بعد أحداث الضربة الأميركية على قاعدة ومطار الشعيرات الخاص بالقوات المسلحة السورية صباح الجمعة الماضي ،بدأت الأحداث وردود الأفعال تتوالى على الضربة ، فمنها من كان مشجعاً بدواعي الانتقام من النظام السوري ، وفي مقدمتها السعودية وعموم دول الخليج وتركيا الى جانب حلفاء أميركا ، ومنهم من كان رافضاً لهكذا أسلوب في حل الأوضاع في سوريا ، وباتت التصريحات المتشنجة من الطرفين أكثر وضوحاً من التهدئة ، وأمست البارجات وحاملة الطائرات تسارع الخطى نحو أهدافها المرسومة استعدادا للمواجهة المرتقبة بين القوى العالمية ، والأرض هي سوريا واحتمال دخول العراق في هذه الملحمة التاريخية ، والتي أمست واضحة المعالم من ناحية الأرض واللاعبين الأساسين ، وبدأت تتحرك خيوط المؤامرة الخليجية على محور الممانعة في الشرق الأوسط المتمثل ( روسيا ، الصين ، إيران ، سوريا ، حزب الله ) لتعلن مساندتها المطلقة للضربة الأميركية على القاعدة الجوية السورية في الشعيرات .
> الملفت أن القاعدة عادت للعمل بعد ساعات من الضربة الجوية ، وطارت عبر مدرجها الطائرات الروسية والسورية لضرب معاقل الإرهاب الداعشي هناك ، وعادت للعمل بعد الضربة مباشرة ؟
> وهنا لا بد من تساؤل مـــــــــــــاذا حصل في الشعيرات ؟
> وماذا حل بالصواريخ الأميركية الذكية (tomahawk) وأين استقرت ؟
> التقارير الاستخبارية والتي اهتمت بمتابعة بهذا الموضوع أفضت الى أن الصواريخ التي أطلقتها البارجتان الأميركيتان باتجاه مطار الشعيرات ، دون تحديد الرقم بدقة ، والتي لم تصب المطار بأضرار كبيرة ، تتناسب وكمية الصواريخ ، إذ أن المطار وخلال ساعات معدودة عاد الى العمل ، وان المدرجات ما زالت سليمة ، الأمر الذي ينفي كافة المزاعم الأميركية بهذا الخصوص ، فلو أردنا أن نحسب عدد الصواريخ مقارنة بالمدرج ، فانه النتيجة أن لا مدرج هناك ، وسيكون حطام لا حياة فيه ، كما أن الجانب الأميركي أبلغ الروس بالضربة قبل فترة قصيرة ، لمنع استخدام أي وسيلة دفاعية لصد الصواريخ ، وان ما جرى فعلاً هو سحب الروس والسوريين جميع الطائرات الحديثة مباشرة ، مع المعدات التكنولوجية الحديثة ، إضافة الى تمكن الدفاعات الأرضية السورية التي تمتلك التكنولوجيا المتطورة جداً من إسقاط اغلب الصواريخ خارج المدرج .
> مــــــا حصل فعلاً في هذه العملية هو استخدام الجيش الروسي منظومة الحرب الالكترونية (ew warfare electronic ) وهي عبارة عن إرسال موجات كهرومغناطيسية تسبب بحرف مسار صواريخ توما هوك ، ليسقط عدد كبير منها في البحر المتوسط قبل وصوله الى الهدف ، والتي كانت مفاجأة الأمريكان في طريقة تعامل الروس مع الصواريخ الذكية ، خصوصاً وان الأخير تعاملوا بذكاء مع الأمريكان ، وأثاروا التساؤلات عن مصير بقية الصواريخ التي أطلقتها البارجة الأميركية ، في حين أنهم يعلمون جيداً أين ذهب هذه الصواريخ وأين استقرت .
> اعتقد من الضروري معرفة أن الحرب خدعة ، وينبغي على الأمريكان الفهم أن اللاعبين تعددوا ، ويجب أن يكون هناك وقفة مع هؤلاء ، وإلا فان الأمور ستخرج عن السيطرة ونجد أنفسنا وعموم المنطقة في داخل حرب ونار مشتعلة ، كما ينبغي أن ندرك تماماً أن ما جرى ما هو إلا دعاية إعلامية ” ساذجة ” لإيهام الرأي العام أن الأمريكان لا يمكنهم الوقوف متفرجين ، ولكن الحقيقة أن الأمريكان أرادوا الحفاظ على مكانتهم وحفظ ماء الوجه عموماً ، لذلك ما جرى كان بعلم الروس ، وهذا ما يثبت أن الأمر مخطط ومرتب له تماماً مع الاستخبارات الروسية ، والتي عمدت الى أفراغ المدرج والمطار من أي قطعة عسكرية ، في حين ظل الجانب الإيراني متفرجاً ، وأعاد تنظيم نفسه نحو التخندق وانتظار أين يصل طرفي الصراع ، وهذا ما يجعلنا نقف عند حقيقة مفادها أن أي تحرك في المنطقة عموماً لا يمكن له أن ينفرد به احد من طرفي الصراع ( الروس – الأمريكان ) ، لهذا لا نقف عند التصريحات النارية سواءً من الجانب الأميركي أو من الجانب الروسي وحلفائهما ، وان الأمر مجرد إعادة تنظيم أوراق وتجديد أثبات الوجود للأمريكان في الوضع السوري ، وان الموقف عموماً سائر نحو التهدئة ، خلافاً لكل التوقعات في التصعيد بين الأطراف المتصارعة في الشرق الأوسط ، والتي ستنتهي بالتعادل بين الطرفين .