18 ديسمبر، 2024 8:07 م

كوميديا قانون الغاب الأمريكي في تعريف(الإرهاب)والكباب الطالباني!

كوميديا قانون الغاب الأمريكي في تعريف(الإرهاب)والكباب الطالباني!

إن مرحلة طالبان انتهت وسوف نعمل على خلق مجتمع أفغاني جديد يتمتع بالحرية والكرامة ,وبجهود جيشنا وحلفائنا والمقاتلين الأفغان الشجعان,ولكن مسؤولياتنا تجاه الشعب الأفغاني لم تنته بعد، نحن نعمل على عهد جديد من حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في ذلك البلد !!؟ جورج بوش الابن .

مهمتنا في أفغانستان لم تكن لبناء أمة أو تشكيل ديمقراطية لكنها كانت لمنع أي هجوم إرهابي على أراضينا !!؟ الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن .

أقل من أحد عشر يومآ بالضبط هي تلك المدة الزمنية التي استغرقها مجاهدين حركة طالبان للسيطرة على معظم الأراضي الأفغانية ودخولهم إلى العاصمة كابل ” 15 آب 2021 ” بدون أي مقاومة تذكر وبوجه جيش جرار أشرفت عليه من حيث العدة والعتاد والتموين والتدريب خلال عشرون عامآ وزارة الدفاع الأمريكية وجمع الأجهزة الأمنية والاستخبارية حيث بلغت تكلفة الإنشاء أكثر من 88 مليار دولار حيث تبخر الجيش الأفغاني مقابل مئات من المسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة , مما اثأر ذهول واندهاش كافة مسؤولين ووزراء والحكومة وبالأخص الرئيس جو بايدن ,والذي بدوره كان يستلم تقارير شبه يومية عن الوضع السياسي الأمني والاستخباري والعسكري ومفاده بان الجيش الأفغاني بالعدة والعديد والعتاد والتجهيزات والمعدات العسكرية المتطورة لسوف يصمد أمام طالبان من ستة أشهر إلى سنة وقد تطول المدة إلى سنوات عديدة أخرى !!؟ منذ أن أعلنت حركة طالبان عزمها على دخول العاصمة وإسقاط الحكومة اشرف غني بهذه السرعة العالية غير المتوقعة !؟.
تداولت الصحف الأمريكية والغربية بشيء من التفصيل بحقيقة القيمة والتكلفة المادية التي تحملتها الخزانة الأميركية خلال الـ20 عاما الماضية إلى مبلغ تريليون دولار، ولكن صحيفة “نيويورك تايمز” تؤكد بدورها بان المبلغ الإجمالي للتكلفة الحقيقية لا يقل عن 2 تريليون دولار !؟ ولكن جامعة براون العريقة والتي تأسست قبل استقلال أمريكا عن بريطانيا كان لها راي تحليليا أكثر تشاؤما حول الكلفة التقريبية للحرب بما لا يقل 2.27 تريليون دولار في حرب خاسرة وغير مجدية ونافعة على المدى الاستراتيجي البعيد خاضتها حكوماتهم الجمهورية والديمقراطية على حد سواء , وتكبده فيها الآلاف الجنود القتلى والجرحى والمعوقين , ومنذ إعلان بدء القتال في السابع من تشرين الأول 2001 وصولا لموعد استكمال الانسحاب رسميا في 31 آب الحالي

