18 ديسمبر، 2024 6:57 م

كورونا وبواباتها الجديدة

كورونا وبواباتها الجديدة

#يوميات_مواطن

لا يزال الصراع مشتعل وفي أقوى حالاته بين الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية الصين الشعبية حول انتشار فيروس كورونا ، واتهامالولايات المتحدة الصين بعدم الإفصاح عن كامل المعلومات المتعلقة بهذا الوباء وطريقة انتشاره ، ناهيك عن سيل من الاتهامات التي تطلق منكلا الطرفين بتصنيع أو نشر هذا الفيروس ، غير ان الأدلة لاتزال قيد البحث ولا توجد اي ورقة تثبت هذه الإدعاءات ، ومن جانب اخر فقديستغل الطرفين هذه الأزمة لخلق حرب في ما بينهما وكل حسب امكانياته ، لتحقيق أهداف مؤجلة ، جلها يتمحور حول السيطرة الاقتصاديةعلى العالم و لاتزال المؤشرات ترتفع لحدوث هذه المواجهة عاجلا ام آجلا .

وقد نصطدم في اخر المطاف برواية واحدة تحتم علينا تصديقها ونعجز عن نفيها أو عدم الترويج لها بفضل الماكنات الإعلامية والمجتمعاتالتي تعمل لهذا الطرف أو ذاك ، وتساعد في انتشار الروايات مهما كانت السيناريوهات وعلى أفضل وجه .

وكل ما ذكر سيتجلى في نهاية المشهد باتفاق حاله في ذلك ، حال الحروب والأزمات الجيوسياسة وغيرها ، غير ان هناك جانب اخر أفرزهالفيروس ومدى تأثيره على العالم والحياة الاجتماعية من عادات وممارسات، وهو اصل ما نتطلع اليه من خلال هذه الكتابه ، حيث نشرتدراسات تقول ان من المتوقع ان يعكس الوباء تصرفات جديدة على المجتمع قد تولد مردودات إيجابية عليه وعلى الحياة بشكل عام ، فبعدماعمدت شركات كثيرة على اجبار موظفيها العمل من المنزل ، رأى كثير من العاملين ارتياحا ونوع من الاستقرار وإنتاجًا لابأس به من خلالهذه الممارسة ، كما انها منعت الكثير من المنظمات التعثر او التراجع في خطوط إنتاجها ، ناهيك عن المنغصات التي يسببها الازدحامالمروري قبل الجائحة في أوقات الذروة تحديدًا ، وهنًا تحدثت دراسة في هذا الشأن اجريت على أشخاص يبلغون من العمر 70 عام ، حيثتقول ان ما يفقده الأشخاص بهذا العمر في زحمة السير قد يصل مابين 5 الى 6 سنوات من حياتهم يقضونها في الطرق ، غير ان هذهالدراسة كانت على المدن الأكثر اكتظاظا في العالم ، وقد نستشهد بذلك ما حصل في الصين والذي يعد اطول ازدحام مروري في التاريخعام 2010 حيث استغرق عشرة أيام وبمسافة تزيد عن 100 كيلو متر وتسبب هذا التكدس في إبطاء آلاف المركبات والأشخاص ، ومن هذاالمثال وأمثلة أخرى قد تجرى الدراسات على المناطق المكتظة بالسكان كالصين ، وإمكانية الاستفادة من تجربة كورونا بإجبار الكثيرينالعمل من المنزل خصوصًا الذين يختصر عملهم على الحاسب الآلي ، بهدف تخفيف معاناة التكدس المروري ، كذلك التعليم تاثر بعولمةكورونا وسياستها ، لكن من المستبعد ان يستمر التعليم عن بعد كما هو الحال في فترة الجائحة ، غير ان اعتباراته قد تضطر العديد منالمنظمات التعليمية بما فيها الجامعات والمدارس اتباع سياسات دراسية جديدة بعد الأزمة وعودة الحياة لطبيعتها ، كفصول دراسية وتعليميةعن بعد او في العطل او لعوارض طبيعية ، وهنا سيكون التقييم مستقبلًا لهذه المنظمات على مدى قدرتها في التعليم عن بعد ومدى إمكانيةمنصاتها الإلكترونية في تغطية المناهج العلمية ، بالإضافة الى امكانياتها المعتادة في التعليم ، قد يكون

ماطرح تصورات تجعلنا نفكر في شكل العالم بعد هذا الوباء ، غير ان الوضع لم يختصر عن هذا الحد ، فقد تولد الكثير من القضايا الجيدة، فمهما كان شكل الأزمة هناك جوانب مفيدة وبوابات جديدة ، ولنأخذ بعين الاعتبار تعليق المدير التنفيذي لمعهد الأبحاث التجارية الألماني اذقال “ان من المتوقع ان يستفيد قطاع التجارة الإلكترونية على المدى الطويل من هذه الأزمة ” وهذا يبين الطلب المتزايد للمستهلكين على شراءحاجياتهم عبر الإنترنت وتجنب الخروج من منازلهم خوفا من الإصابة بالوباء ، الطريقة التي سيعتاد عليها المواطنون في المستقبل للشراءوالتعرف على الكثير من المنتجات ، كما ان هذا الانعكاس قد يوسع دائرة التجارة الإلكترونية ومنصاتها ، وقد تكون هذه التجارة ضعيفة فيعالمنا العربي إذا ماقورنت

بالصين وأمريكا ودول الاتحاد الأوربي ، ما يدعوا لتعزيز هذا التواجد خلال الفترة القادمة وطرح السوق الإلكترونية العربية كمنافس …

وقد تسعفنا هذه الأزمة أيضا لاختبار إمكانياتنا العلمية والصناعية والزراعية وإداراتنا لها ، فقد تبين ان الدول التي تمتلك قوة القرار الموحدوسلطتها بفرض القانون جديرة بالنجاح والتفوق ، من خلال عزل المناطق و فرض حظر التجوال وتامين مواطنيها لحاجاتهم الأساسية والكثيرمن التدابير لجعلها آمنه من الانتشار السريع للفيروس ، ومن جانب اخر تعد محفزة هذه الأزمة للنهوض ذاتيًا من خلال الصناعة وفتح افاقجديدة بخطوط الإنتاج والسيطرة على إشباع السوق داخليًا ، بسبب تصاعد الركود وقلة الحركة ، جراء إيقاف الكثير من المعامل وتقليل كبيرفي عمليات الاستيراد والتصدير ، حتى العادات الصحية الجديدة دافع أيضا لتزايد الطلب على شراء أدوات التنظيف والمعقمات بشكل اكبرمن السابق ، فتقول المؤشرات ان ومع انحسار الوباء سيبقى الطلب المتزايد على شراء هذه الحاجات وبالتالي سيتمسك المجتمع بها حتىتلك العادات الاجتماعية كالتباعد وتجنب العطس وغيرها ممن نشهدها الان في ظل هذا الوباء القاتل ما يخلق سلوكا اجتماعيًا جديدًا .

ومع كل هذا فالحمد لله أولًا وآخرًا ، ان تعيش الجائحة وظروفها أفضل من ان تشاهدها على شكل فلم سينمائي في المستقبل .

وان كل أزمة هي حافز لبوابات جديدة …