23 ديسمبر، 2024 7:45 ص

كوليرا في زمن الكوليرا iii

كوليرا في زمن الكوليرا iii

ملعون هذا الفايروس المتوطن في العراق منذ بدايات القرن الماضي فهو يأتي من فترة لأخرى كزائر غير مرغوب به ليفتك بالكثير من ضحاياه ؛ لكن (ابو زوعه)هذا كما يسميه أهلنا في الجنوب زارنا هذه المرّه في زمن تسيطر فيها أعراضه من اسهال وغثيان وقىء على كل مفاصل الحياة في العراق ؛ فموارد الخزينه العراقيه مصابه باسهال شديد نتيجة عمليات السرقه والاختلاس وتهريب النفط و(القوموسيونات)الشرعيه جداً والصفقات الوهميه والتعاملات المشبوهه الأخرى ناهيك عن سوء الأدارة للجهاز الحكومي حتى أصبحت الموازنات المالية الأنفجارية سبباً في انفجارجيوب وأرصدة الكثير من القائمين على الأمور فلم نرى بنياناً إرتفع ولانزيفاً إنقطع ولاسارقاً إمتنع ولا مواطناً تجاوز خط الفقر فانتفع سوى أصحاب الأيادي الطويلة والضمائر العليلة والنفوس الذليلة ، ولم تَعُدْ حبوب ال(introstop) التي تصفها وزارة آل حمود عفواً وزارة الصحة كافية للسيطره على هذا النوع من الأسهال ويبدو ان هذه الحبوب مصنوعة من مقالع الجص حالها حال إصلاحات العبادي و البرلمان التي تتم صناعتها في دهاليز الفساد المظلمة ومطابخ الأتفاقيات المشبوهة حيث إنها باتت للأستهلاك الأعلامي وذر الرماد في العيون ومحاولة لأمتصاص النقمة الشعبية فقط لاغير ولم تعد كونها الّا تقشفيّة يتحمل الشعب فيها دفع فاتورة سرقات ونهب وسلب السياسيين وكبار المسؤولين للمال العام ، امّا الحياة العامه للبلاد فأنها تعاني من غثيان سياسي متمثلا بالشد و الجذب والتنافرات والمهاترات التي وصلت حد التشابك بالأيدي والضرب بالأحذية في كافتريا برلماننا المهيوب وكأنهم في احدى المقاهي الشعبية التي يرتادها الحشاشون والسراق والنشالون حتى باتت جلسات البرلمان مهزلة من مهازل الديمقراطية في العالم ومحل تندر الشارع العراقي حيث التصريحات النارية والمناوشات الكلامية الفارغة والتصويت على قوانين مثيرة للضحك والسخرية كقانون الضوضاء ومنع المواقع الأباحية بينما يعيش أبناء المسؤولين في الدول التي أسست تلك المواقع وقانون الزيتون وتسعير الشلغم والكرفس iii ، وحكومة عرجاء عوجاء يملأ كراسيها شعيط ومعيط ممن ليس لهم خبرة ولا إختصاص يتناسب مع اختصاص الوزارة التي إشتراها بفلوسه ومن جيبه الخاص حسبما يقولون هم في مجالسهم الخاصة كصاحب نظرية الحكومة الملائكية الكونفوشستية ــ دام ظلّه الوارف ــ ومؤسس نظرية اطفاء الكيزر في الصيف ـــ قُدّس سرّه ـــ والعلّامة مكتشف تصدير الكهرباء و إستيراد النفط ــ رفع الله كعْبهُ العالي ــ ومخترع الفكرة الجهنمية لدفع الطلّاب لأجور تكاليف امتحانتهم ـــ طيّب الله أنفاسه ـــ وغيرهم من فطاحل العلماء والأدهى والأمّر انهم جعلوا من وزاراتهم اقطاعيات عائلية وحزبية فصارت الحكومة ـــ هاي إلي وهاي لأبن عمّي وهاي لو يجي العبّاس ما أنطيها ـــ وصار مثل البرلمان والحكومه مثل أعمى يقود ضريراً ، وثالث أعراض هذا الفايروس انما هو القيء الأعلامي متمثلاً بالأذاعات والفضائيات والصحف التي يمتلكها و يقف على رأس اداراتها ويحدد سياساتها إمعات لا يعرفون أبجديات الصحافة والتي لم تتّقِ الله في دماء العراقيين ولم ترعوي لحد الآن عن دأبها على تدمير العراق مدعومة بأموال خارجية سحتاً حراماً لتنفيذ مآرب أجندات المخابرات الأقليمية والدولية واختلاق كل مامِن شأنه عرقلة إستقرار العراق وتمزيق أوصاله سادرة في غيّها لأذكاء نار الفتنه ممارسة دورحمالة الحطب …. وعذراً فلقد فاتني أن أذكر بعض وزراء الحكومة الفلتة من أمثال وزير ـــ كُلشي وكلاشي ـــ و الآخر مؤلف كتاب ــ اليد القويّة في مصرف الزويّة ــ و ثالثهم الرشيق الذي لا زال لا يعرف الدرهم من الدينار وأخيراً وليس آخراً ذاك الذي سَلّموه وزارة الشخابيط آسف التخطيط لكونه يفضل لبس القميص المخطط وليس لشهادته أو كفاءته ونأسف لمن أهملنا ذكرهم لأنّهم لا يستحقون الذِكْرولله في حكومتنا وبرلماننا وسياسيينا الأشاوس شؤون