امتعض سائق التاكسي من حرارة الجو وربطها بالحكومة التي لم تنهي مشكلة الكهرباء فغنى موال الفساد اليومي وطفق يشتم الكل .. ثم سأل الراكب الجالس بجانبه :
متى تتغير احوالنا ؟
اجابه الراكب :
عندما يتغير الانسان العراقي نفسه .
لم يعجبه الرد فهو يريد من المؤجر ان يؤازره في السب واللعن لكل سياسي وبرلماني واداري في هذا البلد .
صاح :
لاعلاقة للمواطن بالامر . المشكلة بالسياسيين لايوجد بينهم شخص واحد غير فاسد.
سأله هذا :
الايوجد بعض الشرفاء في نظرك ؟
وماذا يفعل الشرفاء ان وجدوا ؟
على الاقل يقاومون الفاسدين .
صاح السائق منفعلا :
من يستطيع ان يفعل هذا والاحزاب هي التي تتحكم بقرارات اعضائها ؟
قال الراكب :
اذا منعتهم احزابهم فليعلنوا استقالتهم من مناصبهم ويتركوا الفاسدين بارزين امام انظار الشعب .
وكمن لسعته جمرة مفاجئة صرخ السائق :
اشلون ؟ يعني اذا كنت انا وزيرا او عضوا او مديرا عاما وطلب الحزب مني ان افعل مايريد ، فهل اعصي امره واعلن استقالتي ؟
رد الراكب :
اليس من الافضل لك هذا لكي تحافظ على سمعتك ؟
هتف السائق مستنكرا :
أي كلام هذا ؟ هل تريدني ان اضحي برزقي ورزق اطفالي واستقيل ؟ لاعمي هاي اشلون اتصير .
صمت الراكب وترك ابتسامته تتكلم بالنيابة عنه . وفي سره همس للسائق الساخط :
اذن .. سوق وانجب ياعزيزي .