انتهت القمة العربية في عمان قبل أيام واستبشر العرب خيرا في عودة قضية الشعب الفلسطيني وفلسطين المغتصبة لتكون قضية العرب المركزية وحمى وطيس العروبة في نبذ كل مايمت للصهاينة بصلة وكل يهتف باحقية الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته وسمعنا جعجعة كالعادة لكن لم نرى نارا .. ايران تنسجم مع العرب في تصنيف إسرائيل عدوها الاول وتهدد بحرق دولتهم اللقيطة ..
التصق العراقيون منذ احتلال فلسطين في العام ١٩٤٨ وإعلان دولة إسرائيل بمبادئ العروبة والإسلام والنظر الى الصهاينة كأعداء وكم من مرة ينسحب الوفد العراقي بسبب رفع علم إسرائيل في المحفل المدعو اليه او في دورات الألعاب ولم يصادف ان التقى أي مسؤول عراقي بيهودي بل يعتبر ذلك من الكبائر فنحن دولة الممانعة وبابها الحديدي ورجالنا رجال مبادئ لا يهادنوا وحشدنا يصدع رؤوسنا بالتحرير والقدس طريقنا والقائم المنتظر!
امس في الثالث من نيسان ٢٠١٧ كان يوما تأريخيا فريدا فقد جلس كوشنير صهر الرئيس ترامب مقابل لرئيس اركان جيشنا المقدام في وفد الولايات المتحدة الامريكية الذي زار وزارة الدفاع واستقبل الأخير بكل حفاوة وكانت الابتسامات تنهل عليه من كل صوب فتارة من امين السر وتارة من رئيس الأركان وتارة من معالي الوزير فمن ياترى كوشنير هذا ؟ ومالذي يفعله مدني في وفد عسكري يزور وزارة عسكرية ؟ انه اول يهودي يقتحم أبواب وزارة الدفاع العراقية في التاريخ !
كلنا نتذكر زيارة نتنياهو الأخيرة الى أمريكا ولقاءه بالرئيس ترامب ! وكلنا نتذكر كلمات المديح التي صرح بها تجاه كوشنير وكيف انه ربيبهم ويعرفه نتنياهو منذ الصغر وهو الذي حول ديانة ايفانكا ترامب الى اليهودية بعد زواجه منها ، انه من عائلة يهودية صهيونية متعصبة ومناصرة لإسرائيل ومن ابرز المساندين للجيش الإسرائيلي ومعروف بعنصريته وتطرفه ، اذن هو صهيوني بامتياز فكيف اذن دخل وزارة دفاعنا ؟ وكيف قبل الوزير استقباله ؟ وأين هي التظاهرات الشعبية الرافضة لزيارته ؟ وأين أي حكومتنا الدعوجية من استقبال الصهاينة في ديوانها ؟ وأين رجال الحشد المقدس ! وأين التيار الصدري ! وين اهل الغيرة !
مبروك لكم يا انصاف الرجال ثباتكم على الذل والخنوع ، ومبروك لعودة العراق للحضن العروبي وهو يستقبل الصهاينة وورقة بيان القمة العربية الختامي لم يجف حبرها بعد . وسود الله وجوهكم يادولة الدياثة .