تجلت الآية القرآنية الكريمة: “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” بوقوف العلماء محيدون.. الى درجة العجز، أمام جائحة كورونا.. لم يجد الاطباء وباحثو المختبرات الإكلينيكيون سبيلا لمواجهة الوباء سوى الوقاية.. والوقاية هي إتقاء الإصابة وليس مواجهة الفايروس والقضاء عليه.
لم تكتفِ بعض الجهات الصحية العالمية بإعلان إستسلامها، وهي تؤطر نفسها بقيد الوقاية ملجأً متهافتا.. غير حصين، بل توارت مهزومة في بيان رسمي وقفت شعوب العالم مذعورة عند تلقيه؛ لأنه صادر من إحدى الدول فائقة التقدم.
“فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا”.
قرأ البيان وزير صحة تلك الدولة، ساردا قصة “كورونا” في وصف مستهلك فك طلاسمه حتى الأميون وناقشه المتعلمون بين قطبي الارض ومداراتها وفلكها وخطوط الطول ودوائر العرض على سطحها، كما لو كان الجميع أطباء ومحللين مختبريين؛ فأسرار “كورونا” لم تعد حكرا على المعنيين؛ لأنهم هزموا متساوين مع غير المعنيين.. لا أحد خيرٌ من أحدٍ! فما عادت أرجحية لطبيب عاجز عن حماية مريض “كورونا” عن روزخون أمي يستهل سورة الفاتحة بـ : “الحمجُ للهُ ربُ العالمين” وليس: “الحمدُ للهِ ربِ العالمين” لأن وزير صحة تلك الدولة العظمى ختم بيانه بالإحباط: “ليس بيدنا سوى التوجه بالدعاء الى الرب”.
والنعم بالله.. ملاذ الضعفاء، وليس وزراء صحة الدول العظمى! تلك دولة عظمى فكيف بتلك التي تعتمد على العناية الإلهية.
أما نقيب أطباء دولة أخرى، فإعتذر لمرضى “كورونا” بالقول: “علماء الكرة الارضية يقفون على “تك” رجل، من دون أن يصلوا الى لقاح مضاد او دواء معالج”.
وكل ما يحدث يؤكد أن القرآن “مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا” قبل أن تقع، وقد تضاءل كبرياء المتعاظمين أمام فايروس لا يرى حتى في المجهر التقليدي، إنما المجهر الألكتروني حصرا.
“إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ، وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا” بل لم يستطيعوا مواجهة كائن لا تطاله المجاهر والمكريسكوبات “ضعف الطالب والمطلوب” بحيث وقف العلماء قصاصا على “تك” رجل أمام كوفيد 19 كالتلاميذ الذين لم يحفظوا الدرس أو يحضروا الواجب.
سينزل العلماء من القصاص، بإنجلاء غمة “كورونا” مقرين بأن: “فوق كل ذي علم عليم” و”ما أوتيتم من العلم إلا قليلا”.