في الثالث من شهر شباط و بهامات مرفوعة تقف الجماهير الكلدوآشورية السريانية الصادقة بمعية الرفاق المؤمنين في كيان أبناء النهرين ليس فقط لأحياء الذكرىالتاسعة والعشرون لشهداء الضمير ( يوسف توما , يوبرت بنيامين , يوخنا أيشو) بل للوقوف على معان ودلالات تتجسد فيهم المفاهيم والفلسفات تلك التي أطروها في فكر ونهج علمي وموضوعي متكامل وبشكل يتلائم والواقع السياسي والأجتماعي المعاش لأبناء شعبنا على الصعيدين القومي والوطني , ذلك الفكر الطليعيالمتحصن بثوابته القومية الرصينة الذي كان قد عمده الرفاق ( يوسف , يوبرت , يوخنا ) بدمائهم الزكية في 3 – شباط – 1985يوم وطأت رؤوس المجرمينأقدام الخالدين الذين علت رؤوسهم أعواد مشانق الفاشستبالأنطلاق من مصلحة عموم أبناء شعبنا الوفي وحريته وقضاياه السامية من جهة ,اما من الجهة الأخرى حيث كان تسلقهمأعمدة الشموخ ونيلهمتاج التحديمثالا للصلابة وتعبيرا صادقا لترجمة وترسيخمبدأ الأستقلالية وحرية القراركي يكونا نهجاوظلا ملاصقا لكل الأعضاء السائرين على هذا الفكر النير الذي هو سلاح قضايانا المصيرية في مدرسة الصمودوالوفاء ( يوبرت , يوسف , يوخنا ) الذين دخلوا سجون العفالقة مناضلين وخرجوا منها شهداءا خالدين , لذا فكان واجبالذين حملوا راية النضال من بعدهم حماية تلك الممارسة الثوريةوذلك الفكروالعمل بجدية من أجل تطويرهورفده بدماء نزيهة لها امكانية الأقدام على أتخاذ القرار الجريء وأعتماد الموقف الصائب الذي بالنتيجة كان سيعزز ثقة الجماهير ويرفع من معنوياتها كما فعل أوفياء العهد , لكن ما أثبتته التجارب الميدانية والتنظيمية كان العكس تماما لتمضي السنين والخط البياني لزوعا وشديد الأسفسائر صوب الهاوية والسبب لعدم توفر الأيمان الصادق ولا القناعة التامة بعنفوان الأوفياء الميامين ( فكرا ونهجاومبدأ ) الذي تنصل منهأولئك المنتفعون المتربعون على عرش الحركة كونه كان اسمى وأرفع وأطهر من نضالهم الذي تهاوى مهزوما أمامالمصالح والمنافع الشخصية على حساب مبدأ نكران الذات وأيدلوجية الفكر الثوري والنظرة التطويريةومصلحة الجماهير العليا, وهنا عزيزي القارئ سوف أقتبس جملة من العبارات الجميلة المأخوذة من كراس ( من فكر الحركة ) التي كانت تنشر من على صفحات جريدة بهرا لسان حال زوعا في المناطق الجبلية بشمال العراق سنوات الثمانينات من القرن الماضي والتي كانت تليق بمقام الخالدين من شهداء الحركة الديمقراطية الآشورية كي يتبين للقارئ الكريم وللجماهير الأبية شتان بين أقوال الأمس وأفعال اليوم لربما قدتصحوا تلك الضمائر الميتة وتتزلزل مشاعرها وتعود ألى وعيها وتخرج من عتمةالتذمر والأقصاء وحالة التعنت والأزدواجية, فمنها :
( أن الشهيد البطل يوسف توما هرمز هو ذلك الأنسان الآشوري الصلب الذي أحب شعبه ولم يهاون الحكام الفاشست ولم يكن يوما من المستسلمين الخاضعين … أنتهى الأقتباس .) السؤال هو أين قيادة زوعا اليوم من قيادة زوعا الأمس ؟
( قد أدرك الشهيد يوسف بأن نضالات الشعوب قد تنتكس أحيانا بفعل هذا السبب أو ذاك لكن جذوة النضال عند الشعوب الحية كشعبنا الآشوري لن تنطفئ مهما توالت عليه المؤامرات وأن البعض سيتحول عاجلا أم آجلا ألى شعلة وهاجة تنير الدرب للمناضلين … أنتهى الأقتباس ) أن جذوة النضال تلك نراها اليوم تتجلى في كيان أبناء النهرين صاحب قائمة أبناء النهرين 125الذي حمل على عاتقه مسؤولية تخليص أبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني من تلك الأنتكاسة التي جلبها سماسرة القضية وتجارها .