والنتيجة النهائية كانت فشل وهزيمة مذلة عسكريا وسياسيآ وخروج غير مشرف مما حدا بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي بطلب عاجل وخلف الأبواب مغلقة وبجلسة سرية شارك فيها أعضاء اللجنة المكونة من 23 عضوا ولم يحصل الأعضاء على إجابات شافية ومقنعة لكل الأسئلة المتعلقة بالفشل ألاستخباراتي الذريع والتخبط والعشوائية غير المفهومة في اتخاذ القرارات العسكرية والأمنية وما تم مشاهدة خلال الأيام والأسابيع الأخيرة من عمر الحكومة الأفغانية الهاربة .
والملفت للنظر والدهشة هي الأريحية السياسية والعسكرية التي أصبحت قيادات حركة طالبان تتحدث فيها مع القيادات السياسية والعسكرية والاستخبارية الأمريكية واعتراضهم الواضح والصريح والتشدد بعدم السماح بأي صورة كانت لتمديد بقاء القوات الأمريكية بعد يوم 31 آب حيث حذر الناطق الرسمي مؤخرآ باسم حركة طالبان خلال مقابلة مع محطة سكاي نيوز التلفزيونية يوم الاثنين 24 آب :” بان الولايات المتحدة وحلفاءها من “عواقب” إذا أرجأت سحب قواتها من أفغانستان المقرر في 31 آب/أغسطس من أجل مواصلة عمليات الإجلاء في كابول” .وقال الناطق باسم طالبان سهيل شاهين بعدما فتح الرئيس الأميركي جو بايدن بضغط من حلفائه الباب أمام احتمال تمديد مهلة سحب القوات الأميركية إلى ما بعد 31 آب/أغسطس “إذا طلبت الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مزيداً من الوقت من أجل مواصلة عمليات الإجلاء، فالجواب هو لا. وإلا ستكون هناك عواقب”.

وأكد بدوره لسوائل الإعلام مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الإدارة الأميركية تتواصل مع حركة طالبان “يومياً عبر القنوات السياسية والأمنية”، مضيفاً: “نتواصل مع طالبان ونتشاور معها حول التسهيلات المقدمة لعملية الإجلاء ” ولكن في اعتقادي بان الإجلاء العسكري والأمريكيين سوف لن ينتهي بالمدة المحددة بعد الانفجار المزدوج الذي حدث اليوم من جهة البوابة الشرقية لمطار كابل لذا سوف تكون هناك محادثات مباشرة بين طالبان والمسؤولين الأمريكان حول تمديد المدة المقررة نهاية آب ,

وعلى حركة طالبان أن تكون أكثر ذكاءآ وحنكة سياسية لكي تحاول الحصول من المسؤولين الأمريكان على تنازلات وضمانات للاعتراف سريعا بالحركة كجهة أساسية لحكم أفغانستان!.
فلم يكن هذا الاتفاق هو سلام حقيقي بين حركة طالبان والحكومة الأمريكية ,ولأكن استسلام وهزيمة مذلة أستراتجيآ وسياسيآ وعسكريآ وأمنيآ للتخلص من كابوس مقبرة الإمبراطوريات الغازية , فلن يموت الجندي الأفغاني من اجل قادة ومسوؤلين سياسيين وعسكريين فاسدين لذا فضل الهروب وترك سلاحه على أن يوجه مصير الموت !؟

وبما أن مسألة الإرهاب متعددة الجوانب ومتشعبة الأبعاد , ولذا تستوجب من المجتمع الدولي بأن يكون هناك جهدآ مشتركآ لمعالجتها وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة !؟ ولابد من أن يشمل ذلك كل أعمال العنف سواء ارتكبها الأفراد أو الدول مما يتعارض والقانون الدولي مثل الاحتلال الاستعماري والاستيطاني والاستخدام المنفرد للقوة والعدوان والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وتدريب المجموعات المسلحة وتمويلها وتسليحها بهدف زعزعة أمن الدول المستقلة , وإثارة النزعات الانفصالية والنزاعات العرقية والطائفية والدينية في مجتمعات هذه الدول !؟ وممارسة القهر والحصار الاقتصادي والثقافي والسياسي والاضطهاد الديني !؟

