22 ديسمبر، 2024 11:09 م

كورونا في العراق ما الغريب في زيادة أعداد المصابين؟

كورونا في العراق ما الغريب في زيادة أعداد المصابين؟

بالوقت الذي بدأ العالم يتعافى من تسونامي جائحة كورونا، حيث أخذت الحياة تعود شيئا فشيئا وبدأ الناس يتنفسون هواء الحياة هواء الله عز وعلا بدل هواء قناني الأوكسجين!. نرى أن أرقام الأصابات بالوباء أخذت تتزايد بالعراق من شماله الى جنوبه ومعها زيادة بأعداد المتوفين جراء الوباء وبشكل ملفت. وفي حقيقة الأمر لا أرى غرابة في هذه الزيادة والقابلة للصعود أكثر، مع أقتراب الموجة الثانية القادمة من الوباء!؟. ولكي نضع النقاط على الحروف ونسمي الأشياء بمسمياتها كما يقال، فأن (الناس، وأداء الحكومة الباهت، وتخبط خلية الأزمة في قراراتها) هي من تقف وراء هذه الزيادة في أعداد المصابين!. ونأتي على/ أولا: (الناس) فالعراقيين هم أكثر شعوب الأرض أستهزاء وسخرية بالوباء وعدم التصديق بوجوده!، وقد تجلى ذلك من خلال الكثير من المواقف والمشاهدات، فهم لم يكترثوا بكل التحذيرات والتوجيهات والأرشادات والنصائح التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، وأعتمدوا على مناعتهم الصحية في قهر الوباء بأعتبارهم ذاقوا كل أنواع الضيم والقهر وذاقوا كل صنوف الموت، ولأنهم أصلا بعيشون وسط الميكروبات والجراثيم ويتنفسون هواء ملوثا وذلك من خلال أطنان الأزبال والنفايات التي تغطي وجه العاصمة بغداد وباقي المحافظات، كما وأن الكثير من العراقيين وتحديدا في محافظات الجنوب يشربون الماء المخلوط مع المخلفات الأنسانية والحيوانية فأذا كان الحال هكذا فلم الخوف من كورونا؟!، وأضافة الى ذلك والأهم بتحديهم للوباء وعدم الأكتراث به، هوأيمانهم بمعتقداتهم الدينية والمذهبية التي تبعد عنهم شر الأصابة بهذا الوباء!، وفي بداية أزمة الوباء يندر أن تجد عراقيا يلبس الكمامة والكفوف!. ولكن الشيء المحزن أنهم أكتشفوا أخيرا بأنهم كانوا يعيشون على وهم وبجهل واضح في فهمهم لتداعيات الوباء، فلم تنفعهم مناعتهم الصحية، ولا معتقداتهم الدينية والمذهبية، حيث قهرهم الوباء وتساقطوا صرعى أمامه بلا حراك!. ثانيا: (الحكومة)، تقصير الحكومة كان واضحا ، وأقصد هنا أن كانت الحكومة الحالية أو التي سبقتها حكومة السيء الذكر (عادل عبد المهدي)، فالحكومة لم تتعامل مع الوباء وخطورته تعاملا جادا، ولم تهيأ له المستلزمات المطلوبة من مستشفيات وكوادر طبية وتمريضية وأماكن للحجر الصحي وأجهزة التنفس وما الى ذلك من مستلزمات أخرى، لأن الجميع بعرف وتعودنا على ذلك بأن الحكومة وبكل طاقمها السياسي والوزاري دائما ما تكون مشغولة بالصراعات السياسية والحزبية ولا يهمها أمر الشعب بشيء. ثم أن الحكومة الأتحادية كانت قد حجرت نفسها أصلا ومنذ 17 سنة! خلف أسوار المنطقة الخضراء، بعيدا عن أعين العراقيين، ولم تكترث بكل ما أصاب الشعب وسيصيبه من فقر وجوع ومرض وموت سواء بسبب كورونا أو غيرها. وهنا لابد من الأشارة بأن (النائب جمال المحمداوي طالب بألغاء اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية والتي تم تشكيلها فترة حكومة عادل عبد المهدي، وذلك لعدم جدوى قراراتها وأبتعادها عن المهنية في التصدي لوباء كورونا حسب قوله!). ومن المؤسف هنا أن نذكر وبألم بأن الوباء وتداعياته وما يحتاجه من مستلزمات فتحت أبواب جديدة للفساد في العراق، حتى أصبح المرض والأصابة به والوفاة بسببه باب للأرتزاق لدى الكثيرين، وهذا ما عرفه القاصي والداني وكم من قصص سمعنا عن ذلك، ألا الحكومة وطاقمها حيث صمت آذانها وأغمضت عينها عن سماع ورؤية الحقيقة المرة التي يمر بها العراقيين. ثالثا: (خلية الأزمة)، يكاد يجمع العراقيين بأن خلية الأزمة لم تنجح في أجراءات الحضر الجزئي وحتى الشامل، حتى أن الكثيرمن العراقيين باتوا يتندرون على خلية الأزمة بالقول بأن (خلية الأزمة هي من خلقت الأزمة!)