( عرف الرفيق الخالد يوسف توما بصلابة المبدأ وحبه العميق لقضايا الشعب وألتصق ألتصاقا صميميا مع معاناة شعبه حيث لم يبخل بجزء بسيط من طاقته ألا وأن وهبها قربانا من أجل الحرية والحياة الكريمة , لقد دخل الشهيد السجون البعثية مناضلا وخرج منها شهيدا خالدا , حيث لم تتمكن جميع وسائل التعذيب الجسدي والنفسي أن تحيده عن الدرب وأبى أن ينحني أمامهم فكان الشعلة التي أرتفعت فوق ظلام الفاشية .. أنتهى ) السؤال , لماذا التراجع عن كل تلك الخصالوالقيم والمبادئ من لدن المتربعين على عرش زوعا اليوم ؟ لماذا تنكرت قيادة زوعا لكل تلك المواقف التي كانت الميلاد الحقيقي للمبادئ الثورية ؟
( أذا كان الشهيد يوبرت بنيامن شليمون صريع الغدر والخيانة وتم تسليمه للسلطة الفاشية بأدي الخونة في 13 – تموز – 1984 ) فبماذا تعللون أنتم اليوم غدركم لرفاق الدرب!!!! وتنكركم لأسسالنضال الحقيقي والمتاجرة بنهج وأستقلالية القرارعلى حساب المفاهيم الضيقة , ألم تنصب هذه في خانة الغدر والخيانة ؟
( عندما تكون الضرورة حاجة نضالية من أجل الحقوق القومية لشعبنا الآشوري يظهر الشهيد يوبرت مقداما لا يعرف التهاون حاملا تعب النضال على أكتافه بجرأة فائقة وأيمانا لا يلين وعقيدة لا تتزحزح .. أنتهى ) ندائي هو ألى أصدقاء الشهيد الذين عرفوه وعن كثب واصفين أياه بهذه الكلمات التي تقشعر من بلاغتها الأبدان قائلا لهم لماذ تنصلتم من تلك الضرورة ؟وهل تعتقدون بأن الحاجة النضالية من أجل الحقوق القومية قد أنتفت ؟ وأن يوبرت ويوسف ويوخنا قد صاروا في خبر كان ؟ لا وألف لا .. دمائهم لم تجف وفكرهم لم يزل قائما ولهم المئات من الرفاق السائرين على درب الحرية لا يعرفون التهاون وها هم اليوم رفاقهم في كيان أبناء النهرين يجسدونحاملين ما حمله الشهيد يوبرت من تعب النضال على أكتافهم بجرأة وأيمان وعقيدة لا تتزحزح ذلك الذي عجز عن حمله الآخرون ( المتخاذلون ) ..
( لقد كان الشهيد يوخنا أيشو ججو ) البديل الذي حمل راية الحرية وبذلك استحق وساما نضاليا تلألأ وسط زخمة الصراعات من أجل خدمة قضية شعبنا الآشوري الأبي … أنتهى ) ألى الشهيد يوخنا ( كني ) مع الأسف الشديد بأن رفاقك اليوم الذين حملت راية الحرية بأقدام وشجاعة عوضا عنهم وسط كل تلك الصراعات لقد خانوك وخذلوك وقايضوا راية الحرية تلك براية العبودية ونالوا من وقاركم الذي لم يجرأ الفاشست على النيل منه ..
