23 ديسمبر، 2024 1:36 م

كيري ابو القنادر

كيري ابو القنادر

اعلم جيداً ان صيغة هذا العنوان ستكون محط انتقاد قد يصل الى التهكم ممن يتصيد بالمياه العكرة معنا كونه عنواناً يهبط الى مستوى عامية الشارع من ناحية واهمية المستوى الاعلامي الذي يفترض ان يرتقي الى مستوى ووضع المعني به من ناحية اخرى.

ولكن وضع الشعب اليمني وحالته المزرية وما يكابده من تعد صارخ ووجود وزير الخارجية الامريكية في الرياض ذكّرني بهذا العنوان وضرورة الربط بينهما.

فقد كان في محافظة البصرة قبل اكثر من اربعين عام رجل مسيحي مهنته اصلاح الاحذية اسمه كيري ولكن كان يكنى (كيري ابو القنادر) فعوام الناس في العراق يطلقون على الحذاء باللهجة الدارجة كما هو معروف لفظ (القندرة)، واسلوب اطلاق صفة المهنة الملازمة على صاحبها متبع في العراق ( كفلان ابو التمن او فلان ابو الباجه ).. وهكذا.

وقد كان كطبيعة المسيحيين رجل مهذب يحب ابناء بلده خدوماً وكان يصلح الحذاء دون مقابل احياناً وكان وقتها لهذه المهنة دورها قبل اصابتها بالشلل وقرب اضمحلالها كبقية المهن اليدوية بسبب عامل التطور المدني كخياطة البدلات والهاتف البيتي … الخ.

كنت اتمنى ان يتحلى وزير الدبلوماسية الامريكية بشيء مما كان يتمتع به كيري ابو القنادر من حسن خلق وخدمة للناس واستحواذ على محبتهم وتقديرهم له رغم انهم من غير ملته المسيحية ورغم بساطة مهنته ورفعة منصب الوزير الامريكي.

فلو كان كيري ابو القنادر موجود في السعودية ويراقب مساكين اليمن فلاشك انه سيلاحظ مدى بؤسهم وهم يحملون السلاح ويقاتلون رغم مظهرهم المزري بتلك الوزرات والملابس الرثة وسيقانهم المتجلدة العارية ولرق على حال اقدامهم المتشققة وكأنها لم تلامس الاحذية ربما طول العمر ولا يستعملون الا مداس اجرب وربما سيدفعه هذا الى قيادة حملة سياسية ” من يدري ” ربما ستكون على غرار حملات السياسيين الانتهازية ولو انني اتوقف هنا لان كيري ابو القنادر سيكون استغلالياً بهذا الشكل ولكنه كان يملك صفاء نفس قل نظيره بين سياسيي هذا اليوم الامر الذي لاينسجم وطبيعة الاستغلاليين، ليطلق اسماً على حملته بعنوان ( حملة كيري لاحذية اليمن ) والتي ستكون اشرف واقدس من حملة كيري الامريكي لمحاربة هؤلاء اليمنيين المساكين حينما صرح وبكل صلافة ( ان امريكا مازالت قلقة على وضع السعودية بخصوص حرب اليمن ) وجاء ليرتب اوضاع المؤتمر المشؤوم الذي نوه عنه سابقاً كبيرهم اوباما بين مشايخ الخليج وبينه.

ولنا ان نرى الى أي مدى وصلت اليه امريكا والى اين ستصل سياستها المعوجة التي يقودها اللوبي الصهيوني ولماذا هذا التدخل السافر في حياة الشعوب دون رادع من قانون او ضمير وهل ان مساكين اليمن بهذا الحجم الذي تخافه امريكا والكيان السعودي الذي اصبح مرعوباً ويصرح علناً بانه سيستمر وبشدة لا هوادة فيها هذه المرة لضرب الحوثيين وان كلف ذلك تحطيم هذا البلد المبتلى وما هو بالحقيقة الا ضحية لحقد الكيان السعودي على ايران، رغم فشل حملتهم الجبانة التي ادعى سياسيوهم السعوديين الاغبياء نجاحها منذ الربع ساعة الاولى لانطلاقها.

ولكن العتب كل العتب على الذين باعوا ضمائرهم لآل سعود من العرب كمصر والسودان وغيرهم من حكام الدول التافهين الذين ساروا بركب هؤلاء البدو الاجلاف القساة ولم ينبتوا ببنت شفة في الوقوف بوجوههم ليكفوا عن استعمال آلة جرمهم التاريخي هذا وينتصروا لمستضعفي اليمن.

انه فعلاً عالم تافه ولا مجال فيه للضعفاء ولا قول الا لكلمة القوة وما وجود المنظمات الدولية وحقوق الانسان وقوانينها الا لامتطائها وصولاً لتحقيق غاياتهم الخسيسة وليذهب الحق وحقوق الانسان الى الجحيم.

فالف رحمة على روح كيري ابو القنادر وتباً والف تب لكيريهم الامريكي هذا.

والله تعالى من وراء القصد.