منذ ستة أشهر وزعامات الكتل لاهية بهموم الوزارة ومن يشكلها ، او من هو الانسب اليها لتشكيلها ، اليوم السوداني وغدا العيداني، هذا عميل لامريكا وذاك موالي لايران وصارت السياسة في العراق مهنة البطران ، ولقد تركت نزعة المستميت على السلطة اثارها المميتة على حياة الناس ، ففي الوقت الذي اغتنت وغنمت فيه الزعامات تراجعت نسب المعيشة لدى أغلب العراقيين الى الوراء ، وتلكأ الاقتصاد وصار في مهب ابسط الرياح ، وتراجعت مهمات الدولة الأساسية في الأعمار والصحة والتعليم ، وسرق السياسيون الاموال العامة ، وتركوا الخزانة العامة تعتمد يوما بيوم على إيرادات النفط متجاهلين تجارب اسواق النفط ومفاجأتها ، واليوم تحل ثلاثة كوارث على العراق الاؤلى هي عدم اختيار حكومات حكيمة قادرة على التفكير السليم والإدارة المعقولة للبلد ، ثانيا انتشار وباء كورونا بسبب عدم غلق الحدود مع إيران منذ البداية والثالث هو الانخفاض المفاجئ لأسعار النفط ، وتوقف عجلة الانتاج العالمية ، كل هذه المشاكل وما نشأ عنها من توقف حركة العمل اليومية للمواطن وازدياد نسب الفقر جراء تطبيق حظر التجوال ، كل هذه المشكلات لم تهز مشاعر من هم في السلطة او من يحرك هذه السلطة إنما ظلت الزعامات السياسية في وأد والشعب في وأد آخر ، الشعب يعاني الجوع والزعامة تعاني من عدم ملائمة المرشحين للكابينة الوزارية على وفق هواها ، ورغم انتفاض الشارع ، ورغم اعتراض هذا الشارع على تدخل الكتل في تشكيل الحكومات رغم طلب المتظاهر لها بعدم التدخل ، لكن هذه الزعامات وتلك الكتل ترى أن السلطة لديها أهم من كورونا وأهم من أسعار النفط وأهم من المظاهرات ، المهم من هو الرئيس المناسب لأهدافها من هو الرئيس الذي لا يحاسبها ،
ان الزعامات باعت كل شئ في سوق النخاسة السياسية ، فكورونا وداعش الذي أطل برأسه من جديد وتدني أسعار النفط لاتساوي عندها أهمية السلطة والإبقاء عليها ما دام الإبقاء عليها هو الضمانة لعدم تعرضها لحساب الله الشديد…