19 أبريل، 2024 6:28 ص
Search
Close this search box.

كورونا هل هي قدر الهي ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكوارث التي يتعرض لها الانسان وتكون خارج ارادته فالملحد قد يراها طبيعية والمؤمن يراها ربانية ، ولكن الاوبئة هي اما من غباء الانسان او قلة ايمان الانسان .والواقع يقول وباء عجز الانسان من ايجاد العلاج له

اليوم كورونا اجتاحت العالم والاخبار متضاربة والتنبؤات مختلفة وكلها قد تكون منطقيا صحيحة ولكن على ارض الواقع الاسباب مجهولة

بدات بالصين واخبار العالم كلها تتحدث عن الصين واكثر من جهة اتهمت امريكا بما فيها روسيا ، الان تم احتواء الوباء في الصين وانتشر في العالم والاخبار تركت الصين وبدات تتحدث عن محنتها ، والان بدا الذين اتهموا امريكا يتهمون الصين بانها هي من افتعلت هذا الوباء وقتلت ما يقارب ثلاثة الاف صيني حتى تستحوذ على التجارة العالمية منطقيا الامر مقبول ولكن عقليا فيه ثغرات ، والمسلمون بداوا بتغريداتهم العجيبة فهذا يقول انه عقاب رباني على الصين لانهم قتلوا المسلمين والمسلمون لا يصيبهم الوباء فاذا به يفتك بايران الاسلامية ، واخر يقول عليكم بالحرمل وما شابه ذلك للوقاية .

مهما تكن الاسباب فانا اراه هو العدل الالهي بحق البشرية ، هذا العالم الذي بات لا يعترف بالله عز وجل فاكثر من دولة شرعت زواج المثل ، واكثر من دولة قتلت البشر دون سبب شرعي ، والصين التي توفي ثلاثة الاف صيني بالوباء في سجونها اعدمت وقتلت عشرات الالاف لانهم لا يؤمنون بسياسة الحكومة فقط والامر ذاته ينطبق على كل دول العالم دون استثناء مسلمة وغير مسلمة .
تشتت التجمعات هذه التي كانت تستفرغ قيمة الانسان الحقيقة سواء في علاقته مع الله او مع العبد تجمعات الملاهي والحفلات والمراقص ونوادي القمار والرياضة وغيرها، اسبانيا التي تفشى بها بشكل غريب هي صاحبة افضل دوري في الكرة في العالم والتي استنزفت اموال المواطنين لمشاهدة مبارياتهم والمراهنات على قدم وساق ومن جهة اخرى ملايين الشباب المسلمين لا يلتفتوا للصلاة عندما يكون موعد المباراة مع الاذان ، وكم من اموال اهدرها الشباب والتسكع ليلا في المقاهي من اجل مشاهدة المباراة ، ايطاليا معقل المافيات وقمة الفساد وهي الان في حالة يرثى لها ، فرنسا ام العلمانية التي تبيح الجنس والخمر وتعتقل من يجرم الصهيونية وتمنع المراة من حفظ شرفها وبقانون، وامريكا التي فتكت بالشعوب في بشرها ومواردها المالية ولا تلتفت الى الامر الالهي وترامب اليوم يريد ان يصلي من اجل تجنب السيدة كورونا .هنالك قنوات فضائية مشفرة خاصة بالاباحية اي يبذل الفرد اموال من اجل الزنا،

القنوات الرياضية الجزيرة وغيرها كم استحوذت على اموال المشاهدين من اجل مشاهدة مباراة الكرة وغيرها ولم تفكر في يوم ما عرض برامج تحترم الانسان وتؤلف القلوب وتبتعد عن الدس والكذب حالها حال اغلب ان لم تكن كل وسائل الاعلام .

الفايروس قلب موازين العالم بكل اتجاهاته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولم يفرق بين دين واخر او قومية واخرى لان العالم فاسد ، من يستطيع ان يذكر لي مؤسسة او منظمة واحدة في العالم عادلة وغير مسيسة ؟ كم فلسطيني وبوسني وارمني وايزيدي وغيرهم تم قتلهم حد الابادة ماذا فعل العالم لهم ؟

الا تسمعون باللاجئين والمهاجرين الذين يتم التعامل معهم باسوء مما يتعاملون مع الحيوانات السائبة ؟ الم تنظروا لهم وهم على الحدود بين البلدان دون ماوى او طعام يهربون من الموت والقتل فتتعامل معهم الدول بذلة وتمنن وهذه الدول هي سبب الحروب.

قتل البشر امر طبيعي بالحروب ، بالارهاب ، بالسجون ، بالمجاعة ، مع فقدان المصداقية في اغلب حكومات العالم لاسيما التي تتسم بالقوة العسكرية والاقتصادية ، عدم احترام المواثيق والعهود التي هم قطعوها على انفسهم لا لاجل الافضل بل لانها تتقاطع مع اطماعهم ومصالحهم ، والله عز وجل ينظر للجميع وينتظر صحوتهم التي رقدت وسط بركة الخمور وتستنشق دخان المخدرات ويتلاعبون بالنساء بلا حياء .

تابعوا الحياة اليومية لاي دولة اوربية او امريكية اسيوية وستجدون الانسان مبتذل مع نفسه لا يغرنكم نظافة بلد او عدم الاعتداء فيما بينهم فهذا قليل او كذب ولا يساوي شيئا امام ما موجود خلف الكواليس .

الله عز وجل له ارادة فلربما تكون مباشرة منه ولربما يجعلنا نحن بايدينا ننتقم من انفسنا .

هنالك قيم اخلاقية لا علاقة لها بالدين اعمق مما نتصورها ولاننا دنيويون فلا نلتفت الا الى المصالح الضيقة سواء فقدناها فنجعر بها او رايناها عند الاخرين فنثني عليها والتحصيل اننا لم نحافظ على ما منحنا الله عز وجل من نعم وخيرات لكل البشرية دون استثناء .

لربما هنالك من لا يستحق ما يحدث الان وهذا امر وارد فالمستقيم لابد له من ان يتعرض لمطبات حتى تختبر استقامته

المصافحة والعناق والعلاقات الحميمة بين الفسقة اصبحت خطيرة وممنوعة بسبب الوباء كورونا ، وبعد زوال الوباء هل سيتعظ الانسان ؟ كلا لانه ليس الوباء الاول فحدث قبله العشرات وعاد الانسان لظلمه

الله عز وجل عادل وشديد العقاب وهو في نفس الوقت غفور رحيم يقبل توبة عبده الصادقة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب