى أساس ديني من قبل السلطة التشريعية فوجود قوانين دينية في الدولة يعني انحيازها لطائفة أو مذهب معين والدولة يجب ان تساوي بين جميع الطوائف .

6- رفع الدين من مناهج التعليم وإلغاء كل ماله علاقة بالدين من المناهج التعليمية فإذا كنا سنعلم أبناءنا الإسلام فأي إسلام سنختار السني أم الشيعي فبدلا من طباعة كتب التربية الأسلامية على أساس المذهب السني أو على أساس المذهب الشيعي فمن الأفضل رفع الدين من مناهج التعليم وإلقاء مسؤولية التربية الدينية على عاتق الأسرة بدلا من إلقائها على عاتق الدولة .

7- علمنة القنوات الإعلامية الحكومية ومنع أي برامج دينية فيها حتى الأذان للصلاة يجب أن يمنع لأننا عندما نتحدث عن الأذان فأي اذان نقصد السني أم الشيعي بالإضافة إلى نشر العلمانية من خلال هذه القنوات الحكومية من أجل الحفاظ على علمانية الدولة أما القنوات الإعلامية الخاصة والأهلية فلا علاقة لنا بها لأنها لاتمد للدولة بصلة .

إن علمنة الدولة تعني فصل الدين عن الدولة والمساواة بين جميع الطوائف العراقية دون الانحياز لطائفة معينة وظلم بقية الطوائف ولكن السؤال هو . هل العراق جاهز لتقبل النظام العلماني والجواب هو نعم لان تصرفات (داعش) غير الأخلاقية والتي مارسها بسم الدين والدين بريء منها وفرض الدين على الآخرين بالقوة بالإضافة إلى الطريقة التي حكمت بها الأحزاب والتيارات الدينية العراق بعد عام 2003 وبنائه على أساس المحاصصة الطائفية وتعامل الدولة مع العراقيين على أسس دينية ومذهبية والتي أدت إلى الحالة السيئة التي يعيشها العراق في الوقت الحالي جعلت العراق وشعبه مهيأ لتقبل النظام العلماني والذي سينهي المحاصصة الطائفية والمذهبية التي دمرت الدولة العراقية وقتلت الشعب العراقي على مدار السنوات السابقة . وأختم حديثي بالقول إن المحاصصة الدينية هي داء العراق وعلمنة الدولة وبناء النظام العلماني في العراق هو الدواء الذي سيريح البلاد ويحميها من خطر التقسيم على أساس ديني ومذهبي ويحقن دماء العراقيين التي ستسيل بسبب الاقتتال الطائفي الذي سيتحول إلى حرب أهلية طاحنة تأكل السنة والشيعة وكل طوائف الشعب العراقي .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب