الاجتماع الاخير الذي عقد في سيئول عاصمة كوريا الجنوبية الذي جاء نتيجة تداعيات شحن مرير ومخيف من الاطراف المعنية بمنطقة الحدث والتي تعني الكثير من دول العالم ومركز ذلك كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاميركية . كوريا بشطريها الشمالي والجنوبي عانت من ويلات وحروب والكثير من الكوارث والازمات , من يطّلع على تاريخها الدامي القاسي المشحون والمحمّل بالقنابل والمآسي , يندهش لما عاناه الشعب الكوري وما (نتح) عن هذا المخاض الصعب المحفوف بالمخاطر وعدم الاستقرار . الزعيمان الكوريان الشمالي ” كيم شونغ أون ” والجنوبي ” مون جيه إن ” يدركان هذا والشعب الكوري لن تغيب عن مخيلته حجم الكوارث التي خلفتها الحروب العدوانية عليها من دول كبرى كان لها شأن في العالم “الماضي ولايزال” . ابرز لاعبيها الولايات المتحدة الاميركية واليابان والصين والاتحاد السوفيتي في حينها . كانت كوريا مستعمرة يابانية من عام 1910 ألى عام 1945 , بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وخسارة دول المحور للحرب ” المانيا اليابان ايطاليا ” أحتلت الولايات المتحدة طرف شبه جزيرة كوريا الجنوبي والاتحاد السوفيتي الطرف الشمالي . طاردين الاستعمار الياباني واستبداله بأستعمارها من قِبَلهم فكانت الكارثة . في 10اغسطس 1945 ومع استسلام اليابان قامت كلا الدولتين اميركا والاتحاد السوفيتي برسم الخط الفاصل بين القوات الأمريكية والسوفيتية عند خط عرض 38وطبقا لهذا التقسيم يقوم اليابانيون شمال هذا الخط بالاستسلام للاتحاد السوفيتي وفي الجنوب للقوات الأمريكية وهكذا ودون استشارة الكوريين تقاسمت القوتان العظمتان شبه جزيرة كوريا لتتحول إلى منطقتي احتلال واضعين الأساس لحرب أهلية لا مناص منها بدأت الحرب الكورية حربا أهلية في شبه الجزيرة الكوريةبين عامى 1950–1953. كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جزئين شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي يقع تحت “1*ـ سيطرة الاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي خاضع لسيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة. كانت بداية الحرب الأهلية في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية بقيادة ” كيم ايل سونغ ” كوريا الجنوبية بقيادة ” سينغمان ري ” بحجة توحيد كوريا , وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، ثم الصين أطرافا في الصراع حتى استطاعت الشمالية من بسط نفوذها وسيطرتها على 90 % من مساحة كوريا الجنوبية حتى عاصمتها سيئول , بعدها تراجعت الشمالية وانسحبت خلف الخط عرض 38 . انتهي الصراع عندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953. تُقدر أبحاث حديثة مجموع عدد الخسائر البشرية من القتلى لجميع أطراف الحرب بأكثر من 1.2 مليون ومصادر اخرى غير مؤكدة تقول بحدود خمسة ملاين قتيل . ” كما شهدت الحرب قيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية لتهيئة المنطقة لإسقاط قنبلة نووية على كوريا الشمالية ” إلا أنه تم التراجع عن هذه الفكرة كما شهدت الحرب انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان ومعاهدة جنيف من كافة أطراف النزاع ومذابح للمدنيين وأسري الحرب وقد تم توثيقها بالصور والمستندات إلا أنه لم يتم محاكمة أى مسؤول عنها. وحتى الآن لا تزال الكوريتين في حالة حرب نظرا لعدم توقيع معاهدة سلام بينهم . شبه الجزيرة الكورية بشطريها الشمالي والجنوبي تعتبر الحديقة الامامية للبيت الروسي والصيني والاميركي والياباني فلا يمكن التفريط بنفوذهم فيها بسهولة . أميركا اكثر الدول المعنية في الشد والتصعيد الكوري وإن حدث شيء ما ستكون المتضرر الاكبر والاكثر, تليها اليابان لكثرة القوات الاميركية المتواجدة فيها وللعقدة الاستعمارية التاريخية بينهما , يدخل هذا في التقديرات الاحتمالية كون التواجد الاميركي هو الاكبر في المنطقة , علاوة على معرفة واصرار كوريا الشمالة ” بأستهدافها ” علناً وبشكل واضح , واميركا تعرف وتفهم تماماً جدية وخطورة ما يعلنه الزعيم الكوري الشمالي نتيجة امتلاكه الوسائل التي تعزز من قدرة الشمالية على التأثير الجدي نتيجة امتلاكها للوسائل الحربية التي من الممكن استخدامها وايصالها الى داخل الولايات المتحدة , مما تشكل خطورة فادحة مؤكدة على شعب الولايات المتحدة وقواتها العسكرية . تستطيع كوريا الشمالية استخدام اسلحتها النووية وبقدرة فائقة واميركا تدرك ذلك تماماً وكانت في حرج ومأزق كبير . توسلت اميركا بروسيا والصين للوصول الى هذا الحال , لأن الرئيس الشمالي يدرك تماماً بأن اميركا هي بيت الداء والافعى التي تعبث بأعشاش العصافير , فكان يهدد ويعلن تهديداته الى رأس اميركا ولذيلها في كوريا الجنوبة واليابان فازعاً الجميع ومذكراً بويلات الحرب الكورية والتي إن حدثت من جديد سيتمخض عنها ما لا يتصوره عقل ولا يقبله منطق , وشعار كوريا الشمالية التي تتداوله وتلعب عليه الآن هو ” عليَّ وعلى اعدائي ” وستحترق وتحرق الجميع وهذا ما ارعب اميركا واللائذين بها كورية الجنوبية واليابان . اميركا متوجسة وقلقة وغير مستريحة من هذه المفاجئة الغير متوقعة التي قام بها الرئيس الكوري الشمالي . ويا ليتها ” تعرف نواياه ” بشكل معقول . لقد احرج اميركا وكل من يواليها واعلن العذر المسبق واحقيته في كل اجراء مدمر ضد اميركا واتباعها , العالم سيعطيه العذر بما سيفعله ان تمادت اميركا وسخرت عدوانها علية ” ستكون الكارثة ” وكأنه يصرخ بأعلى صوته ياشعوب العالم وياشعب اميركا وشعب كوريا الجنوبية وشعب اليابان اسمعوا وافهموا لقد اديتُ ما عليَّ وسحبت البساط من تحت اقدام قياداتكم فأعذروني إن حدث المكروه . لقد اعتبر الزعيم الكوري الشمالي بما حل بالعراق وصدام نتيجة عدوان الولايات المتحدة واتباعها . كان دائماً يذكر ذلك , والعاقل لا يلدغ من جحر مرتين . . . . . . 1*ـ ويكيبيديا الحرة .
* كاتب ومحلل سياسي عراقي حر مستقل .