8 أبريل، 2024 1:19 م
Search
Close this search box.

كورونا يكشف انانية الانسان ..وزيف انسانيته!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان العالم بدأ منذ قرن تقريبا يتشدق بالانسانية ونكران الذات والتضحية من اجل الاخرين وتظافر الامم وماشابه ..وكان يذم من قبلنا ويقول كانوا همج ومتوحشين ..وينتقد حتى الاديان التي تدعو الى التراحم والانسانية ..ويقول ليس هناك تضحية وانسانية الا في هذا العصر..عصر حقوق الانسان والديموقراطية ومااليه .وكان الناس في اوربا وامريكا يتعالون على شعوب اسيا وافريقيا ومايسمونها العالم المتخلف بانهم شعوب لا انسانية لديها..
فما هي الا عقود حتى ظهرت المجاعة في بلدان افريقيا وصار الناس يموتون كالذباب كل يوم جوعا وفاقةً بالالاف ،،ويظهرون على شاشات التلفزيونات وكنا نقول (ياللمساكين) ثم ننقلب الى موائدنا التي نرمي نصفها المتبقي في الحاويات والمزابل ..وما استنفر العالم ولا رُعبَ، بعضهم قدم مااستطاع ونسي الامر ومازال ولايكاد يعنينا الا عند ذكر نعم الله فنقول(احمد الله على النعمة ،الناس تموت في افريقيا جوعا) ! ولو تجرأ ان ياتي افريقي الى بلداننا مهاجرا لطردناه، وهذا مافعلته دول عربية واسلامية وحتى غربية مع لاجئين .
ثم بدا الناس يموتون بالالاف يوميا في سوريا من قصف روسيا وصراع ايران وال سعود و و..ويظهر الاطفال على التلفاز جثثا واشلاء كل يوم ..ولم يرعب العالم ولم يستنفر ، ولم تستيقظ انسانيته ..!
وشعب فلسطين يموت وشعب ميانمار وشعوب اخرى تتناقص كل يوم بالالاف ..ولم يستنفر العالم ولم يرعب!
اتدري لماذا؟ لان الامر لايعنينا ،فهو بعيد فالجوع في افريقيا ،والحرب في سوريا ،،والاعدامات في مصر وايران وبلاد الحرمين ،،والمشردين الروهينغا في بورما ،وحمم القصف الامريكي تصب على بغداد..
فكل ذلك بعيد عني وعنك..فلا داعي للقلق ولاداعي للانسانية ،،فالله سينتصر لهم .!
حتى اذا بدا فايروس صغير يقتل عددا لايذكر من الناس في اقصى الارض ..استيقظت انسانية الانسان واستشاطت حميته ، وظهرت تضحيته ،،فالمطارات اغلقت والمدارس ..والمعابد تدعو الله وتستنجد ونصف الملحدين عادوا دينيين،! وبدا الارشاد ودعم الصين وتشجيع ايطاليا ،، و و و!
اتدري لماذا؟ ..لا ، ليس للانسانية ولا لنكران الذات ،بل لان نسبة ضئيلة من الخطر من الممكن ان تصل الينا او اليهم ..فصار الان للموت شأن ! وصارت الانسانية في اعلى مستواها،،
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”
فقد قال (ياايها الناس وليس ايها المؤمنون) !ولكن الناس لايسمعون.
ومن الله التهوين ،،وعليه المتكل.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب