عن عبد الله ابن مسعود – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء ، علمه من علمه أو جهله من جهله ”. أما من علمه فهو العالم الكبير الكسندر فلمينغ مكتشف البنسلين ، وأما من جهله فهو هاشم بطاحي مكتشف لقاح الحسين .
فالعالم الكبير فليمنغ أنقذ البشرية من العديد من الأمراض الفتاكة باكتشافه لهذا المضاد الحيوي لعلاج العديد من الأمراض مثل ، الزهري والسيلان والحمى القرمزية والدفتيريا والتهاب المفاصل والالتهاب الرئوي وتسمم الدم وأمراض العظام والسل والغرغرينا وغيرها . وقد تعجب هذا العالم الفذ حين كان الناس يستوقفونه فى الطريق بعد فوزه بجائزة نوبل يحتفون به ! فيقول : لقد خلق الله البنسلين وأنا عثرت عليه ، فلماذا هذا التكريم كله ؟!.
أما الجاهل بأمر الله الشيخ هاشم بطاحي عضو مجلس خبراء قيادة ايران ، فقد فقال ” أحسست بأعراض « كورونا » ، فما كان مني إلا أن أخذت القليل من تربة الحسين ومسحت بها وجهي ، فزالت الأعراض وشفيت . وأردف قائلاً وهو يضحك ويطبطب على كرشه : وها أنذا أمامكم بكامل صحتي !!. ولم تمر الا أيام قليلة حتى أطاح به كورونا ، فلا تراب الحسين ولا الحبة السوداء ولا بول البعير أنقذ حياته !.
ان الذين يقحمون الدين عنوة في مسائل متعلقة بالأمراض والأوبئة ويلوون أعناق آيات القرآن ، هم أجهل الناس بدين الله ، فالقرآن الكريم الذي يبين لنا مقاصد الدين وشرائعه ، ليس كتابا في الطب ولا في العلوم البايولوجية ، وبالتالي ليس هناك أي إعجاز علمي في القرآن كما يحاول البعض إثباته دون جدوى ، فالله غني عن العالمين بعد أن بين الرشد من الغي ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر .
ان الله تقتضي حكمته بأن يضرب البشر بالوباء أو المرض ، ” وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ” ولكننا لا نعرف حكمته في هذا الإبتلاء ، اللهم إلا تعليمنا الصبر على البلاء . ومع ذلك فنحن نعرف تماما بأنه سبحانه و تعالى حين خلق الداء ، جعل له الدواء أيضا ، فعلينا اذن أن نسعى للبحث عن الدواء ، فإن وفقنا الله فذاك من فضله ، وأن حجبه عنا فلحكمة لا نملك الا أن نسلم قيادنا لله .
حين إشتعلت الصين بسبب هذا الوباء ، خرج من عندنا بعض أصحاب العمائم البيضاء والسوداء من الذين يربون لحاهم الى حد الركبة ، ليقولوا بأن كورونا هو إرادة الله وقضائه لمعاقبة الصينيين الكفرة والملاحدة !. والآن ها هم الصينيون هزموا الوباء ، ألا يعني هذا أن هؤلاء ” الكفرة والملاحدة ” قد إنتصروا على إرادة الله ؟! .
حصد طاعون عمواس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب أرواح أكثر من ثلاثون ألفا من المسلمين بينهم العشرات من خيرة الصحابة ، منهم ” أمين الأمة ” أبا عبيدة الجراح . ولم يكن هؤلاء الصحابة والمجاهدين المسلمين ملاحدة أو كفرة حتى يميتهم الله بالطاعون ، بل كانوا من عمد الاسلام وصحابة الرسول الأعظم !.
حتى الرسول الكريم حين كان يمرض لم يكن بيده شيء يتداوى به ، لم يلجأ الى بول البعير ولا تربة كربلاء ، ولا حتى الى قطعة من ستار الكعبة ، اذن كيف يعالج بعض الشيوخ ودعاة الاسلام الناس بالرقيات والأدعية وبتراب الحسين وأحجار كربلاء ؟؟!!!. والمصيبة الكبرى أنه أصبح هناك من يعالج نفسه ببصاق ” السيد ” أو بعباءة الصدر ؟؟!!. فيا أمة قد ضحكت من جهلها الأمم !.
هناك الكثير ممن يدعون العلم من أصحاب العمائم والجلابيب يروجون لمثل هذه الخزعبلات ، ويحاولون أن يقحموا الدين في كل شيء . فحين وصل البشر الى القمر ، قالوا لقد ذكر الله ذلك في القرآن في سورة ” الرحمن ” حين قال سبحانه ” يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ” فجعلوا أبولو11 هي السلطان الذي نفذوا به نحو أقطار السماوات !.
مع ظهور الوباء في كردستان خرجت علينا هيئة ” علمائها ” لتتحدى إجراءات الحكومة بمنع الصلاة الجامعة في المساجد ، حتى تجرأ أحد الملتحين منهم ليقول ” أن المساجد هي أنظف مكان في الكون ، وأن كورونا لن يصل الى المصلين “. ولكن هؤلاء تناسوا بأن تداعيات هذا الوباء ستكون وخيمة جدا ، فبرغم إغلاق المساجد ووقف الصلاة الجامعة وزيارات العمرة ، هناك إحتمال كبير أن يؤجل أو يلغى مراسم الحج هذا العام ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجتمع أكثر من ثلاثة ملايين شخص في مكان يتهدده الوباء ، فهل هذا ما يريده الله لعباده المسلمين ؟؟..
بؤساء وجهلة كل من يفكر بأن الله يعاقب البشرية بمثل هذا الداء الذي لايفرق بين مسلم ومسيحي ، ولا بين مؤمن وكافر ، ولا بين طبيب معالج في إيطاليا أو خبير من خبراء القيادة الايرانية ، فالله غني عن العالمين ، ولو أراد أن يفني البشرية ” إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ” .
دعوا العلماء يبحثون عن الدواء وابقوا في منازلكم أيها الجهلاء ..