مما لاشك فيه ان اي مكون مهما كبر حجمه فأنه صغير امام كيان الدولة . بلحاظ ان الدولة هي المكنون الذي تنضوي فيه جميع المكونات التي تعيش ضمن حدود اي دولة .
هذه الحقيقة التي تم طمسها من قبل جميع الاطراف السياسية في العراق دون استثناء اي طرف سياسي ، فقد نجحوا في تركيع الدولة لحساب اطر حزبية ضيقه وفوائد لمنفعة شخصية .. لانهم ببساطة لايوجد لديهم متبنى في سياستهم الحزبية لبناء دولة .. فنرى متبنيات ومخرجات الاحزاب السياسية في العراق وبرامجهم هي للاستيلاء لحوكمة الدولة لممارسة التحكم والتمتع بمميزاتها ونهب خيراتها …
الاطراف السياسية المؤيده للانتخابات تتباكى اليوم على المكون الاكبر وتتخوف من اختلال التوازن نتيجه العزوف والمقاطعة الشعبية للانتخابات من قبل جمهور المكون الاكبر .. فبدل من اصلاح شأن امرهم ببناء مفاصل دولة كريمه تحترم فيها الحقوق والحريات وتقديم الخدمة للشعب ، نراهم يعرضون بضاعتهم المسجاة من خلال المتاجرة بأسم المكون الاكبر… عقدين من الزمن ماذا قدم المكون الاكبر لجمهورة ومناطقة ؟!
ولست بصدد السرد والايضاح لانه لايحتاج الواضح لتوضيح .
ان من يتباكى اليوم بخطاباته على المكون الاكبر كان الاولى به النزول من عرشه والعيش كما يعيش ابسط فرد ضمن المكون الاكبر ليكون مواسيا له ، و مصداقا حقيقيا في انتمائه للنهج العلوي كما يزعمون ، اوليس هذا هو نهج الامام علي ع في الادارة و الحكم !؟
اما في ما يتعلق بشخوص المكون الاكبر سوى كان مؤيد للانتخابات او المقاطعة لها ، اما تحكمة العاطفة ويتأثر بالخطاب المذهبي ويحدد قراره وفقا لذلك او هو اساسا مأدلج وفق متبنيات الجهة الحزبية السياسية المنتمي لها والمستفيد منها ، لذا من الطبيعي نشاهد الشد والجذب والتأييد للانتخابات والمقاطع لها كل شخص يدفع بتجاه ميوله …
وابناء المكون الاكبر هم الخاسر الوحيد والضحية في هذه المعادلة نتيجة السياسات المغلوطة ، فتجارة المكون والمذهب للساسة هي تجارة لاتبور .. وموسم رواج هذه التجارة بكل تاكيد الانتخابات … وما ان ينتهي موسم الانتخابات لانرى اي سياسي يعير وزن وقيمه لابناء المكون الاكبر بل قد نرى التنصل منهم ومن مشاكلهم بحجة عدم التفرغ والانشغال المستمر بالاجتماعات وادارة الصفقات التي تامن له العيش الرغيد على حساب ابناء المكون الاكبر .
وعليه يمكننا القول – ان كانت الاطراف السياسية التي يهمها شأن المكون الاكبر فالتقدم ما يمكن ان يحفظ هيبة وكيان المكون بالعيش الرغيد والحياة الكريمة من خلال بناء منظومة اسس واركان لدولة يسودها القانون والجميع فيها سواسيه ، ولايوجد حزب او جهة او شخص اكبر من الدولة ويتحكم بمقدراتها ، حينها سوف لايكون هنالك استجداء لاصوات المكون الاكبر بل سوف يتفانى المكون الاكبر لانتخابهم …
وعلى الناخب العراقي ان يتحمل المسؤولية ويكون بمستوى الوعي وكفى عقدين من الزمن للمجربين الفاشلين ، يجب ان يكون هنالك ثورة تغيير للمنظومة الحاكمة فأن مقاطعة الانتخابات احدى الوسائل السلمية الديمقراطية الحد من فساد الكيانات السياسية المتسلطة ، والمقاطعة تجعلها فاقدة الشرعية في الحكم .