يبدو أنّ بوصلة الاستجوابات لرموز الفساد والنهب المنظم للمال العام بقيادة جبهة الإصلاح الوطني والتي نجحت حتى الآن في إقالة أثنين من الوزراء الفاسدين , تتجه الآن نحو رمز آخر من رموز الفساد والضياع والتشّرذم , فقد أعلن عضو جبهة الإصلاح الوطني النائب الكردي عادل نوري , إنه قد جمع 56 توقيعا لاستجواب وزير الخارجية إبراهيم الجعفري , ويقول النائب عادل نوري ( أنّ الاستجواب سيكون حول الإخفاقات في المستوى الدبلوماسي والإداري والمالي , مشيرا إلى أنّ هنالك فسادا إداريا وهدرا ماليا مستشريا في السفارات العراقية حول العالم , ولفت السيد نوري إلى انتشار المحسوبية والمنسوبية في أروقة وزارة الخارجية ) , ومن الجدير بالذكر أنّ السيد نزار خير الله وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإدارية , كان قد قدّم استقالته في بداية عام 2016 احتجاجا على الفساد الإداري للوزير الجعفري وطاقمه وأغلبه من كادر قناة بلادي الفضائية , بعد قرار الجعفري تعيين العشرات من كوادر تيّار الإصلاح وبدرجات عليا بين مستشار وسكرتير أول , في سابقة خطيرة لم يسبقه لها أحد من وزراء الخارجية , بالرغم من الأزمة المالية التي يعاني منها العراق والعجز الذي يعانيه في تسديد رواتب الموظفين إضافة إلى عدم حاجة وزارة الخارجية إلى تعيينات جديدة .
وسقوط الوزير الجعفري الذي يطلق عليه العراقيون تهكما كونفوشيوس أو المارد المعنوي , بات أمرا واقعا لا محال , ليس فقط بسبب فساده المالي والإداري وانتشار المحسوبية والمنسوبية في وزارته بشكل مقزز ومستفز ويخلو من أي قيم وأخلاق , بل بسبب تدّني الأداء الدبلوماسي العراقي إلى أدنى مستوياته في عهده ومنذ تأسيس الدولة العراقية , حيث سقطت هيبة الدولة العراقية إلى الحضيض في عهد البهلوان كونفوشيوس , والشيء الوحيد الذي نجح فيه هو الثرثرة الفارغة التي تثير سخرية العراقيين وتندّرهم , وسقوط الجعفري هو سقوط لنظام المحاصصات والفساد في العراق , لأن الجعفري هو أحد أهم أركان ومؤسسي هذا النظام الفاسد , بل إنّه أهم رمز من رموز الفساد والطائفية , ورحيل هذا الفاسد سيكون انتصارا ساحقا لجبهة الإصلاح الوطني التي تقود عملية التغيير والتصدّي لرموز الفساد في العراق , كما وأنّه سيفتح الباب على مصراعيه أمام نوّاب الشعب لجرجرة ومحاسبة الفاسدين تحت قبّة مجلس النوّاب العراقي الذي يشهد الآن أول تجربة حقيقية في محاربة الفساد والتصدّي له , نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بيد نوّاب الشعب الأبطال من جبهة الإصلاح الوطني , وأن يمّكنهم من القيام والنهوض بواجبهم الوطني المقدّس في محاربة الفساد والفاسدين , في الختام أقول للجعفري ..
غدرتم بمن لو كان ساعة غدركم بكفيه مفتوق الغرارين قاضب
أذادكم عنه بضربٍ كأنه سهام المنايا كلهن صوائب