لم يشهد تاريخ البشرية فئة تاجرة بالدين كما يشهده الواقع المعاصر حيث بلغت المتاجرة بالدين ذروتها القصوى فباسم الدين والمذهب تم تمرير الاحتلال وما رشح عنه من قبح وظلام وفساد وكتل وقوائم تمخضت عنها حكومات الفساد والطائفية والقمع والمليشيات والتبعية وغيرها من الويلات والمصائب،
لكن حينما داهم القوم المتاجرين بالدين والمذهب خطر فايروس (كورونا) انقلبوا على الله والدين والمذهب وتنصلوا عنه فمنعوا كل العبادات والشعائر والطقوس الدينية التي تاجروا وخدعوا الناس!!! وقبل ذلك فقد جرَّدوا العراق من ابسط المستلزمات الصحية والطبية والوقائية والعلاجية في مواجهة ابسط الامراض فضلا عن وباء كورونا بعد ان سرقوا اموال وخيرات وثروات العراق أغنى البلدان!!!
بينما حاكم اميركا (ترامب) فقَد طَرَقَ وَسَلَكَ السُبُلَ الطّبيعِيةَ والعِلمِيّةَ فِي مُواجَهَةِ مَرَضِ فيروس كورونا ,ثم جَاءَ كَلَامهُ عن التّوجّهِ إلى الله والدّعَاء !!.
الفيلسوف المعاصر تناول هذا المفارقة في تغريدته الموسومة:
(إلَى الشَّبَاب..الدّينُ الأخلَاق..وَتَحرِيرُ العُقُول
كورونا (كوفيد- ١٩) .. بَلَاءُ وَابتِلَاء .. وَكَشّفٌ لِلقِنَاع )، مؤكدا ومشددا في الوقت ذاته على ضرورة تحرير العقول، وترك الخرافة والدجل، واعتماد المنطق العلمي والصحي والتوجه الى الله، فكان مما جاء في التغريدة قوله:
(
٢ _ انكَشَفَت أقنِعَتُكم وَبَارَت تِجَارَتُكم !! فالمَراقِدُ والحُسَينِيّاتُ والمًساجِدُ خَالِيَةٌ وَمُغلَقَة .. وَحشُودُ الّزِيارَاتِ مُختَفِيَة , وَتَجهِيلُ المُجتمع بالدَّجَلِ والخُرافَة يَنكَشِفُ وَيَنحَسِر .. فتُوبُوا اِلَى الله , واخرُجُوا مِن جَهلِكم , وَاترُكُوا التَّجهيلَ والاستِخفَافَ والخُرافَة , وَكُفَّوا عَن التجَارَة بالدّين !!
٣_ إنّهُ لَمِن الخِزْيِ وَالعَارِ وَالشّنارِ وَدخولِ النّار .. أن يَكونَ حَاكِمُ أمريكا (ترامب ) أعقَلَ وأفقَهَ مِن المُتَخَلّفِيِن .. فقَد طَرَقَ وَسَلَكَ السُبُلَ الطّبيعِيةَ والعِلمِيّةَ فِي مُواجَهَةِ مَرَضِ فيروس كورونا ,ثم جَاءَ كَلَامهُ عن التّوجّهِ إلى الله والدّعَاء !! فيما بقيَ المُتَسَلّطُونَ باسْمِ الدّينِ عَلَى جَهلِهم وَتَخلّفِهم وَخُرافَاتِهم في تَجهِيلِ أتبَاعِهم , بالرّغمِ مِن تَسَلّطِهم عَلَى مَقَالِيد الحُكمِ والقَرَار وَسيطَرَتِهم المُحكَمَة عَلَى أكبَر وأعظَم الأموَال والثَّروَات الّتِي سَرَقوهَا وَضَيّعوها !! وَقَد صِرتُم مِن أوضَح مَصَادِيق قَولِه تعالى : { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مٌهِينٌ } [ آل عمران)، انتهى المقتبس من تغريد الأستاذ المحقق الصرخي.
كورونا كشف القناع لتتضح مُجددا حقيقة أن الدين لعقٌ على ألسنة المتلبسين بالدين يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ، فاذا تعارض الدين مع مصالحهم ضربوهم عرض الجدار، فاذا مُحِّصُوا ب(كورونا) تنصلوا عن الله والدين والمذهب الذي لطالما تاجروا وخدعوا الناس به ،وقد جردوا- من قبل- العراق وشعبه من ابسط الطرق الطّبيعِيةَ والعِلمِيّةَ فِي مُواجَهَةِ مَرَضِ فيروس كورونا، بل في مواجهة ابسط الامراض.