بين الحيوية المفعمة بالعطاء، وبين العمل المتواصل، ينطلق النشاط الفكري الموازي للحركة الجسمانية، والعضلية، ليصل إلى الطموح، الذي يرغبه الشباب، ولتحقيق الأمنيات التي ظلت حبيسة العقل، لتصبح مشروع عملي، ومنهج يخطه الشباب، وصولا إلى متبنياته الفكرية، وتطبيقها على ارض الواقع، وهذا يسهم في تطور عجلة الحياة، وينهض بالبلد إلى مستوى الُرُقي والتحضر، وهنا ماذا قدم الوطن للشباب؟.
الصدأ يصيب العقل البشري، لأسباب عدة، منها التركيبة البنيوية، التي نشئ عليها، وأفكاره الملازمة معه طيلة حياته، نتيجة اضطهاد معين وقع عليه،أو البيئة التي عاش بها، تعكس فكره، وبهذا سلوكه يتحدد، ولا يستطيع أن يفارقه، وهذا الأمر ينعكس على تصرفاته الشخصية، ويحاول أن يؤثر على المجتمع، وكذلك هناك عقول، تنظر إلى الإفراد نظرة فوقية، ويحسب نفسه هو صاحب الفكر والتصور الفريد، ويعيش الدور مع نفسه، ويتخيل فرضيات ظالمة، هي في داخله فقط، لكنه يبني عليها تصوراته، ويقرر قرارات في الأخر يندم عليها.
الشعوب العربية عانت كثيرا من كهول السياسة، لأنهم نزعوا روح الوطن، وجعلوا المجتمع يقبع تحت أكوام الإخفاقات، والإحباط دب في نفوسهم، وقتل إرادة البناء، وقيض كل مساعيهم، فالسياسة قذرة، عندما تنطلق من فكر منحرف، وتتحول إلى ضبابية مع مرور الأيام، وبهذا يؤثر على المسلك السياسي العام للبلد، وتجد هناك إتباع كثر لهذا الفكر، ممن يبحثون عن مصالحهم الخاصة، ويحاولوا أن يقفوا حجر عثرة بوجه الشباب، والتجديد الفكري، وطرح متبنيات حضارية تواكب العصرنة.
الطبقة السياسية المهيمنة على السلطة، تلعب دور كبير في تهميش وإقصاء، القيادات الجديدة، وخصوصا الدماء الشابة، لأنهم هؤلاء سيكون لهم الريادة في المستقبل، كذلك الطاقات الشابة يطبقون الديمقراطية، بشكلها الحقيقي، ويدافعون عن قيمها، لأنهم تعايشوا معها، وعشقوا حرية الرأي والتعبير، وهذا هو الوعي السياسي الحقيقي، فقد يعلو صوتهم في الأيام القادمة، بوجه من غيبوهم، عمدا كان، أو نتيجة التجاذب والمخططات، من العاملين في السياسة، من داخل البلد وخارجه.
في الختام؛ كهول السياسة، وصلوا إلى النهاية، وخيمة الشباب، تقودهم إلى التقاعد الإجباري.