الأعزاء الكرام :
أكتفي بهذا القدر منتهزا هذه المناسبة الجليلة الذكرى التاسعة والعشرون على أستشهاد الخالدون ( يوسف , يوبرت , يوخنا ) التي تصادف الثالث من شهر شباط موجهاندائيألىالمتعاطفين المستمرين في تنظيم وبكل مرارة أقولها اضحى ( ماركة تجارية ) لا أكثر لذا فنصيحتي لهابأن تراجع تفكيرها وأن تحتكم ألى العقل والمنطق بعيدا عن العاطفة وترى بأم أعينها حالة التشرذم داخل ذلك التنظيم ( زوعا ) الذي صير منه أسما بلا جسد بعد أن سلخت منه خصائصه الثورية كما وكتب على قراراته ومواقفه ومبادئهوألتزاماته السلام مبتعدا عن ثوابته القومية وخطه السياسي موظفا ما تبقى منه في أشباع غرائز المنتفعين وما أدعئاتهم بالسير على خطى الخالدين تبين بأنها لم تكن سوى سلعة في سوق الأعلام القومي , آملا منكم بأن لا تخونكم ذاكرتكم والثوابت السامية التي لأجلها سجلتم اسمائكم في سفر النضال القومي الحقيقي وتعودوا الى رشدكم ولا تقبلوا على أنفسكم بأن تكونوا أداة أو سوطا بيد جلادي قضيتنا من الذينأحالوا زوعا ألى تنظيم منحاز وطبقي بعد أن كان أمل الجماهير الكلدوآشورية السريانية , ولهم ايضا كامل الاستعداد للتضحية بكم وبنضالكم كما فعل برفاق الدربالمخلصين الذين كنتم وأياهم وألى وقت قريب تخوضون غمار النضال بروح رفاقية من الذين يقتحمون المعركة السياسية اليوم بسلاح الميامين ( يوسف , يوبرت يوخنا ) الفكري والبطوليوهم خير تجسيد لذلك الفكر النير وتلك المدرسة التي أنبثقت من جديد في كيان أسمه ( كيان أبناء النهرين ) …كما وأنتهز هذه المناسبة العظيمة مهنئا الهيئة القيادية للكيان ومجلسه السياسي وكل ما أنبثق في أجتماعهم الناجح المنعقد في قاعة المركز الثقافي الآشوري بمحافظة دهوك بتاريخ 24 – كانون الثاني – 2014 ومن خلالهم ألى جماهير شعبنا الكلدوآشوري السرياني الأبي أينما تواجد بهذا المنجز الكبير الذي يعتبر خطوة جريئة لكبح جماح المتلاعبين بمقدرات هذه الأمة ومشاعرها …
ختاما , أنها مرحلة نهوض جديدة لهذا الشعب عبر كيان أبناء النهرين الذي بولادته أجهض المخططات الرامية ألى شل العمل السياسي لذلك الشعب , وبهذا الصدد اقتبس لكم ما كان قد تطرق أليه الشهيد يوسف توما مخاطبا تلك الطليعة المثقفة لأبناء شعبنا حيث قال : ( أن الخطوات السلبية التي تعرقل نمو العمل السياسي وتنعكس بذلك على مسيرة الأمة هي مفاهيم عشائرية حيث تشكل تكتلات صغيرة أساسها منبثق من الواقع المرير . ولكن الجماهير ستعزلها بشكل أو بآخر وستبقى بعيدة كل البعد عنها , لأنها لا تمثل أرادتها . ومن هذا المنطلق والواقع ندرك واقعيتها لهذه الظروف التي تمر بها الأمة وفي الوقت ذاته نرشد ألى مدى خطورة التكتلات … أنتهى الأقتباس ) ..
المجد لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجلنا كي نحيى
الخزي والعار للذين أحتسوا نخب الدولار دماء الأوفياء في كؤوس من ذهب
كل التوفيق لكيان أبناء النهرين السياسي السائرون على هدى فكر الخالدين
ولشعبنا الكلدوآشوري السرياني التقدم والأزدهار