واستخدام الأسلحة المحرمة دوليآ , وممارسة سياسة التجويع ضد الشعوب وحرمان بعض الدول من حقها في التقدم العلمي والتقني والثقافي والتنمية الاقتصادية والبشرية والتهديد ودفع الرشاوى لشراء مواقف ذمم بعض الأنظمة السياسية ضد دول أخرى !؟ وبالنتيجة الحتمية فإن كل تصرف غير مألوف وخارج سياق وأسس وأنظمة القانون الدولي مثل ما هو مدون في ميثاق الأمم المتحدة هو إرهاب سواء قام به فرد أو جماعة أو منظمة أو دولة !.
لنأخذ على سبيل المثال حاليآ موقفين صريحين ويحدث حاليآ على أرض الواقع ولنكشف للرأي العام مدى ما وصلت إليه الازدواجية الدولية غير الأخلاقية في تعريف مفهوم “الإرهاب” لدى أعضاء ما يسمى بـ (مجلس الأمن الدولي) وغالبيتهم من الدول الاستعمارية الصريحة بالمفهوم والدلالة … وفي هذين الموقفين من ما يحدث من مجازر وإرهاب صريح لا لبس فيه ضد المجتمعات الدينية المضطهدة والأقليات العرقية .
من الجانب المقابل المظلم هناك ما يحدث في ميانمار وتحديدآ في ولاية راخين ضد إقلية الروهينغا المسلمة , ولكن كل ذنبهم بأنهم مسلمين فقط لا غير ,من مجازر صريحة وواضحة وممنهجة وبدعم حكومي عسكرية واضح وصريح , وما يتخللها يوميآ من عمليات قمع وتعذيب وإعدامات جماعية للنساء والأطفال والشيوخ والعجزة وحتى النساء الحوامل ببقر بطونهن وإخراج جنينها وإعدامه وعمليات الاغتصاب الجماعية وإحراق البيوت على ساكنيها !؟ تحت أعين المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي ,والتي وقفت بدورها صامتة وخجولة في إدانة مثل تلك الإعمال الإرهابية الواضحة والصريحة إلا من استنكار باهت وخجول من هناك وهناك صوته لا يكاد يسمع !!؟

والتي فاقت هذه الجرائم والمجازر ما فعله تنظيم داعش المخابراتي خلال السنوات الماضية جميعها ! لان العصابة الاستعمارية في مجلس الأمن لا ترى بان تقوم بأي عمل عسكري حتى , ولو إدانة بسيطة لما يجري من مجازر بحق هذه الأقلية المسلمة ولأنها وببساطة شديدة ليس لها أي مصلحة استعمارية أو اقتصادية أو حتى سياسية في هذه المنطقة ,ولو على فرض أن أرضهم غنية باحتياطيات النفط والغاز والمعادن الأخرى لرأينا كيف تتهافت هذه العصابة الاستعمارية فيما بينها على أن تتدخل عسكريآ وبالقوة وحتى يصل أن تدعم استقلال هؤلاء الأقلية موطنهم الأصلي !!؟

وكذلك ما يحدث لأقلية الايغور المسلمة الصينية في معسكرات الاعتقال ! هذه هي حقيقة الازدواجية والمعايير غير الأخلاقية التي تنتهجها عصابة الدول الاستعمارية في تعريف مفهوم “الإرهاب” ليتحول بعدها هذا المفهوم إلى لغة كوميدية سينمائية ساخرة على أوجاع الأخريين !!؟.
هل سوف يتغير مفهوم وتعريف الإرهاب من قبل الحكومة الأمريكية بعد المحادثات الجارية والغزل والغرام والتنسيق حاليآ وجهآ لوجه بين مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز والرجل الثاني في حركة طالبان عبد الغني برادر , والتي يتخللاها بين الاجتماعات استراحات على طاولة الولائم والتأثير المباشر للكباب الأفغاني المشهور عربيا وعالميا , ومثلما الإرهاب لا دين له فالكباب الأفغاني الذي يأتي من عبق التاريخ له فعل السحر على عقول وبطون المسؤولين الأمريكان !.

[email protected]