23 ديسمبر، 2024 6:47 ص

كورونا يلهب خيال الحنابلة الروس !

كورونا يلهب خيال الحنابلة الروس !

يسخر الظرفاء الروس من كورونا ويتفنون في التنكيت من قبيل:
الأغنياء يقتنون الأوراق المالية والفقراء ورق تواليت!
ومع ان الهلع ينتاب كل الأمم من تفشي الفيروس القاتل، الا ان الشارع الروسي يبدو هادئا، ولا توجد مظاهر خوف واضحة؛ رغم تزايد أعداد المصابين. فقلما تجد في الأماكن العامة مقنعين بالكمامات .
بل ان عطلة الأسبوع عن العمل التي قررها الكرملين للحجر في البيوت ، انتهزها الناس وحجزوا فنادق في المنتجعات مثل سوتشي جنوب روسيا، وشبه جزيرة القرم؛ الامر الذي دفع بسلطات المنطقتين، الى الطلب من شركات السياحة إلغاء الحجوزات لانهم لا يرغبون في تدفق زوار ثقلاء في زمن كورونا.
أما سلطات ضواحي موسكو، فقد اشتكت من اندفاع عشرات الألوف بسياراتهم نحو البيوت الريفية وكأنهم في اجازة الصيف، وليس في الحجر !
وطالب محافظو الضواحي السلطة المركزية بتشديد الإجراءات متخوفين من احتمال تفشي العدوى، والنقص في المرافق الصحية في أطراف العاصمة لاستقبال المصابين.
ينسجم الروس مع أنفسهم في عدم التطير من الوباء، وفق مبدأ المبلل بالماء لا يخاف المطر!
عقود ودهور طويلة من النكبات والحروب والحصارات والمجاعات والأوبئة اجتاحت روسيا منذ القدم وحتى وقت ليس بعيد.
وربما اكتسب الروس مناعة فطرية، يتندر الظرفاء انها امتزجت مع الجينات!
بيد ان قطاعًا ليس بالقليل؛ يمثله بشكل خاص المسيحيون الأرثوذكس المتدينون، ينذر بالويل، والثبور من كورونا؛ ليس لانه وباء معد قد يقتل من يخترق رئتيه، وأنما لانهم يرون في الهستيريا العالمية مؤامرة ” الحكومة السرية” وعلامة على ظهور المسيح الدجال.
وتحفل المواقع الإلكترونية للمتدينين وبعض التيارات القومية الراديكالية بمقالات تتنبأ بقيام نظام عالمي جديد، يقوده “الأعور الدجال” بأنفه المعقوف والذي سيفرض على البشرية قوانينه، وعملته الجديدة ويبصم كل فرد بصرف النظر عن العرق والجنس ببصمة وراثية عن طريق اللقاح الذي تحضره المختبرات السرية.
وعن طريق تلك البصمة يمكن للأعور الدجال المراقبة والتحكم بتصرفات البشر جميعا . هكذا!
ويجتهد الحنابلة الأرثوذكس في تفسير أقوال تنسب الى السيد المسيح أنذر أتباعه بين ثناياها من هذا اليوم!
ويستند منظرو يوم القيامة في ثبورهم من حملة كورونا العالمية الى أن الحكومات؛ بلا استثناء، تتفق على إجراءات متشابهة؛؛
حظر التجول وإغلاق المدن ومنع السفر والحجر على الناس في البيوت.
وياتي قرار الكنائس بمنع القداديس وإقامة الشعائر ، دليلا اخر على ان الاعور قادم!
ويعتبر الحنابلة الأرثوذكس منع سر التناول من ملعقة واحدة بعد الاعتراف أثناء القداس؛ هرطقة لان استخدام ملاعق بلاستيكية لمرة واحدة يعني كفرًا بقدرة الملعقة الكنسية في مقاومة الأمراض.
ويقولون حتى في ازمنة الجذام والطاعون كانت المناولة بملعقة واحدة؛ ليتبارك المؤمنون بدم المسيح بحثا عن شفاء الروح وطهارة الجسد.
وبشكل عام فان الحنابلة الأرثوذكس أداروا ظهورهم للكنيسة الروسية، بعد الزيارة التي وصفت بالتاريخية التي قام بها البطريرك كيريل في فبراير /شباط 2016 الى الفاتيكان .
و دعا خلالها البابا فرانسيس،وبطريرك الأرثوذكس الروس إلى استعادة الوحدة المسيحية لإنقاذالمسيحيين الذين يواجهون تهديدابسبب العنف في الشرق الأوسط.
ويرى الحنابلة الأرثوذكس الروس في الزيارة خضوعًا للكنيسة الكاثوليكية التي لا يعترفون بمسيحيتها ولا بدورها الروحي في العالم؛ بل يغمزون في قناة ان المذهب الكاثوليكي فرقة ” رافضة” تصلب السيد المسيح كل يوم وتعلقه اعلانا تجاريا !
الحديث يطول عن الصراع بين الكنائس الارثوذكسية في العالم مع الفاتيكان؛ لكن حنابلة روسيا المحافظين يجعلون منه حربًا على الفاتيكان بكل تجلياته ومؤسساته .
ويولولون من قرار إلغاء الاحتفال بعيد الفصح في الكنائس يوم 15 أبريل /نيسان القادم، وفقا لتقويم الكنيسة الشرقية، ويؤكدون انها بداية العد التنازلي لقيام حكومة الأعور الدجال.
وان كل الإجراءات المتخذة بشتى دول العالم إنما هي تحضير لظهور المسيح الدجال.
ومع ان غالبية القساوسة الأرثوذكس في عموم روسيا؛ تؤيد حظر القداديس انسجامًا مع راعي الكنيسة كيريل، وفق قاعدة أطيعوا أولو الأمر فيكم ، الا ان معارضي الوحدة بين “المسيحية الحقة” وبين الفاتيكان، يدقون جرس الإنذار من اقتراب “الحاقة” ويذرفون الدموع سخية على نهاية العالم كما اراده السيد المسيح.
وتحفل مواقع التواصل، بمئات المقالات التي تفصّل في خطط، ونوايا “الحكومة العالمية” التي ستقتل نصف البشرية وتدمغ النصف الأخر ببصمة لتحولهم الى قطيع يتحرك ويعيش وفق مشيئة الحاكم بأمره.
المفارقة ان حنابلة روسيا لا يذكرون عنوانا للحاكم بأمره، و أين يقع مقر إقامته!
ليس في امريكا ولا في اوربا، بل ان قادة الغرب برأيهم ، مجرد بيادق في التحضيرات القائمة على قدم وساق كورونا لظهور الدجال.
لكن الملامح التي يرسمها المنظرون، وبوصلة الاتجاه تميل نحو الأسرتين الشهيرتين روكفلر و روتشيلد.
وللروس تراث ادبي سياسي ديني ضخم ،بآلاف الصفحات في هجائهم!