، لكثرة ما منحت من أستثناءات على مستوى وزارات الدولة ودوائرها والقطاع العام والخاص ولربما سجل العراق سابقة في ذلك على مستوى العالم في كثرة الأستثناءات التي يمنحها أثناء الحضرالصحي!، ولا أعتقد بأن العراقيين شعروا ولو مرة واحدة بأن هناك حضرا سواء جزئيا أو شاملا!، بسبب كثرة الناس والسيارات والأزدحامات في الشارع، حتى يتخيل لك بأن الكل مستثنى!. السلبية الأخرى في عمل خلية الأزمة بأعتبارها المسؤولة عن كيفية التصدي للوباء ومعالجته هو في قصورها الأعلامي، لا سيما وأن الجميع يعرف بأن الأعلام في العراق منفلت بشكل كبير وقريب للفوضى! ، حيث لا تشعر بوجود أعلام مركزي حكومي قوي يمكن الأعتماد عليه والوثوق به عند سماع أية خبر، بسبب من كثرة الأخبار وتضاربها وتناقضها من قبل الجيوش الألكترونية التي تعمل لهذه الجهة أو تلك!. فعلى سبيل المثال، لم نسمع رأي خلية الأزمة فيما يتم نشره عبر مواقع التواصل الأجتماعي والسوشيال ميديا من قبل أطباء يطرحون حلول وعلاجات عن كيفية الشفاء من الوباء ويعطون (البروتكولات الطبية بذلك)؟، وأيضا لم نسمع رأي خلية الأزمة فيما يصرح به بعض العشابين عن أعطاء المصاب بالكورونا هذه العشبة أو تلك، وكذلك ما هو رئيها وموقفها في أية أخبار علاجية عن الوباء تصدر من هنا وهناك، لا سيما وأن الكثير من الأطباء الذين ساهموا بأعطاء العلاج ونصحوا المرضى به عبر الفديوهات التي ينشرونها هم ليسوا أطباء أختصاص!. أن كثرة هذه الفديوهات وكثرة العلاجات وتنوعها وسماعها من هذا الطبيب وذاك وكثرة الوصفات العشبية، سببت أرباكا كبيرا للمواطن العراقي المرتبك أصلا في كل مفردات حياته!. ومثال آخر على تخبط خلية الأزمة وقصورها هو عن الجدوى من قرارها بغلق عيادات الأطباء لمدة أسبوعين؟ والذي أثار سخطا كبيرا لدى العراقيين المرضى منهم تحديدا، لا سيما وأن العالم وليس العراقيين فقط، وخلية الأزمة أولهم تعرف بأننا لا نمتلك المستشفيات التي يمكن أن تكون بديلا عن مراجعة المرضى لعيادات الأطباء الخاصة وخاصة أصحاب الأمراض الخطيرة كالقلب وغيرها. وحتى أن الكثير من الأطباء ومن أصحاب الأختصاص وجدوا في هذا القرار أذية للمواطن أكثر مما ينفعه!، ولا أدري هل سأل أعضاء خلية الأزمة أنفسهم أين يذهب المريض بالقلب أو أية أمراض خطيرة وأين يراجع وأية مستشفى يمكن أن تقدم له الرعاية الأنسانية والطبية في حال أصابته بأية أزمة مرضية؟، كما وأن كل العراقييين وأولهم وزير الصحة نفسه يعرف تماما بأن مستشفياتنا أصبحت بؤرة لأنتشار الأمراض والأوبئة بسبب ما تعانيه من أهمال واضح ومتعمد في كل شيء؟. أرى وقد يتفق معي الكثيرين بأنه لا غرابة في أنتشار وباء كورونا بين العراقيين وتصاعد عدد المصابين والمتوفين، في ظل بؤس الحياة ومرارة العيش وضياع هيبة الدولة بكل مفاصلها وأنشغال الحكومة والأحزاب السياسية بالصراعات الحزبية والطائفية والقومية لتأمين مصالحهم بعيدا عن آلام الشعب، وعلينا أن نتوقع تصاعد أكثر في أعداد المصابين ما دمنا على هذه الحال من الفوضى والأهمال، لا سيما ونحن على أبواب موجة ثانية من الوباء!. وهنا لا بد من الأشارة بأن ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية في بغداد وصف الوضع الصحي بالعراق بالمتأزم!. أخيرا لا بد من تسجيل كلمة شكر وتقدير لكادرنا الطبي والتمريضي لما بذلوه ويبذلون من جهود أستثنائية في التصدي للوباء رغم الواقع الصحي المزري والمتردي في العراق، بأعادة الحياة للمرضى المصابين وزرع الأبتسامة في وجوههم التي لم تعرف غير الحزن. اللهم أحفظ العراق وشعبه من كل سوء.