17 نوفمبر، 2024 11:30 ص
Search
Close this search box.

كيان إقليم كوردستان، خط أحمر لا يمكن تجاوزه

كيان إقليم كوردستان، خط أحمر لا يمكن تجاوزه

تلقفت بعض القنوات الإعلامية والمواقع الألكترونية تقرير مجلة فورين بوليسي الأمريكية ضد إقليم كوردستان والذي لا يمتُّ للحقيقة بِصِلة ويقف خلفه أناس معروفي النوايا والولاء والآماني، ونشرتها على صفحاتها الرئيسية وهى تتمنى إيصال صدى زيفها إلى كلّ العالم، وتظن إنه ( أي التقرير) بمثابة عاصفة غير مسبوقة تقلب كل شىء رأساً على عقب، وتفتح على الكوردستانيين أبواب جهنم. وهي لا تعرف أن التقرير الذي هو بمثابة قتل للانصاف وتجسيد حي لسياسة إزدواجية المعايير وممارسة الإبتزاز لا يؤثر على معنويات الكوردستانيون المعتادون على منغصّات إنتشار الإشاعات المغرضة التي تسيء إلى كيان إقليمهم وجوهر معتقداتهم. ولكن لحسن الحظ، إن مثل هذه التقرير التهويلي سرعان ما ينكشف ويشيع جنازته ويجهز موكبه، وبالتالي، يؤدّي إلى نتائج عكس المرجوّ منه لمن دفع ثمنه ولمن كتبه وإختلق الإشاعات وإستحضرها ولمن ساهم بترويجه بين الناس بغرض الإضرار بسمعة كيان الإقليم أمام العالم.

يمكن إعتبار هذا التقرير، الذي لا يستحق الوقوف أمامه طويلاً، جزءاً من الحملات الممنهجة التي تهدف النيل من سمعة الكوردستانيين وبالتالي تخديش مكانة كيان إقليمهم، ويمكن اعتباره الأسوأ الذي يقدم خدمة غير مجانية لأناس سيئين لكي يروجونه ظلماً وعدواناً، ويجعلوه بضاعة للتأثير على نفوس الكوردستانيين ومعنوياتهم الصلبة التي تتحطم عليها مؤامرات الأعداء والحاقدين. والغريب فيه إنه يحمل في ثناياه أوهاماً وتصورات وأساطير خيالية متجذرة في أعماق أناس منساقين وراء النفاق والخداع والتخوين.. والأغرب من ذلك مراهنة بعض السياسيين السذج عليه لأسباب واهية وغير موضوعية، مع أنّه يخالف وجهات نظر وسائل إعلام عربية وأمريكية وأوروبية مرموقة تشيد على الدوام بإيجابيات كيان اقليم كوردستان وجدارته وقدراته ومواقفه السياسية والدستورية وممارسته الديمقراطية المنهجية وخططه المتوافقة مع إستراتيجيات الدفاع عن حقوق الكورد وكوردستان والحفاظ على المكتسبات الواضحة على أرض الواقع وتحقيق المزيد من المنجزات في أجواء مليئة بالتسامح والوئام.

وأخير نقول لكاتب التقرير المنشور في فورين بوليسي وللمواقع التي نشرت ترجمته وللطفيلي والإنتهازي لذي نشره على حسابه الخاص :

صحيح أن كياننا يمرّ بأوضاع بالغة الدقّة، ويواجه التحديات، ويتعرض لمؤامرات وشرور الذئاب الكاسرة التي تتحين الفرص لتنقلب علىه وعلى شعبنا ووطننا. ولكن عليكم ان تعرفوا إن هذا الكيان، خط أحمر لا يمكن تجاوزه لأنه ثمرة نضال طويل رسم طريقنا نحو التحرر بأنهار من الدماء والدموع، وأنقذنا من ظلم وجور النظام البعثي، وضمن لنا حقوقنا القومية المشروعة والحياة الحرة الشريفة والكريمة. وأثبت للعالم كله، كيف تدار الأزمات العسكرية والأمنية (في عهد داعش)، والإقتصادية والمالية (في عهدي المالكي والعبادي)، والصحية خلال إنتشار كورونا، بالحكمة والعلم والاخلاص وبإتخاذه العديد من التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية، وإصدار الكثير من القرارات المسؤولة. وإنه فاق في فن إدارة الأزمات وعبورها، وفقا لخطط مدروسة بدقة ومهنية، على دول كثيرة. ودون أدنى قدر من الشك، وبقرارات منطقية نابعة من قوة العقل والحكمة، إستطاع أن يكون إنموذجاً لقصة النجاح والإنتصار والأمان والتعايش والتسامح والإستقرار، ونقطة للإزدهار في منطقة مليئة بالعنف والإضطرابات والأزمات.

أحدث المقالات