23 ديسمبر، 2024 12:17 ص

كوميديا الوزارات ..!!!

كوميديا الوزارات ..!!!

لا علاقةَ بينَ ” العنوانِ ” هنا وبينَ ” الكوميديا الألهية ” لدانتي , وكُلُّ كوميديا سياسية قد تتداخل مع غيرها لكنها تتباين ايضاً في ” اللون والنكهة والرائحة ” , ولعلَّ موضوعنا اقرب الى ال TRAGICOMIC – التراجيديا الكوميدية او ما نصطلحُ عليه مجازاً بِ ” المضحك – المبكي ” ولعلّنا في العراق نضيفُ لها كلمة ” المؤذي ” .!
لقد افترضنا وتصوّرنا ” وربما بعضنا فقط ” أنّ الوضعَ الوزاري سوف يتغيّر بعد رحيلِ او ترحيلِ المالكي , وعلى الرغم من أنّ العبادي منهمك بالتجاذبات الدولية والأقليمية حول داعش وانه لا يزال في اوّل الطريق , وإنَّ موضوع الوزارات في العراق هو اكبر بكثيرٍ ممّا يفكّرُ به ايَّ رئيسِ وزراءٍ كائنَ مَنْ كان .!
لايمكننا هنا بالطبع مناقشة وضع كلّ وزارةٍ على انفراد , فلا مساحةُ النشر بكافية ولا عاملُ الوقتِ يساعد .. هنالكَ بعض الوزارات تثيرُ جدلاً في وجودها اصلاً دون أن يعني إنعدام الجدلِ حولَ غيرها , فلماذا ” مثلاً ” لاتزال حيّةً تُرزق .! فأيّ ثقافةٍ تقدّمها وزارة الثقافة .؟ اليسَ لدينا ثقافة العنف والخطف .! اليست وزارة الإعلام التي حلّوها هي التي تروّجُ للثقافة , هل استطاعت وزارة القافةِ هذه تغيير صورة العراق والعراقيين خارج العراق .؟ هل انها ترعى الشِعرَ والأدب ؟ والعراقيون من اكثر العربِ نظماً وكتابةً للشعر , و لدينا ” اتحادُ الأدباء والكتّاب العراقيين ” – والذي يسيطر على ادارته الشيوعيون – , ثمّ , وفي ميدانِ الفن فاْنّ الجموع الغفيرة من موظّفي دائرة المسرح الوطني يتقاضون رواتبهم من ” التمويل الذاتي ” وبعد 11 عاماً من الأحتلال .! ووزارة الثقافة هذه يعاني الكثير الكثير من موظفي دوائرها من اختلافٍ وتباينٍ في رواتبهم ” والأقلّ سنواتٍ في الخدمةِ منهم يتقاضى راتباً اعلى ممّن سنواته اكثر .! , وبالتالي فأنّ هذه الوزارة ليس بوسعها ادارة نفسها فكيف تدير الثقافة المعدومة .! ومَنْ يطّلع على مجملِ معضلاتِ وامراضِ هذه الوزارة فلعلّهُ سيكره الثقافةَ بعينها , وسنترك الثقافةَ ” هنا ” مع الذين لا يمتلكون الثقافة …
ثمّ ايضا , فلماذا ومئةَ لماذا ولماذا ما برحتْ بنايتا وزارتَي الصناعةِ والزراعةِ شامختينِ لغاية الآن .؟ بدلاً من تحويلهما لمراكزٍ لأيواء النازحين .!! لقد قصدنا وتقصّدنا الإشارةَ الى هاتين الوزارتين لأنّ العراق يستوردُ من دولةٍ مجاورة .! فماذا تبقّى من صناعتنا وزراعتنا .؟
واذ تطرّقنا الى حالتي واندماجهما وامتزاجهما في العرض المسرحي لوزاراتٍ عراقية , فعند الحديثِ عن كلتا وزارتي الدفاع والداخلية فلابدَّ لابدّ منَ الأصطدامِ بعناصر في عرضِ التعرّضِ للحديثِ عن هاتينِ الوزارتينِ ويضافُ لهما عنصرُ ال RIDICULE – المسخرةِ , ايضاً , فالبلدُ برمّتهِ وبكافةِ اجهزتهِ في حالةِ حرب مع داعش والأرهاب وفي جَبَهاتِ قتالٍ متعددة ومتباعدة , لكنّ تنصيبَ وتعيينَ الوزيرينِ لهذه الوزارتينِ لا يمكن ان يكون إلاّ لأسماءِ اشخاصٍ محددة .! وكأنَّ الوزارتين مُفَصّله على قياساتهم .! او تبقى القوّاتِ من دون قائد .! , ومن قبلِ ان تظهرَ داعش وتحتل وتُدمّر وتُحاصر , فما الدور الذي لعبتهُ وزارتي الداخليةِ والدفاع أمامَ التناسب الطردي للعنف والأرهاب الذي يعمّ البلد , وكم من مرّةٍ ازكمَتْ رائحةُ الفسادِ المالي الأنوف ” عبر الإعلام ” ممّا يجري داخلَ اروقةِ هاتين الوزارتين .! , وهل الوزيرين القادمَينِ سيكونانِ من الملائكةِ التي ستتطهّرُ اجهزةَ ودوائرَ وقادة وضبّاط الداخلية والدفاع جرّاءَ اشعاعاتهما البيضاء الناصعة …!