8 سبتمبر، 2024 2:44 ص
Search
Close this search box.

كواليس زيارة وفد التحالف الوطني لإيران

كواليس زيارة وفد التحالف الوطني لإيران

خطوة ايجابية؛ يقوم فيها وفداً يمثل التحالف الوطني العراقي, بزيارة للدول الإقليمية, لما لها من تأثير في مجريات المنطقة, واطلاعها على الأوضاع الحقيقية بالساحة العراقية, لاسيما بعدما أعاد التحالف الوطني وجوده وهيبته, ودوره المحوري في السلطتين التنفيذية والتشريعية, وإبراز موقفه بإقرار قانون الحشد الشعبي, وتبنيه للتسوية كمشروع وطني لإنقاذ البلاد.
بعد الأردن؛ توجه الوفد التحالفي برئاسة السيد عمار الحكيم إلى إيران, زيادة تعد بالغة الأهمية, خاصة لما يمر فيه العراق من إحداث, خصوصاً الانتصارات الميدانية للقوات الأمنية, وقرب تحرير الموصل, باعتبارها عاصمة للدولة الإجرامية, يتزامن معها طرح التحالف الوطني لمشروع التسوية؛ كخارطة طريق, تتضمن مبادئ لمشروع يضع ملامح بناء الدولة بطريقة عادلة, ويحقق المواطنة المنصفة لجميع المواطنين على حد سواء.
الزيارة استهلت باستقبال الولي الفقيه للوفد؛ مستذكراً رؤيا شهيد المحراب: “رحمه الله؛ تحدثت معه هنا قبل عدة سنوات من شهادة هذا الشهيد العظيم, كان يقول وضع العراق اعقد وأصعب من أوضاعكم, قلت كيف؟ قال :لأنكم حينما تشكلون حكومتكم لا أحد يتدخل بشأنكم فهو شأن داخلي, إما العراق فلديه عشر دول تدعي الوصاية عليه, وتعطي رأي وتتدخل لان العراق دولة عربية”.
نستشف من ذلك, إن السيد محمد باقر الحكيم؛ كان يعلم إن العراق لا يمكن أن يستقر, إذا لم يكن أبنائه يشعرون بروح المواطنة, ويبذلون النفيس من اجل الدفاع عن وطنهم, وهذه إحدى أهم أسباب كون العراق اليوم؛ يحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم بأكمله, ولابد أن يتفهم المحيط الإقليمي ذلك, لتبادر البلدان المؤثرة لتقديم الدعم والإسناد, ومؤازرة العراقيين بهذه المواقف المشرفة.
ورغم ما يعانيه العراق من أوضاع راهنة, إلا إن مستقبله أكثر تألّقاً وأفضل, هذا ما يراه القادة الإيرانيين, وإن تقدم العراق يصب في مصلحة دول المنطقة كافة, لاسيما الجارة إيران، والتناسق المتزايد بين العراق وإيران يصب في مصلحة البلدين, وإن كسب التأييد الإيراني لمشروع التسوية من باب الاطمئنان لجميع العراقيين, خاصة انه يرسخ الوحدة الوطنية بعيداً عن المواقف السلبية اتجاهه.
الوفد العراقي أكد؛ انه لا مجال في التسوية للحوار مع المجرمين, والمتلطخة أياديهم بدماء العراقيين, وإنما حوار بين العراقيين الشرفاء, لبلورة مشروع لبناء الدولة, ويضمن فيها الجميع حقوقهم الكاملة, ويحقق السلم المجتمعي, لذا جاءت أهمية الانفتاح على دول المنطقة, وإشراك الأمم المتحدة في دعم المشروع, وتعد التسوية؛ من أهم المشاريع السياسية التي ينجزها التحالف الوطني, والتي تضمن مستقبل العراق والمنطقة.
الزيارة تأتي كثمرة للتحالف الوطني بصيغته الجديدة, والتي كانت له أصداء جيدة جداً, رغم أنها كانت متأخرة, فيما يحتاج للإيثار والتضحية والإدارة الحكيمة, وهي اللبنة الأساسية بهذا التحالف, ويبقى الأمل معقود فحسب, إن التحالف سينجح بقيادته الجديدة, وصدق نوايا الكتل السياسية المنضوية تحت لواءه, للسير نحو استقرار أكثر للعراق الموحد.

أحدث المقالات