19 ديسمبر، 2024 12:16 ص

كورونا..”ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع” !

كورونا..”ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع” !

لاشك اننا يجب ان لانستهين باقدار الله من المرض او البلاء ،ولا جدال ان التحوط والاخذ بالاسباب توازي التوكل على الله كما امر ديننا الحنيف ومايستحسنه العقل الحصيف..
ولاشك ان ارجاع كل شيء الى نظرية التآمر هو نوع من السخف وقلة الحيلة ،،كما وان انكار وجود مجاميع غنية وحكومات خفية وتخطيطات سرية هو من الغباء الذي يلزم المرء نفسه على تلبسه معتقدا انه يلتحف ثوب الذكاء والفطنة ..
ولا شك ان الله هو المقدر والمسيطر والقاضي ولا راد لقضائه ولا فائدة من الاعتراض على مشيئته ،ولا مهرب ومنجى من ارادته وحكمه وحكمته..كما انه لا يأس مع جوده وكرمه ورحمته..
ولاشك ان الله مهلك القرى ان اراد ،،بطير او مرض او جراد،،وهو المصرف لأمور العباد ،وهو الذي ينزل البلاء ويرفعه ، ويوجب الهلاك اويدفعه، ويضر العبد او ينفعه ..
ولكنه جعل لكل شيء بحكمته سببا ، واتبع سببا ،وانزل من اياته عجبا ، ولم يترك لعباده من سلطانه مهربا ..الا بطاعته والرجوع اليه ، وعبادته والتوكل عليه ، وتسليم امورهم بين رحمته ويديه ..
لعل ماينزل بنا اليوم من صنع احدهم بتقديره ، او من امره هو وتدبيره ، ولكنه بعد كل شيء بلاء زائل باذنه تعالى وتقريره ، بلاء يمتحن به ويخوف منه، ليرجع من عصى ويتعظ من ابى، ويقترب من ابتعد ونأى..
الله هو الممتحن ، وهو لرقاب عباده مرتهن ،وهو للامور العظيمة مهون وممتهن ،،يقدّر وينظر مانفعل ، ويوعد وينظر ما نامل ، ويتوعد فينظر هل نغفل ؟ فان راى غفلة ارسل مايوقظنا ، وان راى طاعة ارسل ما يكرمنا وان راى املا طويلا ارسل مايرعبنا ويرينا قصر اعمارنا وتهاوي امالنا الا من لقاءه ،والطمع في غفرانه ورجائه ،والسير على منهج انبياءه وخلق اوليائه،..
لا خوف مع امن الله، وان تداعت الاسقام ، ولا امن مع معصية الله وان خفت الالام ،ولا طمانينة مع محاربة الله وان وان ظننت انك اجتزت الفيافي والآكام..فانه قادر على ان يرعبك وانت على فراشك وناصيتك ،اومحاطا بحراسك و حاشيتك..
نحن عباد الله المؤمنين ، اراد لنا ان نكون بعروته مستمسكين وبقضاءه راضين وبرحمته واثقين ..وان دارت حولنا دوائر الكون ، ونزلت بالناس المصائب من كل لون،،فان مع التسليم بقدره والطمع بعفوه يكون الهون..
فلنهديء من روعنا ،ولنتخذ اسبابنا، وننشيء اطفالنا ونحصن شبابنا ، ولنعش ايامنا ،ولنسعى لتحقيق احلامنا ،،فقد قال سيدنا ومبلغنا:”لو قامت الساعة وفي يد احدكم فسيل نخلة فليغرسه” فما بالكم والساعة ليس بقائمة، فقد علمنا عنها علامات ولها ايات ، وعلمها عند رب السموات ..
مايجري هو تقدير الله ، ولعله تدبير من ايد يعلمها الله وقد ارانا الله كيف ان المتفاخرين بعلومهم الناكرين لكينونتهم يغلقون مدنهم ويتدافعون على مخازن اغذيتهم وادويتهم ،ذاك انهم لا سند لهم الا ماظنوا انهم صنعوه ولا معين الا مااخترعوه ، فهاهم يقفون عاجزين خائفين امام مخلوق مَهين ،وضعهم في موقف مُهين، اما المؤمنون فلهم في الله طمأنينة فوق تدابيرهم واتخاذهم الاسباب، تجعلهم في سكينة ومنأى عن التدافع والرهاب،
هذا هو امر صدع ، واحد امتحانات الصبر او الجزع ، فلتتمسكوا بالله فان هناك من يستفيد من الهلع .!