23 ديسمبر، 2024 1:36 م

كوباني العراقية …ولكن

كوباني العراقية …ولكن

من وجهة  نظر  كل عربي أصيل أن الدم العربي واحد كما هو الدم العراقي  وقد كان هذا الشعور إلى وقت قريب جدا غير إنه بدأ يفقد واقعيته يوما بعد يوم  بفضل السياسة اللئيمة الحاقدة ,  سياسة المصالح والأطماع فوق مصلحة الوطن والمواطن .
ولعلنا نحن الجيل المتبقي من الأمس البعيد , الذي عاش إلى وقت قريب أهمية القرابة والجيرة والنخوة  والعائلة الواحدة , نكاد نصاب بلوثة عقلية لما نجده اليوم,  فقد كانت المدينة على صغرها وسعتها تضم الجميع  يتعايشون ويتزوجون ويتبادلون الأعياد والمناسبات والإختلاط العائلي خارج الدين والطائفة كان سمة تلقى القبول والإحترام وبطيب خاطر ,  وثورة العشرين علامة شاهدة.  فقد حملت الفتاوى الشيعية السنة على القتال مع العرب الشيعة والعكس كذلك , ونظرة لما يحصل اليوم تجعل الواحد يصعق من كثرة أخبار الدم والقتل والتعذيب بين أبناء المذهب الواحد العائلة الواحده , لا وقد وصل الأمر بين الأبناء والآباء بفضل الميليشات  التي حولت القتل الفردي إلى قتل جماعي , وهذا المواطن الذي كان يهزه الموت الطبيعي ولا يستطيع كتم دموعه صار يذبح بيده ويفتخر أمام الجميع بفعلته  وصار هتك الحرمة شعار ديني وكأن الدين جاء لسبي وقتل الناس وليس لخدمتهم .
نسمع ما يحصل في العراق وسوريا , وفي عين العرب بالذات لم يعد في المدينة بشر مسالم هج الجميع إلى حيث يعتقد أنه  سيجد ملاذا , وظلت المدينة تقاتل داعش بشبابها حتى الحرائر والدعم الدولي والكردي بشقيه التركي والعراقي , ومع كم الشهداء وهذا شيء مدعاة للفخر صمدت المدينة بين مد وجز .  داعش تحاول الإستماته لأنها لا تريد أن تعطي خسارة في سوريا وتفقد موطأ قدمها  مثلما خسرت في العراق في أهم بقعة  كانت تعقد عليها الآمال جرف الفخر .
واليوم تتمدد داعش رغم كل الضربات والتكاتف الإعلامي  حفاظا على ما أسمته دولتها وتحتل ناحية الفرات , هذه القرى البسيطة التي لا تمتلك مقومات المدينة ولأن رجالها وقفوا بالمرصاد لداعش منذ فجر  دعوتها ودخولها الأرض العراقية راحت  تنتقم منهم شبابا ووجهاء قوم  لقد ظهر حقدها بمقدار خسارتها في أكثر من مكان والملفت بل المحزن لا أحد يمد يد العون للرجال الذين نكبوا بفقدان ذخيرتهم وتلقوا الحرب بصدورهم .
في كوباني السورية  يقاتل العالم , التحالف الدولي الاكراد كلهم بغض النظر عن سكنهم وتقف منظمات وأحزاب وتجمعات مختلفة مع داعش ضدها في عين العرب مع صعوبة الأرض ووعورتها , وفي الأرض المنبسطة حيث لا جبل ووادي وكهف يقاتل الأشاوس العراقيون من ألبو نمر داعش.
وكما أهمل الأمريكان إحتلال الموصل وجعلوا الشرذمة تؤوسس دولة ولم يدفعه للحرب في العراق غير قرب داعش من أربيل ,  قالها الرئيس الأمريكي نحن لا نسمح لداعش بالوصول إلى أربيل لأن لنا قنصلية ووجود  والله عيب على الحكومة العراقية وعيب على االتحالف التفكير بمنطق هذا لي وهذا لك ولو رجعنا إلى خلفية التمدد الداعشي في العراق كان السبب هؤلاء وهؤلاء , سماهم المالكي أبناء يزيد وتعامل معهم بحقد وكراهية  وشبه تحركه بتحرك الحسين . هذا منطق قاتل لمفهوم الدولة ومفهوم المواطنة , ترى ماذا تنتظر من مواطن يفقد هويته في بلده ويعامل على أساس طائفة منبوذة ومشكوك في ولائه , حتى لو مات شهيدا دفاعا عن على الارض ؟ .
الدولة العراقية معنية أكثر من أي جهة بهذا رغم وضعها الصعب ولكن ألا ترى هذا يزيد الموقف الصعب صعوبة وتعقيدا ؟ . ثم  من يدري غدا ماذا تعمل داعش بالبقية المتبقية من البو نمر ؟ .