17 نوفمبر، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

كونوا على قدر أصواتنا

كونوا على قدر أصواتنا

يتطلب البرنامج الإصلاحي الحكومي في عراقنا اليوم، جملة من الإجراءات الحازمة، بسبب السياسات الإقتصادية الخاطئة، التي تفاقمت خلال فترة حكومات الفشل والفساد، لكن ما يميز المرحلة الراهنة، أن الأعداء يكمنون لنا، بكل أسلحتهم الظاهرة والباطنة، والأدهى من هذا، أنهم يستعملون دمى سياسية، تمارس ألاعيبها الخبيثة داخل الحكومة، لتكون قوة دافعة، بإتجاه تحطيم البنية السياسية والإقتصادية للعراق.
تجربة جديدة يمر بها البلد، ويراد لها السبات وعدم النهوض مطلقاً، لذا تجد الساسة القرقوزية، يخلقون العوائق والمعوقات، ليقف الشعب تائهاً لا يعرف حقيقة ما يجري من مصائب، ولكن هيهات أن ينالوا ذلك، خاصة بعد أن تبين لنا، الخيط الابيض من الأسود!
مما لا يحتاج الى التأكيد والتبليغ، بأن العراق حاله كحال العالم، يعاني أزمة إقتصادية مفتعلة، والإصلاحات ما تزال في طريق السير السلحفاتي، والسبب واضح لجميع المواطنين، هو تصادم الكتل والأحزاب السياسية فيما بينها، لتمرير ما ينفعها، والتباطؤ عما ينفع العراقيين، لأن الحكومة في واد، والشعب في واد أخر، وهذا ما لا ترتضيه المرجعية، والجماهير اللتين أعطت تفويضهما في حينها، الى السيد حيدر العبادي، للنهوض بواقع العراق، ويغلق الطريق على ملفات الفساد والفاسدين، وبالشكل الذي يجعل من الإصلاحات طريقاً، نحو القضاء على الإرهاب والفساد في الوقت نفسه، لكن لا حياة لمن تنادي.
المطلوب من رئيس الوزراء القادم، هو وضع الخطط المدروسة، من قبل كوادر مخصصة، مبنية على دراسات عميقة، للواقع السياسي والإقتصادي، وجميع المجالات الأخرى، بعيداً عن الإرتجال، والمحسوبية، والمنسوبية، والإعتماد على القدرات الكفوءة، وهي بالتأكيد المفتاح الأمثل، لتحقيق النجاح الباهر في عمل الحكومة، أما إذا حضرت الإشكاليات السياسية، والسلبيات المتراكمة السابقة في كل محنة، فلن يتقدم العراق خطوة واحدة، ولن تتم معالجة مسارات العملية السياسية، لأن العراق سيعاني تجربتي التشظي والإنشطار، على رأي بعض من الساسة المأزومين.
إن إيجاد الأرضية السليمة، لبناء العملية السياسية والإقتصادية في عراقنا، لا يمكن أن يتسبب في تحويل العراق، الى ثلاث إمارات متناحرة متفرقة، (سنية، وشيعية، وكردية) والتي تخدم العدو، وتعطل عملية الإصلاح، خاصة وأنها تصب في جوهرها، مسألة تقديم الخدمات للشعب، الذي كان فرحاً جداً بالإصلاحات، فصدمته إجراءاتها البطيئة، بل واغلبها ظلت في مكانها تراوح.
للساسة دور كبير في هذه المأساة، لأنهم لا يملكون من عراقيتهم سوى اللغة، فباتوا يغطون على فشلهم المتكرر، وتصورهم بأن المواطن ساذج، يصدق كل ما يقال، وعليه وجب العمل يداً بيد، ليصعد الكلم الطيب إلينا، ونقرأ خلاصة المنافع والحقوق للشعب، لأن المشروع مع الشعب هو المستمر، حيث أن كل خطوة إصلاحية تبدأ مع الجماهير، حتماً ستكلل بالنجاح، لأن الشعوب هي الباقية، والطغاة هم الماضون.
ختاماً: دعوة الى البرلمان الجديد: كونوا على قدر أصواتنا، ولا تجعلوا الشعب العراقي، مجرد إمارات سياسية للحكم، والمكاسب، والمصالح، والتقاتل فيما بينكم، بل كونوا دعاة حق، رغم أن نصفكم لا نعرف لمن ولائه الحقيقي حتى الآن.

أحدث المقالات