23 ديسمبر، 2024 9:33 ص

قدم لي صاحبي كوب شاي متغنيًاً بالشاي وشاربيه، وأنه المشروب الأول والأفضل.
وكم كان مشروب الشتاء من صاحبي جميلًا، ولكن حلت زوبعة ضربة حلاوة السكر المذاب بمشاعر الصحبة، لينسكب الشاي على طاولة الإنكار والتسقيط.
حينما أصبح الشاي موضوع نزاع بين صاحبي وأحد الزملاء المتواجدين ليحتد النقاش.
الشاي أفضل، القهوة الأفضل، وهنا اتضحت ضحالة الأمر والتفنن في إقصاء الاختلاف.
أمر طبيعي أن نختلف في بعض الأمور، وماهو مفضل لديك!
ليس بالضرورة أن يكون خيار جيد لدي ‘كثير من الناس يحاول تجريد الآخرين من تفضيلاتهم وخياراتهم المناسبة لهم بالإقصاء والاستنكار.
وكوب الشاي أوضح عمق المشكلة وأننا في أبسط الأمور لا نقبل الاختلاف، ونحوله إلى خلاف وعداوة وخصام، وقد يصل الأمر إلى التسقيط. ولم تكن المشكلة في كوب الشاي، فالأمر أعمق، وهو يتجاوز الشاي إلى الفكر.
انها التنشئة التي كبر عليها البعض، فماهو مخالف عن تفضيلاته واستحسانه أمر
لا يليق ولا ينبغي وجودة (للناس فيما يعشقون مذاهب).
لي مع كأس الشاي رواية عشق لن تجد لها مثيلاً
في الأدب العالمي، هكذا كان يردد صاحبي.
لك أن تعشق ما تريد وتفضل ماتريد، وللأخرين حقهم في ذلك.
تحب شرب الشاي أو كوب قهوة تحت الأضواء الخافتة،
فلست وحيدًا في العالم، وهناك أخرون، ولن تشعر بالغربة أن تقبلت الاختلاف،
ولن تحتاج تجهيز أسلحتك لخوض حروب مع كل مختلف عنك، بل تحتاج أن تعيش السلام الداخلي وتتقبل اختلاف الطقوس.
حينما تظن أنك قاعدة وعلى البقية اتباعك فأنت على خطأ.
الآراء ليست ثوابت يجب التقيد بها، ولذلك تختلف.
تجاربك تختلف عن تجارب غيرك لذالك نختلف.
اطلع على وجهات النظر المختلفة لتعرف أن هناك ألوان متعددة.